نظام ريا وسكينة!
آيات عرابي
الانقلاب قامت بيه مجموعة من العصابات اتحدت وخططت للقضاء على الثورة، عصابة الجيش وتسيطر على نسبة حوالي 60% من الاقتصاد وقادته يتغذون على المعونة الأمريكية ولا أمل في أن يصبحوا شرفاء، وعصابة المخابرات العامة والتي ترتع هي الأخرى في فيلات وامتيازات اقتصادية وشركات وتكبش من مال الشعب، وعصابة ( وزارة الجاهلية )* التي يتمتع اصحابها أيضاً بالنفوذ وتقوم بتشغيل سلسلة من المصالح الاقتصادية على المستوى الفردي وعلى المستوى الجماعي، وعصابة القضاء المرتشي الفاسد الذي يعمل وفق منظومة رشوة وفساد منظمة، وعصابة مدينة الانتاج الإعلامي والذين يعملون كالطفيليات على الفئة الأولى والثانية، ويدفع بهم إلى الشاشات لاستباحة وعي الشعب واغتصاب عقولهم وفق مواصفات خاصة تقوم على الفساد الأخلاقي والتورط في سرقات الأراضي والرشوة والفضائح، في مقابل مبالغ مالية كبيرة وشهرة ومشروعات تدر ربحاً على كل منهم. وعصابة السياسيين واحزاب القش التي لا ظهير لها في الشارع ووظيفتها المتاجرة بالوطن وبالقيم وبالشعارات. وعصابات أخرى هامشية في الازهر مثلاً الذي تم اختراقه بالكامل، ليتم تصدير وجوه تجمع بين العمالة لعصابات اجهزة الأمن والهوى والميول الشيعية. تلك هي المافيا التي تعمل في مصر منذ انقلاب يوليو 52، فالجيش يشتري سلاح أمريكي لحماية النظام لا لمحاربة العدو الصهيوني، والعلاقة مع العدو الصهيوني هي علاقة السيد بخادمته، فالكيان الصهيوني يطلب قادة جيش المكرونة للفراش وقتما يشاء، فيدمر منازل السكان الآمنين في سيناء ويقتل الرجال والنساء والاطفال ثم يتحدث اعلامهم عن قتل من يسمونهم ( تكفيريين ) والعلاقة مع الكيان الصهيوني مهمة، لأن رضا الكيان الصهيوني هو مفتاح رضا السيد في واشنطن، والسيد في واشنطن عندما يرضى فإنه يمنح ( طائرات الاباتشي ) ويمنع المافيا العسكرية المرتزقة من السقوط، حيث لا ظهير لها في الشارع في مصر. يساند كل هؤلاء مجموعة من المغيبين، صنعهم إعلام المافيا العسكرية، يعتقدون أن هناك كرة أرضية تحت الأرض وأن الجيش المنشغل في التعاقد مع الراقصات لإحياء أفراح ابناء جنرالات الجملة وضباط أولاد رجب، يحمي الحدود فعلاً.
وبين عناصر تلك المافيا، لا تبدو المكونات متجانسة، فهم أقرب في مكوناتهم لعصابات ريا وسكينة، اللواتي حاولت كل منهما النجاة من حبل المشنقة على حساب الأخرى، فضباط الجيش الذين لم يخوضوا في حياتهم حرباً واحدة، ينظرون بتعالي لضباط الشرطة، وضباط الشرطة الذين لا يصلحون حتى لتأمين كباريه، ينظرون لضباط الجيش بغل وحقد، لأنهم يحصلون على كل شيىء محاولين في كل مناسبة أن يجعلوا الرؤوس تتساوى، والقضاء ينظر لضباط الشرطة على أنهم الفشلة الناقصون المعقدون نفسياً، الذين دفعت عائلاتهم مبالغ مالية لإلحاقهم بكلية الشرطة وأنهم لا يساووا شيئاً وضباط الشرطة ينظرون للقضاة بحقد وباستهانة ويستغلون أي فرصة للشقاق بينهم وبين النظام للتعبير عن سخطهم بضربهم والاستهانة بهم، كما حدث في سنة 2009 بأوامر من المخلوع. وعلى الهامش تعيش الطفيليات الأخرى المكونة للمافيا، لكن التركيبة المتنافرة التي جمعتها كراهية الإسلام، لن تستمر طويلاً على نفس التجانس، فبمجرد أن يحاول ضابط شرطة رفع عينه في وجه ضابط جيش، قبض عليه و (علقه) في الشمس في احد معسكرات الجيش، بصورة مذلة مهينة كما نشرت جريدة المصري اليوم. مكونات تلك المافيا عبارة عن طبق سلطة غير متجانس، بدأت مكوناته في التفكك، وغالباً سيذيق الله بعضهم بأس بعض قبل أن تتعفن مكونات الانقلاب وتسقط قريباً ان شاء الله.
*تعبير وزارة الجاهلية، مقتبس من تعليق أحد القراء