أثر الأسفار المقدسة في انحراف اليهود

من كتاب اليهودية في العراء بين الوهم والحقيقة

محسن الخزندار

[email protected]

أثر الأسفار المقدسة في انحراف اليهود

إن تحريف الأسفار المقدسة وتزويرها والادعاء بأنها من عند الله عز وجل أمر خطير، نتج عنه انحراف في العقيدة والشريعة والأخلاق، لأن تلك الأسفار هي المصدر لكل ذلك، وهذا ما حدث لليهود حينما تجرأ بعض أحبارهم وخبثائهم في ارتكاب جريمة تحريف ا لتوراة وأسفار أنبياء بني إسرائيل، وتزوير التلمود والكتب والادعاء بأنها من وحي الله عز وجل ، فقد نتج عنه انحراف أتباع التوراة والديانة اليهودية في عقيدتهم وشريعتهم وأخلاقهم ، وسوف نستعرض من خلال القرآن الكريم -الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه- ومن خلال الأسفار المقدسة عند اليهود بعض انحرافاتهم وضلالاتهم [1].

المطلب الأول : انحرافهم في الإيمان بالله عز وجل.

1 - زعموا أن (عُزَير) ابن الله، وردّ الله عليهم بقوله عز وجل :" وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنّىَ يُؤْفَكُونَ ([2])"

2 - تشبيه الله عز وجل بصفات خلقه:

ورد في التوراة المحرفة أن بني إسرائيل رأوا إله إسرائيل وتحت رجليه حجر من العقيق الأزرق([3]).

وفي سفر دانيال 7/9،10 أن إلههم في صورة آدمي وأنه شيخ، أبيض الرأس واللحية -نعوذ بالله من هذا الكفر- وقد قال الله عز وجل عن نفسه تبارك وتعالى : "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السّمِيعُ الْبَصِيرُ ([4] ) ".

3 - وصف الله عز وجل بصفات العيب والنقائص:

ورد في أسفار التوراة المحرفة أن الله تعالى تعب لما خلق السماوات والأرض في ستة أيام واحتاج إلى الراحة فأكملت السماوات والأرض وكل جندها وفرغ الرب في اليوم السابع من عمله الذي عمل ، فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل ) ([5]) ، فردّ الله عليهم بقوله عز وجل:" وَلَقَدْ خَلَقْنَا السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتةِ أَيّامٍ وَمَا مَسّنَا مِن لّغُوبٍ ([6]) "                                                             - وزعموا أن يد الله مغلولة فرد عليهم الله عز وجل بقوله: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ... ([7]) ".

- وزعموا أن إلههم يندم ويحزن([8]) ، وينسى ويتذكر([9]) ، ويجهل كل ذلك في توراتهم المحرفة والعياذ بالله .

ورد في تلمودهم أن إلههم يلعب مع الحوت الذي خلقه، ويبكي حتى تسقط دموعه حزناً على ما فعله بأبنائه اليهود، وأنه يكفر عن ذنوبه وأيمانه( [10]) -تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

4- يصفون إلههم بالعنصرية وأنه إله بني إسرائيل فقط([11]).

المطلب الثاني : انحرافهم في الإيمان بالنبوة والأنبياء:

1- اضطراب مفهوم النبوة في أسفارهم المحرفة وغموضه، فلفظة (النبي) تطلق في أسفارهم على النبي الصادق المرسل من الله([12]) ، وعلى النبي الكاذب([13])، وعلى كهنة الهيكل([14]) ، وعلى العالِمْ الحبْر([15]) ، وعلى الساحر والمنجم([16] )، وعلى كهنة الآلهة الوثنية([17]).

2- اختلاط مفهوم النبوة والوحي عندهم بالكهانة والتنجيم والسحر والرؤيا والخيالات.

3- يجعلون بعض النساء أنبياء، كمريم أخت موسى وخلدة ورفقة وغيرهن([18]) .

4- يتهمون بعض أنبيائهم بارتكاب الكبائر من الذنوب كالزنا والقتل والشرك بالله وقد تقدمت الشواهد على ذلك([19]).

5- يكفرون ببعض الأنبياء ويقتلون البعض الآخر، قال الله عز وجل: "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىَ الْكِتَابَ وَقَفّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيّنَاتِ وَأَيّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلّمَا جَآءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَىَ أَنْفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ([20]) ".                                               6- إنكارهم نبوة ورسالة نبينا محمد مع أنهم يعرفون نبوته وصدقه كما يعرفون أبناءهم. قال تعالى: "الّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنّ فَرِيقاً مّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ([21]) ".

المطلب الثالث ً: انحرافهم في الإيمان بالتوراة وكتب الله المنزلة على أنبيائه الكرام

حينما تجرأ اليهود على تحريف التوراة وغيرها من الكتب السماوية فقدت قدسيتها في نفوسهم واستهانوا بها وأصبحوا كما قال عز وجل عنهم:" اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابَاً مِنْ دُونِ الله المَسِيحَ ابنَ مَرْيَم وَمَا أُمِرُوا إِلاّ لِيَعْبُدُوا إِلهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمّا يُشْرِكُون الآية([22]) ".

وقال تعالى :" مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لم يحَمِلُوهَا كَمَثَلِ الحِمَارِ يحَمِلُ أَسْفاراً بِئسَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ الله والله لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالمِينَ ([23])".

وكانوا كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن بني إسرائيل كتبوا كتاباً فاتبعوه وتركوا التوراة ))([24]).

المطلب الرابع : انحرافهم في الإيمان بالملائكة:

يحقدون على الملائكة ويزعمون أن جبريل وميكائيل من أعدائهم قال الله عز وجل مَن كَانَ عَدُوّاً للّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنّ اللّهَ عَدُوّ لّلْكَافِرِينَ ([25]) .

قال الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري -رحمه الله : أجمع أهل العلم بالتأويل جميعاً أن هذه الآية نزلت جواباً لليهود من بني إسرائيل، إذ زعموا أن جبريل عدوٌ لهم وأن ميكائيل ولي لهم([26]).

وعن أنس رضي الله عنه "أن عبد الله بن سلام رضي الله عنه بلغه مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فأتاه يسأله عن أشياء فقال: إني أسألك عن أشياء لا يعلمهن إلا نبي، ما أول أشراط الساعة، وما أول طعام يأكله أهل الجنة، وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال صلى الله عليه وسلم: "أخبرني به جبريل آنفاً". قال ابن سلام: ذاك عدو اليهود من الملائكة. قال:...الحديث"  ([27])

المطلب الخامس: انحرافهم في الإيمان باليوم الآخر:

1- تنكر بعض فرق اليهود كالصدوقيين قيام الأموات وتعتقد أن العقاب والثواب يحصلان في الدنيا، وبعض فرقهم تعتقد أن اليوم الآخر هو ظهور المسيح المنتظر وإقامة مملكة اليهود العالمية في الدنيا( [28]).

2- من يؤمن من اليهود باليوم الآخر فإن إيمانه لا يخلو من انحراف كما أخبرنا القرآن الكريم فقال عز وجل:" وَقَالُواْ لَن تَمَسّنَا النّارُ إِلاّ أَيّاماً مّعْدُودَةً قُلْ أَتّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ بَلَىَ مَن كَسَبَ سَيّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَالّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ([29]) ".

وعن أبي هريرة أنه قال: لما فُتحت خيبر أهديت لرسول الله شاةٌ فيها سُم، فقال رسول الله : (( اجمعوا لي من كان هاهنا من اليهود )) ، فجمعوا له، فقال لهم رسول الله : (( إني أسألكم عن شيء فهل أنتم صادقوني عنه )) ؟ فقالوا: نعم يا أبا القاسم. فقال لهم رسول الله : (( من أبوكم )) ؟ قالوا: أبونا فلان. فقال رسول الله : (( كذبتم، بل أبوكم فلان )) . فقالوا: صدقت وبررت، فقال: (( هل أنتم صادقوني عن شيء إن سألتكم عنه )) ؟ فقالوا : نعم يا أبا القاسم، وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا. قال لهم رسول الله : (( من أهل النار )) ؟ فقالوا : نكون فيها يسيراً ثم تخلفوننا فيها، فقال لهم رسول الله : (( اخسئوا فيها، والله لا نخلفكم فيها أبداً ))،ثم قال لهم : (( هل أنتم صادقوني عن شيء إن سألتكم عنه )) ؟ قالوا:نعم .فقال:(( هل جعلتم في هذه الشاة سُمّاً ))؟ فقالوا : نعم . فقال : (( ما حملكم على ذلك )) ؟ فقالوا : أردنا إن كنت كاذباً نستريح منك ، وإن كنت نبياً لم يضرك([30]).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن اليهود كانوا يقولون: هذه الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما نعذب بكل ألف سنة يوماً في النار، وإنما سبعة أيام فنزلت: "وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة... الآية ([31]) ".

ويرى الحاخامات أن الجحيم له أبواب ثلاثة ، باب في البرية ، وباب في البحر ، وباب في أورشليم .

ومن تعاليم التلمود أيضاً أن نار جهنم لا سلطان لها على مذنبي بني إسرائيل ، ولا سلطان لها على تلامذة الحكماء ( الحاخامات ) ( [32]) .

3- تحريفهم التوراة وغيرها من كتب الله المنزلة على أنبيائه في إخفاء وحذف نصوص إثبات اليوم الآخر فيها، فإن أسفارهم المقدسة لديهم تكاد تكون خالية منها.

وقال تعالى:" وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنّةَ إِلاّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَىَ تِلْكَ أَمَانِيّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ ([33]) " .

4- أما تلمودهم فتبدو العنصرية واضحة في أن الجنة لليهود فقط دون غيرهم وأن حاخاماتهم يدخلونها([34]).

5 - أما مسألة الجنة ، فقد قال أحد الحاخامات : الجنة ليست مثل هذه الأرض ، لأنه لا أكل فيها ولا شرب ولا زواج ولا تناسل ولا تجارة ولا حقد ولا ضغينة ولا حسد بين النفوس، بل الصالح سوف يجلس وعلى رأسه تاج وسيتمتع برونق السكينة([35]) .

ويتناقض هذا مع ما ورد في التلمود أيضاً([36]) : أن مأكل المؤمنين في النعيم هو لحم زوجة الحوت المملحة التي قتلها إلههم ، ويقدم لهم أيضاً على المائدة لحم ثور بري كبير جداً ، كان يتغذى بالعشب الذي ينبت في مائة جبل ، ويأكلون أيضاً لحم طير كبير لذيذ الطعم جداً ، ولحم إوز سمين للغاية ، أما الشراب فهو من النبيذ اللذيذ القديم المعصور ثاني يوم خليقة العالم( [37]) .

     المطلب السادس : انحرافهم في نظرتهم للبشر (الإنسان):

ينقسم الناس في نظر اليهود إلى قسمين لا ثالث لهما:-

1- القسم الأول: الطبقة الممتازة وهم اليهود الذين يزعمون أنهم أبناء الله وأحباؤه ، وأنهم خلقوا من روح الله ، وقد ردّ الله عليهم ادعاءهم ذلك بقوله عز وجل: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنّصَارَىَ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللّهِ وَأَحِبّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ مِمّنْ خَلَقَ... ([38]) ".

- وقد ورد في التلمود أن أرواح اليهود جزء من الله كما أن الابن جزء من والده، وأن أرواحهم عزيزة عند الله بالنسبة لباقي الأرواح، لأن أرواح غير اليهود هي أرواح شيطانية وشبيهة بأرواح الحيوانات( [39]).

2- القسم الثاني:- وهم من عدا اليهود من الناس فهم في نظر اليهود حيوانات خلقهم الله لخدمة اليهود، وصبغهم الله بالصبغة البشرية ليسهل لليهود التعامل معهم وأنه لا قيمة لأرواح غير اليهود أو أعراضهم أو ممتلكاتهم ولا حرمة لها([40]). قال تعالى: "... ذَلِكَ بِأَنّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الاُمّيّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ "([41]) ، و(الأميين) هم من عدا اليهود " قال الإمام ابن كثير: أي إنما حملهم على جحود الحق أنهم يقولون: ليس علينا في ديننا حرج في أكل أموال الأميين، وهم العرب، فإن الله قد أحلها لنا." ([42]) ".

لذلك يعتقد اليهود أن سرقة الأممي (غير اليهودي) تعتبر واجبة وكذلك غشه وخيانته وهتك عرضه والتعامل معه بالربا الفاحش وقتله إن أمكن وفعل كل سوء له، ولا قيمة للعهود والمواثيق التي يعقدها اليهود مع غيرهم ما لم يكن لليهود مصلحة في ذلك([43]).

- فورد في التلمود أنه (مسموح غش الأمي، وأخذ ماله بواسطة الربا الفاحش لكن إذا بعت أو اشتريت من أخيك اليهودي شيئاً فلا تخدعه ولا تغشه).

- وفي التلمود (إن الله لا يغفر ذنباً ليهودي يرد للأمي ماله المفقود، وغير جائز رد الأشياء المفقودة من الأجانب).

-       وفي التلمود (اقتل الصالح من غير اليهود، ويحرم على اليهودي أن ينجي أحداً من باقي الأمم من هلاك، أو يخرجه من حفرة يقع فيها، لأنه بذلك يكون حفظ حياة أحد الوثنيين).

-       وقال الحاخام ميموند: إن لليهود الحق في اغتصاب النساء غير المؤمنات، أي غير اليهوديات([44]).

المطلب السابع : انحرافهم في نظرتهم للكون:

يعتقد اليهود ما داموا أنهم أبناء الله وأحباؤه أن هذا الكون وما فيه خلق لهم ولأجلهم فعلى اليهود امتلاكه وتسخيره لمصالحهم ، وكل ما ليس ملكاً لهم أو تحت أيديهم فهو حق مغتصب منهم عليهم استعادته بشتى الوسائل والطرق. فقد ورد في التلمود أن الحاخام ألبو قال : سلط الله اليهود على أموال باقي الأمم ودمائهم.

وقال الحاخام ممياند مفسراً لما جاء في التوراة (لا تسرق): إن السرقة غير جائزة من الإنسان أي من اليهود، أما الخارجون عن دين اليهود فسرقتهم جائزة([45]).

المطلب الثامن : انحرافهم في الإيمان بالمسيح المنتظر:

 من أركان الاعتقاد اليهودي الإيمان بمجيء المسيح المنتظر من سلالة آل سيدنا داود الذي سيخلصهم من الذل،            ويحكم العالم ،ويقيم مملكة اليهود العالمية، وحقيقة المسيح الذي ينتظره اليهود أنه المسيح الدجال الأعور كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة)) ([46]). فاليهود لعنهم الله هم جنود الدجال وأعوانه في آخر الزمان وأنه سيخرج فيهم.

المطلب التاسع : انحرافهم في عبادتهم وشعائرهم:

تقدم ذكر بعض انحرافاتهم في تشريعاتهم ، في نظرتهم إلى البشر والتعامل معهم بالغش والخداع والكذب، كما أن حاخاماتهم وأحبارهم يحلّون لأتباعهم ما حرّم الله ويحرمون ما أحل الله عز وجل قال تعالى : "اتَّخذوا أحبارهم ورُهْبانَهُم أرباباً من دون الله ... " ([47])

يقول د. حسن ظاظا - أستاذ اللغة العبرية ( [48])-: (( وحتى الطقوس والعبادات اليهودية تطورت جنباً إلى جنب مع تطور العقائد ، ولسنا نريد أن نقول في هذا الموضوع الحساس برأينا ، بل نقتطف اللباب من المقدمة التي كتبها أحد علماء الشريعة اليهودية المصريين ، وهو الدكتور هلال يعقوب فارحي لترجمته لمجموع نصوص الصلوات اليهودية الذي سماه ( سِدُّور فارحي ) - ثم ينقل منه د. حسن ظاظا مقتطفات مطولة نذكر منها :

( أما زمن وضع الصلاة المستعملة في وقتنا الحاضر فيختلف حسب أقسامها . إنما القسم الأساسي والأهم فيها وهو الشِمَاع والشِمُونه عِسْرِهِ ، ينسب إلى عزرا ومائة وعشرين رجلاً من الشيوخ والعلماء ، و الأنبياء ، ومن ضمنهم النبي دانيال وحجي وزكريا وملاخي . فإن عزرا بعد خراب الهيكل الأول وإبطال الذبائح والتقدمات رأى وجوب وضع صلوات هؤلاء الرجال المعروفين برجال الكنيسة الكبرى ووضعوا القسم الأساسي من الصلاة المذكور آنفاً . وهو المنبع عند كافة اليهود ، ولم يتغير أساساً إلى الآن إلا في بعض تغييرات لفظية ، وإضافة بعض فصول وأناشيد منتخبة من التوراة والمشنا والتلمود، وأغاني روحية مثل ( أدُونْ عولام )"معناها (رب العالم).

وما أشبه لسلمون جابيرول ورِبِّي يهوذا الليفي ، وإبراهيم وموسى عزرا " كل أولئك من أدباء اليهود وشعرائهم في الأندلس الإسلامية في العصور الوسطى" ، لتلاءم الأوقات والمواسم  أضيفت مؤخراً لغاية الجيل السادس عشر ) ( [49]) .

ثم يعلّق د. حسن ظاظا على ما نقله من المقتطفات السابقة ، فيقول : وإذ قد تبين لنا من شرح الدكتور هلال فارحي هذا أن أساس التدين اليهودي نفسه، وهو الصلاة الموسوية الموصوفة في كتب الشريعة اليهودية ، لا تمت إلى ما كان من طقوس الصلاة الموسوية ، فإننا نريد أن نشير أيضاً إلى أن الأعياد الدينية اليهودية ضعيفة الصلة هي كذلك بسيدنا موسى وشريعته ، بل إن كثيراً منها يرجع إلى مناسبات وذكريات تاريخها متأخر عن سيدنا موسى ( عليه الصلاة والسلام ) بكثير([50]) .

              

المراجع

1 - - أبكار السقاف : "إسرائيل وعقيدة الأرض الموعودة" – مكتبة مدبولي 1997 –ص303-314

2- قرآن كريم ، سورة التوبة، آية 30

3- الكتاب المقدس ، سفر الخروج 24/10

4-قرآن كريم، سورة الشورى، آية 11

5- الكتاب المقدس ،سفر التكوين 2/1-3

6-قرآن كريم ، سورة ق،آية 38

7- قرآن كريم ، سورة المائدة، آية 64.

8- الكتاب المقدس ، سفر التكوين 6/5-8.

9 - الكتاب المقدس ، سفر الخروج 2/24، 6/5

10- د.روهلنج وزميله : "الكنز المرصود في قواعد التلمود" ، ترجمة. يوسف حنا نصر الله، بيروت 1388ه ص55-57

11span>- الكتاب المقدس ، سفر العدد 16/9.

12- الكتاب المقدس ، سفر التكوين 20/7

13-الكتاب المقدس ، سفر أرميا 5/31

14- الكتاب المقدس ، سفر الأيام الأول 25/1

15- الكتاب المقدس ، سفر أشعيا 9/14

16- الكتاب المقدس ، سفر حزقيال 13/19

17- الكتاب المقدس ، سفر الملوك الأول 18/19، والملوك الثاني 3/10-13

18- الكتاب المقدس ، سفر الخروج 15/20، وسفر القضاة 4/4.

19- د.روهلنج وزميله : "الكنز المرصود في قواعد التلمود" ، ترجمة. يوسف حنا نصر الله، بيروت 1388ه ص56

20- قرآن كريم ، سورة البقرة، آية 87

21- قرآن كريم ،  سورة البقرة، آية 146

22- قرآن كريم ،  سورة التوبة، آية 31.

23 - قرآن كريم ،  سورة الجمعة، آية 5

24- صحيح  البخاري ،ص62

25- قرآن كريم ،  سورة البقرة، آية 98.

26- تفسير الطبري 1/431، وتفسير ابن كثير 1/133

27- فتح الباري 7/272)

28- ويل ديورانت : قصة الحضارة- الترجمة العربية - القاهرة 19612/345، 346

29- قرآن كريم ،  سورة البقرة، آية 80-82

30- فتح الباري 10/244،245

31- قرآن كريم ،  سورة البقرة،آية 80

32- الدكتور جوزيف باركلي ( التلمود – لندن ) 1878

- د. جوزيف باركلي – الادب العبري – نيويورك 1901 ص30

- ظفر الاسلام : "التلمود تاريخه وتعاليمه "، دار النفائس ص79

33- قرآن كريم ،  سورة البقرة، آية 111

34- د.روهلنج وزميله : "الكنز المرصود في قواعد التلمود" ، ترجمة. يوسف حنا نصر الله، بيروت 1388ه ص68،69

35- ظفر الاسلام : "التلمود تاريخه وتعاليمه "، دار النفائس ، 1989  ص78

36 - سنهدرين ص8

37- د.روهلنج وزميله : "الكنز المرصود في قواعد التلمود" ، ترجمة. يوسف حنا نصر الله، بيروت 1388ه ص68،69.

38- قرآن كريم ،  سورة المائدة، آية 18

39 - د.روهلنج وزميله : "الكنز المرصود في قواعد التلمود" ، ترجمة. يوسف حنا نصر الله، بيروت 1388ه ص66-73

40- د.روهلنج وزميله : "الكنز المرصود في قواعد التلمود" ، ترجمة. يوسف حنا نصر الله، بيروت 1388ه