من الأدب السياسي الساخر
( 28 – 3 – 2010م )
أبو فشاش ليمفشَّا زوج العمشا
الحاج همّاش آل نيّام أبو شِريشِر
تحسين أبو عاصي *
– غزة فلسطين –
[email protected]
((
من لم يفهم معنى وفلسفة ورسالة الأدب الساخر فلا يلمنا وليلم تفكيره ))
حيَّى الله أبو فشاش ليمفشَّا زوج العمشا ، الحاج همّاش آل نيّام أبو شِريشِر ، ذلك
الرجل الذي تمكن من أن يكتب عنه التاريخ ولا يزال على صفحات التواليت وبحروف من
......
فقد
استطاع أن يجمع من حوله فريقاً هم على شاكلته ، فالطيور طبعاً على أشكالها تقع بدون
أدنى شك ولا ريب ، فنحن اليوم نعيش في زمن أجاد فيه العارضون بضائعهم في أسواق
النخاسة ، تلك البضاعة والتي لا تخفى على لبيب متفحّص ماهر ، فهي مطلية بلون الذهب
ومن تحدتها الصدأ ، في لمعة خادعة ولون زائف ، وبضاعة وجدت لها رواجاً لبعض الوقت
عند البسطاء والسطحيين من الناس وما أكثرهم اليوم !! .
أبو
فشاش ليمفشَّا زوج العمشا ، الحاج همّاش آل نيّام أبو شِريشِر هو الذي :
بيوشوش الطرشا ، وبيغامز العمشا ، ومتعلق بقشا ، وما معه قرش يتعشى ، ما فوقو الحاف
ولا تحتو فرشا ، وبياكل مُعلاق وفَشّه ، وبياكل الفجل وبتدّشا ، وبيحب يتمشا
ومَرَضِهِ بيناتنا بتفشى ، وهادا هو حال أبو كرشا ....
لا
أحد منكم يعرف من هو أبو فشاش ليمفشَّا ، إنه زوج العمشا وهو الحاج همّاش آل نيّام
أبو شريشر ، وسُمي بذلك نسبة إلى قبيلة شرشر على حالو أيام عزُّو وبلادو ، وهو
المُنبت الذي لا أرض قطع ولا ظهر أبقى ... وبسبب تجارة الضحك على اللحى والذقون
والعقول أنجب عددا من البنات فقط ، هكذا كانت كل
خلفته بنات ، منها براقش وشهر زاد والغولة والضبعة أم عامر ....... وكيف لا ؟
فزوجاته العمشا والطرشا واليهودية والعبدة والأَمَة وغيرهن الكثيرات .
وأصبحن في مجموعهن يرددن عبارة : يا ليت الذي جرى ما كان ولا حصل - كانت كل واحدة
منهن تقول : كنت كالعمياء التي يقودها المبصر ، وكالصماء التي تحاور حاد السمع -
وصار شعارهن : خازوقُ دُقَّ ولن يُقلَع .... من شرم الشيخ إلى سعسع ، فلن يُجدي
القول نفعا من براكش وأخواتها وزمرتها وحاشيتها ، فأخذت كل واحدة منهن تردد : (
أبوس القدم وأبدي الندم ) وتبين فيما بعد أنهن يحلمن حلم إبليس في الجنة .
هذا
هو زمن العض والنهش والخدش والخربشة ، وزمن الهب والنب والسَّب ، زمن الكوليرا
والتيفود والطاعون ، والتيفوس الفأري والزهري والسيلان ، حتى صار الحليم حيراناً لا
يدري إلى أي قبلة يتجه للصلاة ، وغطى الأفق الهرج والمرج والقيل والقال ، ولم نعد
نميز بين أكل الكبسة وبين أكل الكسكس وأكل فتة اللطخ ، فالفاعل صار مفعولا والمفعول
صار فاعلا ، كما لم نعد نميز بين لحوم الحمير وبين لحوم الخراف ، فنحن في زمن يُحط
فيه من فكر وشأن وكرامة وقيمة الإنسان ( ...) ، ويرفع من فكر وشأن وكرامة وقيمة
إنسان آخر ( ... ) ، فلم يعد من فرق يُذكر بين الوجوه والمؤخرات ، والكل يضحك من
حولنا علينا كأننا في زفة فدعوس ، وأعجبني ما ذكره الكاتب صالح صلاح شبانة في مقال
ساخر له بعنوان ( وفاء الكلب ) حيث قال : (( ومرة قال الشاعر حافظ إبراهيم أن
كنيته في مصر (ابن النيل ) ولو ذهب إلى سوريا لأصبح ابن (بردى) ، ولو ذهب
إلى
لبنان لأصبح ابن الكلب ، نسبة إلى نهر الكلب....!!!
)) .
مرة أخرى : (( من لم يفهم معنى وفلسفة ورسالة الأدب الساخر فلا يلمنا وليلم تفكيره
)).
*كاتب فلسطيني مستقل