بطاقة فولاذية ساخرة

صباح الضامن

[email protected]

الجزء الأول

أي منا يستطيع أن يتسلق جدار الزمن وينتقل إلى ضفة أخرى في غيب !

أي منا!! يا عقلاء الكرة الأرضية أو فضاء غير موجود لا يطيعني في ما أفعل ! تعالوا معي بكل أزاميلكم ولنبدأ .. لدي لكم مهمة بناء كبير.

لست صاحبة شركة في برج عال من الأبراج التي حشرتها رأسمالية خفية في أنوف شوارعنا حتى سمعنا سعال التضخم يسري أنهاراً في المناطق كلها فاجتاح الحجيرات الجميلة الصغيرة ودمر بساطة العيش .. وصفاءها .

ولا أنا من مزودي الطاقة في أيام البرد القارص وببريد أشد لسعا محشواً في جراب الجشع والطفرة المفتعلة ..

ولا أنا صاحبة شركة عملاقة تكتب على بوابتها الذهبية بمخلب نبا وعلا واستطال .. هنا نضمن لكم سيارة آخر ما صنعته يد البشرية وسناً ماسية وخاتماً مسننًا فيه تأريخ عبودية مخفية .. ببذلة غربية ..

ولا أنا مسيرة أسطول في بحر لجي يسير بطاقة ملحية يطبخ فيها قرصنة الحرية ..

لا يا سادة

أنا مجرد بانية لجدار بيني وبين أختي العربية

لدي مهمة جداً شريفة أريد ألا أمنع عنها الشمس فلا أرتفع بجداري فأنا لست لها ظالمة ..

بل أريد أن أمنع عنها وعني ديدان الأرض تزحف لها فأحافظ على نقاء أرضها فليكن إذن جداري من فولاذ صلب .

ولن أحاول معاذ الله أن آكل ولو قليلاً من أرضها بل هو فقط من أرضي وبفخر أبنيه بملايين مقترضة من بنك دولي فرغم أن ثلاجتي خاوية وأطفالي يشربون ملوث المياه وغارقون في الأمية إلا أني بفخر أقترض ولا أمد يدي وأبنيه ولن أتوانى ..

وكما أني سأبنيه في قاع الأرض فلا يؤذي الطير ولا يشوه البيئة فحرصي شديد أن تسير النسور منطلقة .. والغربان ناعقة .. والبوم متشرذماً بين القبور وعلى الخرب المجاورة.

أنا صديقة للبيئة ولا يجوز ولا يعقل أن أدمر بمعولي جمال الفضاء فجداري مخفي لا يبرز شبراً ..بل في عمق النقاء سيضرب بيني وبين أختي المعتدية علي

..

نعم أختي معتدية حفرت الأنفاق لتصل للسوق وتشتري الحليب الأصفر لأولادها ..

أختي حفرت الترب بأظفارها القوية رغماً عني لتهرب لأولادها في برد قارص بعضاً من أغطية

أختي يا سادة يا من طلبت منكم أن تأتوا بأزاميلكم ومعاولكم لتبنوا معي بيني وبينها جدار اً أمنعها من النزول قاعا ً . فلا تستطيع حفر الأنفاق بطريقة مرعبة .. من أجل أن تعيش ..

هي يا سادة التي جنت على نفسها !!

إنها تطالب بلا حق وبكل جرأة أن تعيش !!!!

وأنا يا سادة وبأزاميلكم ومعاولكم سنبني معاً جدارا ًفولاذيا صلباً بأيديكم وبصمتكم وموافقتكم وأموال دولية لكي تموت ... فلقد طلبت الكثير ولا يحق لها

فاستعدوا يا أيها السادة الكرام فعملنا شريف من أجل ديدان أرضنا ومن أجل جهنم التي نسعى لها حثيثاً تعالوا لنبي بيني وبين أختي ,,,, جداراً فولاذياً أسفل الأرض لكي يعيش الغربان والأفاعي فوق الأرض فقد أزعجنا نقاء أختي ولا بد من قمعها ..

الجزء الثاني

فما استطاعوا له نقبا

وبقوة اجتمع ذو القرنين مع قوم لا يكادون يفقهون قولا

((قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجًا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا* قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما * آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله ناراً قال آتوني أفرغ عليه قطرا * فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبـــا ))

تلك الأقوام .. لا يكادون يفقهون قولا .

ضعفاء , فاستحثهم الصالح ذو القرنين أن أعينوني بقوة ..

إن كنتُ قوياً يا أيها الشعوب الضعيفة فأحتاج أن تنهضوا بقوتكم الكامنة , ولن أعمل وحدي وحتى لو آتاني الله قوة بل اعملوا معي أنفخوا في النار فأنت كثر كغثاء السيل , أنفخوا لتتأجج النار و يعلو لهيبها حتى يلتئم الفتق والصدفين ويكتمل السد ..

ذو القرنين رجل صالح مؤمن قوي آتاه الله من الأسباب لينشر العدل والتوحيد والإيمان وقام بصنع جدار كبير فولاذي من أجل أن يحمي الضعفاء من جور أقوام لا تعرف الله كالجراد تأكل أخضر الحياة ..

وينعكس المنطق مع ذوي الشر

فذووا الشر والمكر والظلم والفساد وحب المال ومن دعاهم إبليس فقالوا له سمعاً وطاعة ذاك الذي سيتبسم منتصراً ويقول لنفسه غداً في يوم اللقاء الأكبر بين يدي الجبار الأكبر سأقول لكم (( فدعوتكم فاستجبتم لي )) فقط بدعوة تناثر اللعاب على موائد الفريسة فكم تحب النهش يا من أغواك الشيطان ..!

وذووا الشر أولئك لا يهمهم من عيشهم إلا هذه الفترة القصيرة التي يعيشونها فلم لا يعيشونها كما صور لهم شيطانهم !!

مال .. وجاه وترف ومتع .. وما أغباكم يا ذوي الشر .. أفلم تسكنوا مساكن الذين ظلموا ! ألم تروا كيف فعل الله بهم ! ولكن غرتكم الحياة الدنيا فاهدموا الخير ببنائكم جداراً بينكم وبين إخوانكم من الضعفاء .

وانظر يا من ستبني جداراً بينك وبين الضعفاء من الناس أنظر من قبلك ؟؟ أين هو ؟ ما قولك في أن تذهب بخيالك وتسأل اسأل من قبلك ما فعلت بهم الأيام وأين هم !! فإن أجابوك واحسرتاه على ما فرطنا في جنب الله فتوقع أن ترددها أنت

.. ولكنها دعوة سيدنا موسى عليه السلام نقولها الآن :

ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم

لن تستطيعوا له نقبا .. ليس جداركم يا من تظنون في الحياة خلودا , ليس جداركم بل أنتم لن تستطيعوا له نقبا أتدرون ما هو!!!

عزم المؤمنين

صبرهم

قوة من لدن الجبار

لن تستطيعوا لها نقبا

دعوة الأطفال اليتامى الجوعى

دمعات الثكالى

عطش الأفئدة المكلومة

لن تستطيعوا له نقبا

قلب من فولاذ لمجاهدين لا يريدون دنياكم

فابنوا ما شئتم من فولاذ يتعملق كشركم فلن تستطيعوا نقباً لصمود أهل غزة وفلسطين وكل مسلم يقف في وجه الظلم فقد كتبها الله

((ولينصرن الله من ينصره ))

هم بنوا الجدار بينكم وبينهم منذ أن اشترى الله منهم أنفسهم وبنى لهم الجنة

جدارهم هو الفولاذ النقي وجداركم من أموال تلوثت بخيانتكم لبني دينكم ...

فلن تستطيعوا له نقبا ....