أيها الناشر ! منك المُشتكى
يحيى بشير حاج يحيى
قال صاحبي وهو منفعل ومتأثر :
لقد كثرت شكاوى المؤلفين مما يفعله بعض الناشرين ، ومن جرّب النشر عرف الخبر ، ثمّ دفع إليّ بورقة ، ليزيد همّي همّاً جديداً !! وقال :
ـ هذه "المصائب العشر فيما تسببه دور النشر " وسترى فيها صورة عن بعض ما تعرف :
أولاً : تغيير مسمى الكتاب ، فمرة يُطبع تحت عنوان ، وأخرى يطبع تحت عنوان آخر ، مع أن المادة واحدة ، ولاسيما الكتب التراثية .
ثانياً : تجاوز العدد المتفق على طبعه بحجة الهدايا والتلف ؟!
ثالثاً : طبع الكتاب وعليه عبارة " الطبعة الأولى " فتمر سنوات ، وتنفد الطبعة ، وتنفد ويعاد الطبع مرة وأكثر ، وتبقى العبارة نفسها : " الطبعة الأولى " .
رابعاً : التهرب من دفع الحقوق للمؤلف ، والادعاء بأن الكتاب في المستودع لم يوزع منه إلا نسخ معدودة .
خامساً : طبع الكتاب بغير إذن مؤلفه أو ورثته .
سادساً : الإغارة على كتب التراث التي تمّ تحقيقها ونشرها ، بعد حذف الهوامش والتعليقات .
سابعاً : التغرير ببعض الكتّاب ، كأن يكون المؤلف مبتدئاً ، فيكلف بما يعجز عنه لقاء مبلغ زهيد ؟!
ثامناً : استدراج أصحاب الرسالات الجامعية واصطيادهم تحت مسمى قوة التوزيع وإشهار الرسالة .
تاسعاً : الادعاء بأن العلم لا يجوز منعه في الوقت الذي يتم فيه طبع الكتب نظراً لسوقها لا لموضوعها .
عاشراً : إعطاء المؤلف كتباً مقابل ما يستحقه من مال ليتحول إلى موزع لا كاتب .
قلت لصاحبي : آخر ما سمعته قبل يومين أن داراً للنشر ألحت على مؤلف معروف فأخذت منه كتابين وطبعت أحدهما الطبعة الثانية ، فلما طالب بحقوقه ، أجابه الناشر : نحن سنطالبك لأن للكتاب نفقات ومصروفات ، أنتم معشر المؤلفين لا تعرفونها ولا تقدرونها ؟!!!
فيا أيها الناشرون ـ أقصد مَنْ فعل ذلك ـ اتقوا الله في المؤلفين ، فأنتم تنشرونهم لا تنشرون لهم كما كان يردد عالم كبير في الشام ، وعند الشيخ علي الطنطاوي والدكتور يوسف القرضاوي والشيخ محمد ناصر الدين الألباني وغيرهم الخبر اليقين ، فمعاناتهم ـ على شهرتهم ـ فاقت كل معاناة ؟!
*عضو رابطة أدباء الشام