مزز

عبد الواحد محمد

[email protected]

تعلقت بالحلم الذي يدفعنا جميعا نحو وحدة هدف يتزامن فيه الصوت مع العقل سر إبداع الكون وتغير عادات وتقاليد أشبه بكوب ليمون مزز جدا في رد الفعل بين عالم وآخر لايكف عن التساؤل الأعمي تحت عناوين ملفتة للنظر وفيها بكائية زمن لابد أن نرتوي فيه من نبع صافي وليس كله مزازة تحيرنا في لعبة الكراسي الموسيقية ؟ّ!

وكانت لي جولة علي غير عاداتي في مساء خريفي بين أطلال زمن وأنا أشاهد صفحات ممزقة من حيرة عقل يرتمي بين هلامية وهم لاحدود له كأنه النجاة من لوثة عقل !

كتمت غيظي وخاصة أن ذكري السادس من حرب أكتوبر تناديني دائما منذ أن كنت طفلا صغيرا لا أعرف من صوت المعركة غير أثير الراديو الذي يلتف حوله أبي وأمي وأنا وأشقائي الثلاثة معهم نستمع معا لما يدور من معارك علي الجبهة ومعها البشري التي تقودك لي نوم سعيد ؟

ربما لم أشعر بمزازة كوب الماء الذي أرتشفة اليوم رغم الفلتر الذي ينقي الشوائب وربما كنت باحثا عن سر عروبتي الدفين في تكويني الذي فطرت عليه لم أعرف غير العربية لغة أجيدها هكذا كنت أردد لصديقي الشاعر أنور عرابي ونحن نتجول بين أروقة السيدة زينب بالأمس نبحث عن معني بلا مزازة كي نرتوي من رحيق زمن ( أكتوبر) نصر عربي فيه هذا المعني الغائب اليوم

فكم حلمت في طفولتي أن أكتب قصة قصيرة عن النصر وكانت البداية مع نشيد خلي السلاح صاحي .. صاحي مع بلادي ؟

نداءات زمن تدفعني دون أرادة مني للتساؤل ومعها رؤية واقع مزز جدا جدا ؟ فكان أبي  الراحل حاضرا معي في جولة بين دروب السيدة زينب ونحن نحتفل أنا وصديقي بنصر لم نتذكر منه غير بسمة أبي وقراءة تاريخ فيه معدن رجال مهما حاولت بعض الاقلام تهميش الدور العربي ( كلنا قاتلنا ) وأنتصرنا روح كوب ليمون غير مززجدا جدا ؟

تذكرت الروائي السيد نجم صوت المقاومة الدائم في رحلة الألفية الثالثة وهو يجسد لنا بقلمه صفحات من معارك الاستنزاف والنصر فجمع بين مقاتل علي الجبهة وروائي مصري عربي صميم الملامح والشخصية التي لم تتجزأ من نسيجه النفسي والأدبي فكنت محظوظا بمودته لي وصداقتي به التي فجرت صفحات من زمن النصر والإبداع ؟

تذكرت الروائي الكبير السيد نجم وهو يحدثني بمودته المعهودة في منزله بشارع عوض فهمي بسرايا القبة عن زمن وأديب نوبل نجيب محفوظ الذي تعلق به منذ الوهلة الأولي وهو يراه مترجلا علي قدميه في ميدان العباسية من شرفة منزله القديم في العباسية والتي كانت طفولة نجيب محوظ بها مع رفاق قشتمر بعدما غادر الجمالية بالحي الحسيني

فتهلل وجهه وهو يتسأل بعدما أرتشف من كوب غير مزز هل الاستاذ نجيب محفوظ ممكن يسمعني يهتم بعملي الأدبي الأول فمصيره المحتوم ( الدرج ) نداء غير مززجرب ياعم السيد وكان العام 1968 وقت أن كان طالبا بكلية الطب البيطري ليمد له يده بعدما نزل من درج السلم دفعة واحدة   مترددا ومرعوبا  بنبضات  فولتية  ليصبح  واقعا  وفي مواجهه مع نجيب محفوظ تعلم الدرس الأول من رحلة الإبداع ( بلا مزازة ) وهو روح مثقف كبير له الحضور والتواضع الجم بلا دعاية أو أثارة في تبني جيل فجاءت بداية الروائي السيد نجم من قلب المعني الحقيقي لوطن عربي صميم فيه ملمح إبداعي بلاحدود ؟

ومعها كانت قصة الروائي السيد نجم ( حكاية من ألف وخمسمائة حكاية ) عمله الأول الذي قدمه عمنا العملاق نجيب محفوظ لروائي شاب بلا سابق معرفة وأسم أدبي ليطوف به عبر ردهات مؤسسة روز اليوسف في مبناها الحالي والعريق بشارع القصر العيني والذي كان يرأس مجلس أدراتها عملاق آخر هو أحسان عبدالقدوس الذي كان يطلق علي نجيب محفوظ كلمة ( العذب ) نعم كان عذبا نجيب محفوظ وهو يساهم في خلق تجربة جيل شاب وتجربة الروائي الدكتور السيد نجم ( كان المعني حاضرا وبلا مزازة بفتح كل الأبواب أمام مبدع له تجربة جديدة عبر السطر كما كان له تجربة مقاتل علي الجبهة المصرية في حرب أكتوبر وأنتصر مع رفاقه بعقل وقلب ويد لاتخطئ رمي الهدف )

زمن لم يكن مزز كان حديثي لصديقي الشاعر أنور عرابي وأنا أطوف بالسيدة زينب وأبحث عن معني بلا مزازة روح ربما تعيد لنا بسمة في ذكري نصر أكتوبر من القرن المنصرف ؟

لكنها المفارقة ويلها من غرابة قدر سال لعاب الشاعر الصديق علي كوب آيس كريم يطفئ به حرارة الزحام الكثيف فاليوم أجازة والمقاهي والحي الزينبي يعج بالمارة والسيارات والبشر لكي يلتهم كوب آيس كريم بالقرفة ؟

فأذعنت لطلبه مرغما وجاء بكوبين الآيس كريم من أشهر المحلات المعروفة بالحي العتيق لأجده مزز .. مزز لكنني خجلت من البوح وربما خجل هو الآخر لانا تركنا ثلثة أرباع الكوب تحت كلمة ( الرجيم ) يمنعنا من مواصلة ألتهامهما .. وكأن الزمن تغير والحلم تبخر لكنها الحقيقة لم نعد نرتوي غير الكوب المزز في ملمحنا الجديد ؟

ربما يكون الأمل في صوت ينبعث عبر فجر قادم ومعها نداء جماعي من المحيط إلي الخليج كفي نوم وكر وفر وزعم مغلوط أن المنتصر الحوثين أم سلطة الدولة اليمنية فهل هذا يليق بالعقل العربي أن يمزح بالسلاح لنفقد أنفسنا جميعا تحت زيف كوب حلو بدلا من الأعتراف بالكوب المزز لكي ننهض من جديد ليصبح لدينا ملايين البشر نطلق عليهم( لفظ العذب ) الذي أطلقه الراحل حسان عبدالقدوس علي الرحل الكبير نجيب محفوظ