لا مقاومة بلا أمن(1)
لا مقاومة بلا أمن
(1 من 4)
د.محمد بسام يوسف
مفاهيم مغلوطة !..
يزعم بعض النـاس أنّ العمل الأمني هو من الأعمال الغريبة عن الحركة الإسـلامية، ويتناقض مع توجّهاتها، وأهدافها، ومنطلقاتها ! .. ويستنكرون أيّ نشاطٍ أمنيٍ تقوم به التنظيمات الإسلامية، أو المعنيّون من أفرادها !.. وقد تشكَّل مثل هذا الاقتناع عند هذا الصنف من الناس، نتيجة الخلفية النفسية تجاه العمل الأمنيّ في بعض الدول بشكل عـام، فالأمن أو "الأجهـزة الأمنية" في الدولة، ارتبط دوماً بواقع وتاريخٍ مظلم، وَسَمَ جوانب كثيرةً من جوانب الحياة العامة لها!.. وتعبير "الأمن" أو "الجهاز الأمني"، ارتبط في عالمنا بالقمع، والرعب، والسجن، والزنزانة، ومراقبة الناس، وكشف أستارهم، ومداهمة البيوت .. كما ارتبط بالجلاّد، والسَّوْط والتعذيب، والدولاب، والضحيـة، ونزف الدماء، والظلم، والقهر !..
المسلم وأمن الدولة
نعم، لقد ارتبط اسم "الأمـن" بكل المصطلحات القبيحـة المذكـورة آنفاً، في الوقت الذي يدلّ فيه هذا الاسم الراقي على : السكينة، والسلام، والاستقرار، والراحة المطلقـة، والرخاء، والعدل، والهدوء! .. وهذا الارتباط الشاذ هو واقع الحال في معظم دول العالم اليوم، وفي طليعتها دول ما يسمى بالعالم الثالث!.. فقد أُسِّست "الأجهزة الأمنية" في هذا العالم لحماية "نظام الحكم" بدلاً من حماية "الشعب" أو "الوطن"، خاصةً في الدول التي تُقلَبُ فيها الكراسي بقوّة السّلاح، وبِهمّةِ جنرالات "النياشين" الزائفة !.. وتُفرَض فيها أنظمة الحياة الجائرة ومناهجها، بقوّة "الأجهزة الأمنية" العتيدة، التي تَعتبر "الشعب" أو "المواطن" (منذ لحظة تأسيسها وإنشائها) الخصمَ الأول، والعدوَّ الذي لا يمكن الانتصار عليه إلا بمثل هذه الأجهزة القمعية!..
لقد أرسى هذا الواقع المرير (الذي كان نتيجةً من نتائج إقصاء الإسلام وتعاليمه وروحه عن الحكم) دعائم أرضيةٍ نفسيةٍ مشوّهةٍ تجاه "الأمن" عند الإنسان المعاصر، خاصةً الإنسان المسلم، الذي تعتبره بعض الأنظمة الوضعية أو القوى العالمية.. العدوَّ رقم واحد، الذي يتوجب عليه أن يتلذّذ بطعم "الأمن" المرّ بشكلٍ دائم، وأن يشعر رغم أنفه بنعيم تلك الأجهزة الأمنية في أقبيتها المظلمة (خمس نجوم) !..
إنّه الأمن الزائف، وإنها "الأجهزة أو الأنظمة الأمنية" الظالمة، التي مارست الظلم على "اسمها"، قبل أن تمارسه -بأبشع صورةٍ أخلاقيةٍ- على شعوبها المقهورة المنكوبة بها !..
الإسلام والأمن : تصحيح المفاهيم المغلوطة
الإسلام يحث على تحقيق العدل والأمن، وذلك بتحكيم منهج الله عز وجل في كل نواحي الحياة، لتحقيق العبـودية لله الواحد القهار لا شريك له، ولتحرير الإنسانية من العبودية للقوى المتجبّرة المتسلطة على الشعوب، وللأنظمـة الوضعية الظالمـة، التي كان "أمنها" و"أجهزتها الأمنية" المستبدّة، إحدى إفرازاتها "النّتنة"، التي شوّهت خُلُق "الأمن"، قبل تشويهها لأجساد ضحايا التعذيب في أقبيتها السوداء !.. والمطلوب من الفرد المسلم، أن يتحـرّر من تلك الخلفية النفسية التي زرعها الطغاة في عقله الباطن، بالواقع القهريّ الذي فرضوه، لأنّ "الأمن" في المفهوم الإسلاميّ هو: تحقيـق الاستقرار، والسّهر على راحة الناس، والمرابطة على الثغور، وترسيخ معاني السكينة والهدوء والراحة المطلقة للأفراد وللمجتمع .. فالأمـن في العقليـة الإسلامية هو "الأمن"، ولا شيء سواه، من غير تحريفٍ أو تزييف !..
الأصل الشرعي الأول : الأمن والقرآن الكريم
القرآن الكريم، الذي هو كتاب الله العظيم، ودستور الإسلام القويم، يحتوي -فيما يحتويه- على أعظـم المعاني الأمنية، ولا نبالغ مطلقاً عندما نقول : إنّ كتـاب الله سبحانه وتعـالى جاء بالكثير من أساسيات العمل الأمني ومفاهيمه ومفاتيحه، وقد أكّدت النصـوص القرآنية بشكلٍ لا يقبـل الاجتهاد أو طـول النظر والتفكير، أنَّ للعمل الأمني أصلاً شرعياً من الأصول الإسلامية التي ينبغي للمسـلم أن يأخذ بها، ويستفيد منها، وينفّذ روحها وتعاليمها، ومن أراد الدليل أو المزيد، فما عليـه إلا أن يستعـرض كتاب الله عز وجل، ويتلـوه "بعينٍ أمنيةٍ"، ليكتشف بنفسه حقيقة ما نقول !..
إنّ أي صراعٍ بين طرفين لا بد أن يكون أمنياً بوجهٍ من وجوهه، لاسيما في العصر الحديث، فالصراع غالباً ما يكون الوجه الأساسي له أمنياً.. وهذا الأمر ينطبق تماماً على صراع أمتنا العربية والإسلامية مع القوى العالمية التي تستهدفهما، كما ينطبق على حالات الصراع الخفي والظاهر مع أنظمة الحكم القمعية الدكتاتورية، التي تعتبر أنه لا حياة لها إلا بالقمع الذي تتولى كِبْرَه الأجهزة الأمنية القمعية، لحماية النظام الاستبداديّ وإطالة عمره إلى أبعد حدٍ ممكن !..
من المهم بل الأهم، حماية الدعوة والأمة والمقاومة، وذلك من كل ما يعكّر أمنها واستقرارها وسلامة سيرها نحو تحقيق أهدافها بنجاحٍ كامل، والمقاومة بشتى أشكالها، مهما كان الطرف المقابل الذي تقف بوجهه أو تقاومه، لا يمكن لها أن تدخل ساحة الصراع معه، وتحقق النجاحات والانتصارات.. إلا بأن تكون متقنةً فنون الوجه الأمنيّ للصراع مع العدو، وإلا فإنها معرّضة لمنزلقاتٍ خطيرةٍ وفشلٍ متعدد الوجوه !..
لقد زخر القرآن الكريم بالكثير من أساسيات العمل الأمني ومفاهيمه ومفاتيحه، مما يجعل للعمل الأمني أصلاً شرعياً ينبغي الأخذ به، وتنفيذ روحه وتعاليمه.. كما زخرت قصص الأنبياء (عليهم صلوات الله وسلامه) في القـرآن الكريم.. بالعديد من المعاني والعِبَر الأمنية، خلال تبليغ دعوتهم لأقوامهـم، ومَن يتأمل في بعض تلك القصص.. فسيصل إلى اقتناعٍ قويٍ بأن الحـذر والأمن، كانا من الأساليب الضـرورية التي لا يمكن التخـلي عنها، في أي دعوةٍ من الدعوات التي جاء بها أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام !..
سنستعرض فيما يلي (وفي حلقاتٍ تاليةٍ إن شاء الله) بعض هذا القصص القرآني بنظرةٍ تحليلية، نقـف فيها عنـد بعـض المفاصـل الأمنية، فنُظهرها ونعلّلهـا، لنأخـذ منها العِبَر التي تفيدنا في توحيـد نظرتنا واقتناعنا تجـاه الأمن والعمل الأمنيّ !..
كما سنستعرض –بإذن الله- عدداً من النصوص القرآنية التي تؤكّد على مفاهيم العمـل الأمني وأساسياته، بعد أن نقـرأها "بعينٍ أمنية"، فنوضّح فيها تلك المفاهيم والأساسيات، الضرورية لعمل المقاومة التي تعيش في القرن الحادي والعشرين، بكل أبعادها وأشكالها !..
(وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (الزمر:27)
* * *
حين نمرّ ببعض النصوص القرآنية الكريمة، إنما نمرّ مروراً سريعاً، لإظهار حقيقة ما نقول بجلاءٍ لكلّ فردٍ من أبناء الأمة الإسلامية، لأنّ تلاوة القرآن الكريم "بعينٍ أمنيةٍ" هي أسلوبنا لتوضيح تلك الحقيقة !..
الحيطة والحذر .. أوامر قرآنية مباشرة
المنافقون !.. أجل !.. هذا الصنف الخسيس من الناس، الذين يتغلغلون في الصفوف، ويتّخذون لأنفسهم أقنعةً متعددة، ويسعون إلى تفتيت الصف من الداخل، بكل ما أوتوا من مكرٍ ودهاء، أولئك العيون الضّالة، عيون الأعداء على المقاومين والمجاهدين الشرفاء.. إنهم المفسدون الخطِرون على الأرواح والخطط والأفكار.. هؤلاء أخطر أهل الأرض على الإسلام وجنده.. ما الموقف منهم ؟!..
(.. هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المنافقون: من الآية 4)
نعم !.. أمر إلهي مباشر، لاتخاذ الإجراءات التي تكفل الأمن من شرّهم وأذاهم !..
(فَاحْذَرْهُمْ)، أوَلَيسَ "الحذر" والقيام بمتطلباته من أهم المبادئ الأمنية ؟!..
(هُمُ الْعَدُوُّ)، لأنهم العدو الحقيقي الخطير، الذي ينبغي كشفه قبل تمكّنه من الصف المقاوم، فيعمل على تدميره من الداخل !..
(قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)، لأنهم أعداء الله، لذلك فهو يبغضهم ويقاتلهم، وعلى المسلم أن يقوم بواجبه تجاههم فينفّذ أمر الله فيهم، فيحذرهم !..
ذلك ليس كل شيء فيما يتعلق بأولئك المندسّين في الصفوف، المدمّرين لها :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) (آل عمران:118).. فربّ العزّة يصفهم بوضوح، ويكشف سرائرهم بجلاء، ويأمرنا أمراً قاطعاً بكشفهم، وإبعادهم عن كل موقعٍ في الصف أو في ساحة الصراع، خاصةً المواقع الهامة التي تتعلّق باتخاذ القرارات الخطيرة أو المصيرية !..
إنّه بيان وأمر من الله سبحانه وتعالى للعاقلين الحريصين على جهادهم ودعوتهم ومقاومتهم، من مكر الماكرين، وخبث المتربصين : (قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) !..
نعم !.. إن كنتم تعقلون !..
الحذر مطلوب في السِّلْم .. وفي الحرب أَوْلى وأهمّ
إذا كان الحذر وتحقيق "الأمن" بعملٍ أمنيٍ متكامل.. مطلوباً في حالات السِّلْم، فكيف به في حالات الحرب؟!.. علماً بأنّ الحرب الحديثة متعددة الوجوه والأشكال :
(.. وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَة) (النساء: من الآية 102).
إنه العدوّ المتربّص في كل زمانٍ ومكان، ينتظر حالة "الغَفْلة والاسترخاء" في صفوفنا، وهي حالة تتعارض مع حالة "اليقظة والحذر".. هذا العدوّ البارع بانتهاز الفرص التي تصنعها له حالة "الغَفْلة".. ماذا يفعل؟!..
(فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَة)، مَيْلَةً لا تُبقي ولا تذر، تُهلِك الحرث والنسل، وتهتك العِرْض، وتغتصب الأرض، وتستولي على الديار، وتتحكّم بعباد الله بطغيانٍ لا مثيل له !..
إنها نتائج الغَفْلة والتفريط بأسس حماية الصفّ المقاوم والأمّة المجاهدة !..
أما تنفيذ الأوامر الإلهية بامتلاك أسس الحماية، الكفيلة بتحقيق الأمن للصفّ المجاهد، فالله عز وجل يبارك ذلك ويدعمه ويمدّه بأسباب القوّة والحصانة :
(.. وَخُذُوا حِذْرَكُمْ)، فإن فعلتم : (.. إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً) (النساء: من الآية102)، وقد يكون العذاب لهم على أيديكم، بنصر الله لكم عليهم في الحياة الدنيا، والتمكين لكم في الأرض !..
التثبّت من صحة المعلومة .. مبدأ قرآنيّ أمنيّ أخلاقيّ
ليس التعامل مع المعلومة أصمّاً، فالمعلومة في المفهوم الأمنيّ مادة خام، تحتاج إلى التحرّي والبرهان، فيُبنى على صحتها الموقف واتخاذ القرار المناسب.. وكم من معلومةٍ خاطئةٍ أوْدت بجماعاتٍ وأمم، وكم من موقفٍ مصيريٍّ تم تداركه بفضل معلومةٍ صحيحةٍ تم الحصول عليها في الوقت المناسب !.. وناقل المعلومة جزء مهم من اعتمادها أو تجاهلها، ومن استثمارها أو نبذها وتجاهلها :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات:6).
إنه التحرّي الصادق الأمين، للتثبّت من المعلومة، قبل بناء الموقف عليها واتخاذ القرار المناسب بشأنها، كي لا يقع الندم، والندم هنا هو نتيجة من نتائج ظلم الناس.. وإيقاعُ الظلم بالناس هو نتيجة لتصرّفٍ أرعن متسرّع، لا يدع المجال للتثبّت من المعلومة والتحقق من إيمان ناقلها وصدقه وتقواه وولائه.. فهل نتعلّم ونتّعظ ونفعل وننفّذ أمر الله عز وجل ؟!..
الحذر من إذاعة الأخبار وترديد الإشاعات : مبدأ قرآني آخر
لأنّ إشاعة الأمن في صفٍ متيقّظٍ حَذِر، ستنتهي به إلى التراخي والغفْلة عن العدوّ المتربّص.. وكذلك إشاعة الخوف في صفٍ آمن، يمكن أن تُحدث فيه إرباكاتٍ وردّات فعلٍ غير محسوبة (كما قال الشهيد سيد قطب رحمه الله).. فما الحلّ ؟!..
الحلّ إلهيّ من عند الله تعالى جل شأنه، أنزله من فوق سبع سماواتٍ قرآناً طاهراً عظيماً صادقاً كريماً:
(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:83). فالحلّ هو : ردّ الأمور إلى أولي الأمر أو أصحاب الاختصاص القادرين على تحليلها واستنباط خفاياها ومراميها، ثم اتخاذ القرار المناسب بشأنها، وبذلك يبقى الصف المقاوِم آمناً مطمئناً، محمياً بعقول أبنائه وسواعدهم وإيمانهم !..
القرآن الكريم والمفهوم الحقيقي للأمن
إنّ تحقيق الاستقرار والسكينة، والأمن من المكاره، والطمأنينة والحماية، هو المعنى الحقيقي للأمن في القرآن الكريم :
(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأنعام:82).
فالأمن هو ثمرة للإيمان الخالص النقي، إنه أمن النفس وأمن المجتمع وأمن الصفّ المجاهد وأمن الأمة المسلمة.. الأمن النقي من الشوائب المختلفة، شوائب النفس أو شوائب بنيان هذا الصفّ، والأمن نعمة من الله لا يحظى بها إلا المؤمنون الصادقون، الذين يعبدون الله وحده، ويقاومون عدو الأمة، ويعملون للوصول إلى تحقيق العبودية المطلقة لله سبحانه بين البشر.. كل البشر :
(فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) (قريش: 3 و4).
فيا ربّ :
كنْ معنا، وآمِن خَوْفَنا، وانصُرْنا على عدوّنا، وانصُر مَنْ نَصَرَنا، واخذُل مَنْ خَذَلَنا، واجعلنا من عبادِكَ المؤمنين الصادقين، العاملين بهدي كتابك الكريم وسنّة نبيّك ورسولك صلى الله عليه وسلم.
2 من تشرين الثاني 2005م
يتبع إن شاء الله
...