صحافة إليكترونية

السيد نعيم

الحقوق الأدبية.. ضائعة أحياناً.. علي الشبكة

اتسعت شبكة الإنترنت وتشعبت لتغطي مجالات الحياة والعلوم والفنون والآداب وغيرها.. لم تترك شاردة أو واردة إلا وتحدثت فيها وعنها وأمدت البشرية بكم لا نهاية له من المعلومات والمفاهيم والأخبار.. نقلت "العنكبوتية" إنسان هذا العصر إلي آفاق أرحب وأشمل وأوسع عبر الفضاء الإلكتروني الفسيح صاغت أخبار الأمم وأحلام الشعوب حتي الهمسات والنظرات نقلتها وصورتها وأبدعت في إخراجها وتوصيلها للقاريء والمشاهد والمستخدم في ربوع الكرة الأرضية. 

إنها الحضارة والعلم ولغة العصر بكل مقوماتها وقدراتها الهائلة والتي تتنامي وتتزايد وتتسع ليس يوما بعد يوم فقط بل لحظة بعد أخري في الأدب والشعر تحدثت الشبكة المعلوماتية وأفاضت في الحديث من خلال المواقع الأدبية المتخصصة والمنتديات والمدونات.. التف حولها الكتاب والشعراء ينشرون قصائدهم وقصصهم بل وأفكارهم وأحلامهم يتداولون ويتناقشون ويطلعون علي أحدث نتاج الفكر البشري في هذا المجال. 

الشعر وتقنية العصر 

عزة راجح إحدي الأديبات والشاعرات التي استفادت من تقنية العصر وأحدث صيحاته "الإنترنت" تقول لقد ساهم الإنترنت بالفعل في وصول ما نكتبه من قصائد وأشعار إلي أنحاء العالم وإلي المهتمين بالأدب في المنطقة العربية.. بل إن هناك بعض المواقع التي تترجم أعمالنا الأدبية والشعرية إلي لغات أخري ليطالعها الناس في كل مكان بلا قيود أو مشاكل أو معوقات في فهم اللغة ومعانيها. 

وتري الشاعرة عزة راجح - والتي أصدرت مؤخرا - ديوان شعر يحمل عددا من القصائد العاطفية والاجتماعية والإنسانية بعنوان "مهلا أيها الشرقي".. أن شبكة المعلومات الدولية سهلت كثيرا عملية تعريف الناس بالشاعر والأديب والكاتب.. كما أتاحت لنا فرصة التعرف علي غيرنا من الأدباء والشعراء العرب والأجانب ومطالعة ما يكتبون. 

وحققت الشبكة لهؤلاء وهؤلاء الانتشار والشهرة علي أوسع نطاق عبر الفضاء الإلكتروني بعكس الصحافة الورقية حيث يصعب الوصول إليها ومن خلالها لأسباب عديدة منها ضيق المساحة حيث لا تنشر القصائد الطويلة مثلا بينما علي الإنترنت هناك المساحة مفتوحة بلا حدود والتواصل بين الكاتب أو الشاعر وقرائه بل ومنتقديه موجود من خلال التعليقات المنشورة والآراء المختلفة والتي يمكن للكاتب أو الشاعر الرد عليها وتفنيدها. 

سرقات أدبية 

وبقدر ما يوجد علي الشبكة مواقع أدبية رصينة ومحترمة مثل رابطة أدباء الشام والتي يجيد القائمون عليها اختياروانتقاء ما يصلح للنشر ويشرف عليها الدكتور عبدالله طنطاوي.. فإن هناك مواقع أخري لا تهتم كثيرا بنوعية ما ينشر أو مصدره أو كاتبه حيث تحدث أحيانا سرقات للقصائد الشعرية ويدخل السارق علي الرابط ويغير التاريخ ويعيد نشرها باسمه في منتديات أخري وتحدث مشكلات عديدة لكن الحقوق القانونية ضائعة إلي حد كبير علي الشبكة. رغم وجود ما يسمي "حقوق الملكية الفكرية". 

وفي الوقت الذي نجد مثلا منتديات تحفظ حقوق النشر وتسجلها باسم كاتبها فإن هناك منتديات أخري تتبادل الاتهامات فيما بينها بسرقة القصائد ونشرها دون الرجوع لصاحب الحق الأصلي في القصيدة مثلما حدث من خلافات حول هذا المعني بين منتدي "الكلمة نغم" ومنتدي "شعراء بلا حدود". 

مهلا أيها الشرقي 

ونعود للشاعرة عزة راجح التي درست اللغة الإنجليزية بالجامعة ولديها سلسلة تعليمية بالإنجليزية والتي أحبت الشعر وكتابة الأشعار في المناسبات المختلفة ووجدت سبيلها إلي النشر في وسائل إعلامية مختلفة ونسألها هل إيقاع الزمن الحالي واهتمامات الناس تتناسب مع ما يكتبونه من شعر بمعني هل هناك الآن من يقرأ أو يستمع لقصيدة شعر؟! فتقول نحن كشعراء نسعي ونحاول لكي نجعل ما نكتبه أكثر سهولة مع المحافظة علي اللغة العربية الفصحي ولدينا جمهور كبير من الشباب والكبار يستمع ويقرأ ما نكتبه خاصة أن ترويض النفس البشرية يحتاج إلي الشعر والأدب بلغة العصر مع الحفاظ علي الأساسيات خلافا لما كان يكتب زمان من شعر به غلاظة في الأسلوب وغموض في المعاني والمفردات. 

تقول الشاعرة في إحدي قصائد ديوانها "مهلا أيها الشرقي" 

فلتتبعيني.. وارقبي.. بالصمت كل معالمي.. وبدفتري أمضي إلي كلماتي.. ما عدت أخشي من هواجسك التي بالشك ترمي سكنتي.. حركاتي.. يا أفعتي الرقطاء كيف عشقتك؟.. بالقلب صرت تحركي نبضاتي.. كيف اعتليت مقام روحي.. مهجتي؟.. وملكت عمري.. دمعتي.. ضحكاتي.. أغشيتني؟