وسائل الإعلام.. وأخطار الرأي العام

وهيب الصانع

كاتب وباحث - اليمن

[email protected]

يلعب الإعلام دوراً محورياً في حياتنا اليومية والسياسية و يترك أثراً ملحوظاً على  السلوك والاتجاهات الوجدانية .

إن مواقفنا السلبية والايجابية تأتي في اغلب الأحيان من تلك الصور النمطية التي تكون في أذهاننا خلال ما نسمعه ونشاهده في وسائل الإعلام المختلفة.

إن آلة الإعلام لا تقل أهمية وخطورة على الآلة الحربية، في أهدافها الإستراتجية  ولكنها قد تكون هي أحد أدوات الإستراتيجيات العسكرية .

وتكمن خطورتها من خلال تلك الحروب النفسية التي تعتمد عليها أثناء الصراعات والنزاعات المسلحة ،ولكن قد يكون لها الأثر الأكبر أثناء الحروب الباردة والتي قد تأتي بشكل تراشق كلاميه من خلال تصريحات كبار المسئولين .

وتهدف هذه الأساليب إلى استخدام مخططات من جانب دول أو مجموعة دول ضد ، دولة أخرى مستخدمةً في بعض الأحيان أدوات دول محايدة ،أو صديقه لتحقيق أهدافها الإستراتيجية .

إن بعض تلك الاستراتيجيات التي تعتمد على الشائعات والترويج للأخبار المختلقة التي لا أساس لها من الواقع أو الصحة ،منتهجة أسلوب التهويل والتضخيم والمبالغ لتحقيق مآرب وأهداف سياسية واقتصاديه أو دق الإسفين بين بعض الأطراف، مستغلة بعض الرواسب القديمة أو الخلافات الهامشية .

ان تلك الاستراتيجيات تهدف في الأساس الأول إلى تغيير قناعات الشعوب، وزعزعت الثقة بحكوماتهم وآثاره الرعب والمخاوف .

 لذا فانه تعتمد، اعتماداً مباشراً على  اللعب بما يسمى "الاحتياجات المختلفة" مثل الأمان والجوع والعاطفة  والعدالة ...الخ.

إننا نلاحظ دائماً التكرار المتلاحق، لإذاعة بعض الحقائق أو عرض حقائق ملموسة ،ويعد هذا الأسلوب   أكثر نجاحاً من بث الأكاذيب ، إضافة إلى استهداف  بنية التربية السياسية ، والواضح من خلال البرامج الحوارية التي تعتمد على أسلوب الشرح والمناقشة وصولاً إلى الإقناع .

كل هذا يهدف إلى تحويل الاتجاهات والقناعات ،لدى الشعوب . وهنا ينبغي على  تلك الشعوب وضع خطط واستراتيجيات مضادة للتصدي لهذا السلاح البارد والخطير الذي يجعل من التأثير على الرأي العام بشكل سلبي ، ووسيلة وغاية لتحقيق انتصاره عليه .

فلابد إن تقوم دول المواجهة باعتماد الخطط والاستراتيجيات الإعلامية، للتخفيف من حجم تلك الإخطار المحدقة والمتربصة بها ، ومن الأجدى عند وضع  تلك الاستراتيجيات ، ان تكون تعاونية في مابين الدول المتقاربة، جغرافياً ،وثقافياً وسياسياً . ولنجاح مثل هكذا استراتيجيات ،لابد من ترك كل الأساليب التقليدية ، والبحث عن الآراء الراسخة و المٌمنهجة  التي تعتمد على آليات الجديدة المسمى ب " نظم تدفق المعلومات" ألحديثه والصحيحة والمتزامنة والمتجانسة .

إن حرية التعبير أمر مهم وضروري، لأنه يعد إحدى  متطلبات الهامش الديمقراطي التي تسعى و تناضل الشعوب من اجل نيلها .

 ولكن حرية الرأي والتعبير بمفهومها الفضفاض والواسع، قد تقودنا إلى حالة من الفوضى والتفسخ ألقيمي والأخلاقي التي قد يكون إحدى بنود تلك الاستراتيجيات المقصودة .!!

وللحفاظ على الحقوق الإنسانية ينبغي على  الدول ومنظمات الحقوقية إن تسارع في إيجاد مصفوفة  من التشريعات والرؤى الواضحة والشفافة، حول ما يكتب من آراء ومدونات إلكترونية على  شبكة الإنترنت وحتى نستطيع إن نصل إلى درجة من التوازن بين  ما هو غث وسمين .

وما من شأنه تطوير تلك الحقوق المدنية وفقاً للضوابط التي تكفل حقوق " مسؤوليات وواجبات " وتنئي بنا عن بعض الاختراقات  الغير مسؤولة..!!

 التي قد تبدر من بعض العابثين في ظل تنامي الحريات المدنية بشكل عام،واتساع دور المجتمع المدني وزيادة حرية التعبير عن الرأي ، الذي يعد أعظم إنجازات القرن الواحد والعشرين والفضل  الأول و الأخير يعود إلى ثورة تقنيات المعلومات والاتصالات .

إن امن واستقرار الشعوب يعد من أوليات أي حكومة،  تسعى لرفاهية شعوبها، فهي تتصدى بكل حزم لكل ما يعكر صفوة العيش ،ويكدر الحال، وبعث بالهم والغم، سوء كان ذلك عبر الأثير أو مما يقرأ ليغدوا بعد القراءة أخطر بكثير .!!