قصة سجن كاتب إسلامي فلسطيني
قصة سجن الكاتب الإسلامي الفلسطيني
(ساري عرابي طه) لدى أجهزة دايتون..
(ساري عرابي طه) ملخص قصة الفلسطينين في الضفة الغربية!
عمر مشوّح
أن يسجنك الاحتلال الصهيوني فهذا أمر متوقع.. فهو محتلّ وعدوّ ولن يرتاح لحريّتك التي تؤذيه!
وأن يتكرّر سجنك من قِبَل الاحتلال.. فهذا أمر أيضا متوقع في العقليّة الصهيونيّة التي تخاف حتى من حجارة صغيرة!
لكن أن يسجنك ابن بلدك ويعذّبك ويكرّر سجنك ويحرمك من أبسط حقوقك ويحاكمك عسكريا وأنت مدني.. ويخطفك من بيتك.. ويخالف قرارات العفو والإفراج الخاصة بك.. ويتحكّم بمصيرك ويعتقلك لتقضي بقيّة حياتك سجيناً في وطنك.. كل ذلك بيد إخوانك وجيرانك!
فهذا لا يحدث إلا لدى ميليشيا دايتون الفلسطينية التي يديرها الاحتلال الصهيوني في رام الله!
الكاتب الإسلامي والداعية الشاب (ساري عرابي طه) ابن (30) عاما، وابن قرية رافات من قضاء رام الله، وخريج قسم اللغة العربية من جامعة بيرزيت، هو نموذج قصة مؤلمة ومكرّرة في الضفّة الغربيّة لكثير من الشباب الفلسطينيّ الذي حمل على عاتقه مقاومة الاحتلال فكرياً وثقافياً.. فكانت ميليشيا دايتون لهم بالمرصاد تُنَفِّذ ما عجز عنه الاحتلال!
الشاب (ساري) قضى نصف عمره في سجون الاحتلال وسجون دايتون، لكن السجن لدى هذه الميليشيا مختلف تماما عن أسلوب السجن والمحاكمة لدى الاحتلال!
آخر فصول قصة (ساري) تتلخّص في قيام جهاز الاستخبارات الفلسطيني في الضفّة باعتقاله بتاريخ 14/7/2009م، خضع خلالها لتحقيق قاس في السجن سبَّب له أمراضاً كثيرة وآلاماً نفسيّة ومعنويّة وجسديّة، وكان الاعتقال بتهمة نشر مقالات مسّت بهيبة الدولة!!
ورغم أنه لم يثبت عليه شيء، لكنه بقي في السجن لمدة خمسة شهور بدون محاكمة، إلى أن قضت المحكمة العليا بالإفراج عنه وأبطلت قرار جهاز الاستخبارات بتحويله للقضاء العسكري لأنه شخص مدني.
خرج (ساري) في 14/12/2009، وبعد 12 يوما اعتقله جهاز المخابرات الفلسطيني من جديد، وسلّمه بعد يومين لجهاز الاستخبارات المسؤول عن اعتقال العسكريين فقط!
وفي تاريخ 10/1/2010م حكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن لمدة 3 سنوات بتهمة إهانة مقامات عليا من خلال بعض المقالات التي لم يثبت أنه كاتبها أصلاً!!
هذه ليست قصّة من قصص (أجاثا كريستي)! وإنما حقيقة تحدث في الضفة الغربية وكل أحداثها حقيقية!
قصة الشاب (ساري) هي نموذج من عشرات القصص التي يعاني منها شعب فلسطين المقاوم الأبيّ..
نموذج لما يعانيه هذا الشعب في الضفّة من مِحَن وآلام تتمحور في الملاحقة والاعتقال والاختطاف والتعذيب والإهانة!
إنها معاناة تتكرّر في كل يوم وللجميع بدون استثناء، معاناة الأسر والاعتقال والتعذيب والإهانة والحرمان حتى من أبسط الحقوق الإنسانيّة، معاناة في الحياة والرزق ولقمة العيش والدراسة وكل مقوِّمات الحياة!
إنها حياة مؤلمة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، ساهم الإعلام في تغييبها عن أنظار العالم، فلم ينقل لنا الصورة الحقيقية لمعاناة الآلاف من الأسرى والأسر والعوائل في الضفّة الغربيّة.
وبيد من؟ بيد أبناء الوطن الذين تربّوا في حضن دايتون!
كيف يحاكم مدني في محكمة عسكريّة؟! وكيف تتمّ المحاكمة دون إثباتات ودون دفاع ودون أبسط حقوق الإنسان في الاعتراض أو الدفاع عن نفسه؟!
التهمة كاذبة.. والمحاكمة صوريّة.. والحكم ظالم.. والحاكم عميل خائن!
الشاب الداعية (ساري) يعاني الآن من حصوة في المرارة وجرثومة في المعدة وآلام في الظهر وفي جميع جسده، وذلك في سجون السلطة في الضفّة، وهو في حالة صحيّة سيئة، ويتمّ معاملة أهله بإهانة وقسوة وشتم وسب!
هذا الشاب الذي يمارس العمل الدعويّ والخيريّ في مسجد قريته.. يتمّ تلفيق هذه القصة وهذه التهمة له من أجل أن يزج به في سجون السلطة لكي ترتاح إسرائيل من مهمّة ملاحقته ومتابعته.. فكانت نتائج التنسيق مع أجهزة السلطة أن يتمّ اعتقال مثل هؤلاء الشباب.. وبذلك يتوقّف سيل الوعي في الشعب الفلسطينيّ الصامد في وجه الاحتلال.. ويستعدّ الجميع لسلام يهتك الأرض والعرض!
نناشد جمعيّات حقوق الإنسان و "مراسلون بلا حدود" وجميع الجمعيّات والمنظّمات الإنسانيّة للوقوف مع قضيّة (ساري) والدفاع عنه.. وندعو الجميع لفضح ممارسات مليشيا دايتون العميلة التي باعت قضيّتها وشرفها ودينها وكل ما تملك لأجل عيون الصهاينة!
ندعو الجميع لأن يقف وقفة إنسانية (فقط) من أجل هؤلاء المعذّبين والمظلومين والمحرومين من أبسط حقوقهم.. وقفة تدافع عن حقّهم في الحياة وحقّهم في الدفاع عن أنفسهم ضد الظلم والطغيان والاعتقالات التعسفيّة.
إنّ وضع الفلسطينييّن في الضفّة الغربيّة يحتاج إلى أن يهبّ الجميع للكتابة عنه والحديث عن آلامه، فإخواننا يعيشون بين مطرقة الاحتلال وسندان السلطة، ولا يوجد إعلام يتحدث عنهم أو جهات تنصفهم وتدعمهم.
فلا أقل من كلمة نصرة في حقهم، حتى نكتب أسماءنا في هامش المدافعين والداعمين للقضيّة الفلسطينيّة.
إنّهم يجودون بسِنيّ عمرِهم لنصرة فلسطين.. فلا أقل من أن ندعمهم ولو بكلماتٍ ودعاءٍ!