الخصوصية أصل السعادة الزوجية

غضبت الزوجة وثارت حين قرأت رسالة على هاتفها المحمول أرسلها لها زوجها وحل العبوس مكان الفرحة التى ارتسمت على وجهها وامتزج شعور الإحباط بالغضب حين قرأت الرسالة فوجدت اسم من أرسلها لزوجها فى أسفل الكلمات , لقد نسى حتى أن يحذف اسم من أرسل له الرسالة , فهى كانت تتمنى أن يرسل إليها زوجها كلمات ولو بسيطة لكنها نابعة من قلبه , كلمات لها خاصة لا يرسلها إلا لها , وألا يفعل معها ما يفعله مع أصدقائه إذا وصلت له رسالة فأعجبته فيقوم بإعادة إرسالها إلى كل من يعرفه , إن هذه الرسائل المكررة المقتبسة والمنقولة قد لا تعجب بعض الناس لما يشعرون من خلالها بالتصنع وعدم المصداقية فما بالنا بالزوجة , وكان جزاء غضبها من ذلك أن امتنع زوجها عن إرسال أى رسالة لها فيما بعد .

وزوجة أخرى تمثل الأجازة بالنسبة لها عبء نفسى كبير لأن زوجها لا يقضيها إلا فى وجود عائلته , وكلما طلبت منه أن يجعل لها مع أولاده أوقات خاصة للتنزه معاً لتكون فرصة للتقريب بينه وبينها و بين أولاده , وخلق جو من المرح بينهم يتم من خلاله طرح مناقشات خاصة بهم كأسرة  .. اتهمها بالأنانية وأنها لاتريده أن يكون باراً بأهله , ويهددها بعدم الخروج يوم الأجازة إن هى اعترضت مرة أخرى .

 هاتان الحالتان تتكرران كثيرأ فى المجتمع مع بعض الاختلافات البسيطة أحياناً ولكن معظمها يدل على أن الزوجة أكثر ما يدخل إلى قلبها السعادة فى علاقتها بزوجها هو شعورها معه بالخصوصية ذلك هو أول شعور شعرت به تجاه زوجها حيث اختارها من بين البشر لتكون شريكة دربه ورفيقة عمره وأم أولاده , قد تقل مظاهر حبه لها من معسول الكلمات والهدايا والرقة وخلافه , ولكن البقاء على احساسها بأن لها عنده منزلة خاصة من دون الناس وكلمات خاصة ولكنها من قلبه لا يقولها إلا لها , فهذا الأمر هو عين السعادة بالنسبة لها .

 وأما امتناع الزوج فى الحالة الأولى عن ارسال أى رسالة لها عقاباً منه على غضبها , وتهديده لها فى الحالة الثانية بعدم الخروج يوم الاجازة إن هى اعترضت فهذا لن يزيد العلاقة بينهما إلا توتراً وجفاءً , وهذه صورة مبسطة من دكتاتورية بعض الأزواج الذين لا يسمحون لزوجاتهم حتى مجرد التعبير عن شعورهن , وعلى العكس تماماً لم لا نجعل المصارحة فرصة لتصحيح أخطائنا تجاه الآخرين , وكلمة اعتذار بسيطة قد تنهى كل ضيق ,  ورسالة بسيطة من القلب تعيد الصفاء والود للحياة مرة أخرى , ونزهة مرة لعائلتك ومرة لزوجتك ترضى بها جميع الأطراف , فالحياة أبسط من أى تعقيد .