دراسة لأهم مصادر السيرة النبوية العطرة
أبو اليسر رشيد كهوس
وجدة-المغرب
يزخر كتاب الله تعالى بكثير من الآيات القرآنية التي تناولت السيرة النبوية وأحداثها، هذا إضافة إلى الأحاديث النبوية الشريفة المبثوثة في بطون أسفار السنة النبوية ككتب الحديث التسعة ودلائل النبوة للإمام البيهقي (458 هـ)رحمه الله وغيرها من الكتب النفيسة.
وإن أهم مصادر السيرة النبوية العطرة بعد كتاب الله تعالى وسنة سيدنا رسول الله r:
1- كتاب المغازي للإمام موسى بن عقبة([1])–في جزء-:
وابن عقبة هو أبو محمد موسى بن عقبة بن أبي عياش القرشي مولاهم، الأسدي المطرفي، من أهل المدينة، مولده ووفاته فيها، عالم بالسيرة النبوية، من ثقات رجال الحديث، مات سنة 135هـ ([2])، إمام في المغازي، وفقيه.
وكتابه في المغازي يعتبر من المؤلفات الأولى في هذا العلم، شهد له بذلك أئمة كبار([3])، وقد حظيت مغازي ابن عقبة على تقدير العلماء، حتى قال فيها إمام دار الهجرة مالك بن أنس t([4]): إنها أصح المغازي ([5]). وكان t إذا قيل له مغازي من نكتب؟ قال: عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة ([6]).
وقال فيها الإمام أحمد بن حنبل([7]) t:عليكم بمغازي ابن عقبة فإنه ثقة ([8])، هذا علاوة على أن كثيرا من الأحداث يرجحها الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني في "فتح الباري" باختياره لرواية موسى بن عقبة.
وقد تميز كتاب المغازي بوضوح أسلوبه، وسلاسة منهجه، واهتمام كبير بالأنساب، وخاصة الشهداء في المعارك، كما يكثر الاستشهاد بالآيات القرآنية في كل حادثة نزل فيها القرآن، ويستشهد ببعض الأبيات الشعرية التي تتعلق بالحدث باختصار، كما يتجنب الحشو والاستطرادات التي لا صلة لها بالحدث.
هذا، وقد جمع كتاب المغازي لموسى بن عقبة وخرج روايته الأستاذ محمد باقشيش أبو مالك في رسالته للماجستير وتم نشره ضمن منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكَادير.
2- السيرة النبوية للإمام ابن هشام –في أربعة أجزاء-:
وهي تهذيب لسيرة الإمام محمد بن إسحاق –رحمه الله- ومعها إضافات واستدراكات ابن هشام.
وقد حاولت قدر المستطاع أن أعتمد على رواياته الصحيحة و الموصولة والحسنة، وإن وردت في بعض المصادر منقطعة، لكن وصلتها مصادر أخرى ولها شواهد ومتابعات، والمعروف عن الإمام محمد بن إسحاق أن رواياته متفاوتة بين القوية الصحيحة الموصولة وبين الضعيفة الرواية بلا سند، وبين الموقوفة على شيوخه. ويدلس في بعضها.
ويستخدم الإمام محمد بن إسحاق منهجا في عرض الأحداث بحيث يقدم ملخصا ثم يورد روايات مختلفة لها وإن تكرر محتواها، تارة يشير إلى تاريخها وتارة لا يشير. وأحيانا يشير إلى أهمية الأحداث ويستغرق صفحات طويلة في أسبابها وأهدافها وقوتها وأحيانا أخرى يمر عليها مرور الكرام.
وقد روى سيرته عدد كبير من العلماء وأهل السير ونقلوا موادها وحدثوا بها، بل تعد سيرته المعول لكل داخل لدراسة السيرة النبوية، ومع أهميتها فقد اكتنفتها ملابسات غربلها علماء الحديث المعاصرون فانتقوا السمين من الهزيل والصحيح من الضعيف والمتروك...
والجدير بالذكر أن كتاب سيرة ابن إسحاق رُغم ما قيل فيه من أقوال فقد فُقد وضاع من المكتبة الإسلامية، لولا ما وصلنا من تهذيب لسيرته على يد ابن هشام، والتي تعتبر أقدم كتب السيرة عهدا –طبعا بعد ابن إسحاق-، ولو عمدنا إلى رواية الإمام الطبري([9]) عن الإمام ابن إسحاق وكذلك الإمام الواقدي([10]) لاجتمع لنا من كتاب المؤرخ الأول للسيرة النبوية معظمه إن لم يكن كله.
وفضلا عن ذلك، فقد امتازت سيرة ابن هشام بذكر الخبر الواحد مكررا، عدة مرات لينسبه في كل مرة إلى راويه، وهذا مهم ومفيد لمن أراد الوقوف على مختلف الأقوال والروايات.
هذا كما يشير ابن هشام في أحيان كثيرة إلى عدم صحة النسبة في أسماء من شهد المواقع وغيرها، كما حذف منها الكثير من الإسرائيليات والأشعار وأضاف إليها معلومات في اللغة والأنساب، مما جعلها –بعد التهذيب- تنال رضى جمهور العلماء، فليس من مؤلف بعده إلا عيالا عليه. والحق أن الصورة التي تعطيها مغازيه عن حياة الرسول r تقترب إلى حد كبير من ما أوردته كتب الحديث الصحيحة مما يعطي سيرته توثيقا كبيرا ([11]).
هذا وقد أُحصيت لإمام أهل السير محمد بن إسحاق شذوذات ومخالفات ولم يوافق عليها لأنها عارضت روايات أخرى صحيحة، وقد تكلم رجال الجرح والتعديل في ابن إسحاق منهم الإمام ابن حجر العسقلاني في الجزء السابع من كتابه تهذيب التهذيب، والإمام الذهبي([12]) في الجزء الثالث من كتابه ميزان الاعتدال في نقد الرجال.
والإمام ابن إسحاق هو أبو بكر، وقيل أبو عبد الله، محمد بن يسار بن خيار، وقيل بن يسار بن كوتان، المطلبي بالولاء، المديني، صاحب المغازي والسير، كان ثَبْتًا في الحديث عند أكثر العلماء، وأما في المغازي والسير فلا تجهل إمامته فيها، روي عن الإمام الشافعي أنه قال: «من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على ابن إسحاق»، توفي سنة 151هـ ([13])، وقال الدكتور أكرم ضياء العمري: إمام في المغازي، لكن مروياته لا ترقى إلى درجة الصحيح بل الحسن بشرط أن يصرح بالتحديث لأنه مدلس، وتحتوي سيرته على الحسن والضعيف معا ([14]).
أما مهذب سيرة ابن إسحاق الإمام ابن هشام فهو أبو عبد الملك بن هشام بن أيوب الحِمْيريٌّ المُعَافِرِيٌّ([15])، توفي لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة 208هـ بمصر ([16])؛كان له –رحمه الله-الفضل في جمع سيرة ابن إسحاق وتحريرها واختصارها ونقدها وذكر بعض الروايات التي فاتت ابن إسحاق ولم يذكرها. قال رحمه الله في مقدمة كتابه:وأنا إن شاء الله مبتدئ هذا الكتاب بذكر إسماعيل بن إبراهيم، ومن ولد رسول الله من ولده، وأولادهم لأصلابهم وتارك بعض ما ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب مما ليس لرسول الله فيه ذكر، ولا نزل فيه من القرآن شيء، وليس سببا لشيء من هذا الكتاب، ولا تفسيرا له، ولا شاهدا عليه، لما ذكرت من الاختصار، وأشعارًا ذكرها لم أر أحدًا من أهل العلم بالشعر يعرفها، وأشياء بعضها يشنع الحديث به، وبعض يسوء بعض الناس ذكره، وبعض لم يقر لنا البكائي([17]) بروايته؛ ومستقص إن شاء الله تعالى ما سوى ذلك منه بمبلغ الرواية له والعلم له ([18]).
3- عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير للحافظ العلامة أبي الفتح محمد بن سيد الناس اليَعْمُري([19]) (المتوفى سنة734هـ)-في جزأين-:
وأبو الفتح اليعمري هو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن سيد الناس، الإمام الحافظ المفيد العلامة الأديب البارع المفلق فتح الدين أبو الفتح بن الحافظ أبي عمرو بن الحافظ أبي بكر، الربعي اليعمري الأندلسي الإشبيلي المصري، المعروف بابن سيد الناس. ولد في ذي القعدة – وقيل في ذي الحجة- سنة 671 بالقاهرة، وسمع الكثير من الجم الغفير، وتفقه على مذهب الشافعي وأخذ العلم عن والده وابن دقيق العيد([20]) ولازمه سنين كثيرة، وتخرج عليه وقرأ عليه أصول الفقه، وقرأ النحو على ابن النحاس([21]). وولي دار الحديث بالظاهرية، وصنف كتبا نفيسة. منها: السيرة الكبرى سماه "عيون الأثر" في مجلدين، واختصره في كراريس وسماه "نور العيون"، [ وهو"محدث ثقة"]([22])، توفي فجأة في شعبان 734 هـ ([23]).
هذا، وكتاب «عيون الأثر» من ذخائر التراث الإسلامي، ومن جواهره الثمينة وأعلاقه النفيسة لما جمعه من كنوز عظيمة عن سيرة النبي r، كيف لا وهو يعد من المصادر الأساسة التي استفاد منها الكثير من العلماء في تآليفهم.
وقد تميز كتاب عيون الأثر بسلاسة ألفاظه، وتسلسل أحداثه حسب تاريخها، وترابط وتنسيق بين أبوابه، كما تخلل كل حادثة بما يناسبها من الأشعار، قاصرا على الاختصار، دون الحشو والإطناب، كما تجنب التكرار في ذكر الأسانيد والأنساب، فهو يذكر نسب الرجل عند وروده لأول مرة، هذا فضلا عن شرح ما يجب شرحه من الألفاظ الغريبة الواردة في كل حادثة، مع إيراد الآيات والأحاديث الواردة المتصلة بكل حدث تاريخي.
قال في مقدمة كتابه يبين منهجه فيه بعدما ذكر ما حواه كتابه من الفرائد والفوائد، وما أتحف به القراء وطلاب العلم من الأشعار والأنساب وعوالي الإسناد، قال:"وأرحته –[الكتاب]- من الإطالة وما يتكرر منها، وذلك أني عمدت إلى ما يتكرر النقل منه من كتب الأحاديث والسنن والمصنفات على الأبواب والمسانيد وكتب المغازي والسير، وغير ذلك مما يتكرر ذكره، فأذكر ما أذكره بأسانيدهم إلى منتهاها: في موضعه، وأذكر أسانيدي إلى مصنفي تلك الكتب في مكان واحد عند انتهاء الغرض من هذا المجموع، وأما ما لا يتكرر النقل منه إلا قليلا، أو ما لا يتكرر منه نقل مما حصل من الفوائد الملتقطة والأجزاء المتفرقة فإني أذكر تلك الأسانيد عند ذكر ما أورده منها؛ ليحصل بذلك الغرض من الاختصار وذكرُ الأسانيد مع عدم التكرار([24]).
هذا، وقد ظهرت شخصيته بارزة في هذا الكتاب، إذ لم يكتف بالنقل الحرفي الذي يرويه، بل يتدخل باختصاراته واستدراكاته وشروحه وتصرفاته ومناقشاته، علاوة على أنه لم يكن أسير السجع الذي كان سائدا في عصره، بل حرر ألفاظه من كل قيد، وتركها تعبر عن الحقيقة.
وهذا الكتاب قد بلغ من الشيوع والانتشار في عصر المؤلف وما بعده حدَّ التواتر؛ مما لا يجعل في اسمه ولا في صحة نسبته إلى صاحبه أدنى شك أو ريب ([25]).
وهو كتاب كامل في السيرة افتتحها بالنسب النبوي الشريف وختمها بالتحاق النبي r بالرفيق الأعلى، وأضاف إليها الحديث عن الشمائل المحمدية والمعجزات المصطفوية، وقد سلك فيه منهج المحدثين لأنه كان محدثا.
4- الطبقات الكبرى للإمام ابن سعد –رحمه الله-:
هو أبو عبد الله سعد بن منيع، الزهري البصري كاتب الواقدي؛ كان أحد الفضلاء النبلاء الأجلاء، صحب الواقدي زمانا وكتب له فعرف به، كان كثير العلم غزير الحديث والرواية كثير الكَتْبَة، كتب في الحديث والفقه وغيرهما، توفي في يوم الأحد لأربع خلون من جمادى الآخرة، سنة 230هـ ببغداد، وهو ابن 62 سنة ([26]).
وابن سعد ثقة يتحرى في كثير من رواياته، لكنه ينقل عن الضعفاء مثل الواقدي ([27]) ويعتبر كتابه الطبقات الكبرى من الأسفار القيمة، والكنوز الغالية، فقدأجاد فيه وأحسن ([28])، وأبدع وأفاد، قال فيه الشيخ الحافظ أحمد بن الصديق الغماري رحمه الله:وطبقات ابن سعد في سيرة النبي r وتراجم الصحابة والتابعين من أنفس كتب الحديث وأعلاها وأغلاها([29]).
فكان التدقيق والتنظيم منهجه في طبقاته، واحترز من التناقض والاضطراب الذي تعرض له شيخه الواقدي في بعض الأحيان، الذي كان ينهل من معينه في طبقاته.
- الطبقات الكبرى للإمام أبو عبد الله محمد ابن سعد بن منيع البصري الزهري (ت230هـ): كاتب الواقدي، رغم ما قيل فيه في نقله عن الضعفاء لكنه تميز عن شيخه الواقدي بالتحري فيما ينقله، ومعلوماته أكثر تنظيما ودقة، وتميز كذلك هذا الكتاب النفيس والسفر العظيم بتلخيص –في بعض الأحيان- الروايات المتعددة للحادثة وسوقها بأسلوب خاص. والكتاب من الجواهر الثمينة التي يرصع بها تاج المكتبة الإسلامية وقد تميز بالإضافة إلى الحديث عن السيرة النبوية والمغازي، ترجمته لمجموعة من الصحابة رضي الله عنهم.
- تاريخ الطبري الموسوم ب"تاريخ الأمم والملوك" للإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت310هـ):
وفي هذا الكتاب من النفائس ما لم نجده عند غيره فهو قيم في بابه، رغم بعض الروايات الضعيفة والمتروكة التي ينقلها في هذا الكتاب، وهذا لا ينقص من قدر الكتاب، إذ ذاك شأن المؤرخين الذين ينقضون الحادثة كما هي، ويترك الحكم عليها لأهل الصنعة.
-"الفصول في اختصار سيرة الرسول r" للإمام الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي (ت774هـ):
وهذا الكتاب على صغر حجمه اشتمل على فوائد وفرائد ونفائس غالية ودرر عجيبة، أتحفه بروايات مختلفة إضافة إلى ترجيحاته وبياناته..قال في مقدمة هذا الكتاب:"فإنه لا يجمل بأولي العلم إهمال معرفة الأيام النبوية، والتواريخ الإسلامية، وهي مشتملة على علوم جمة، وفوائد مهمة، لا يستغني عالم عنها، ولا يعذر في العرو منها. وقد أحببت أن أعلق تذكرة في ذلك لتكون مدخلا إليه، وأنموذجا وعونا له وعليه، وعلى الله اعتمادي، وإليه تفويضي واستنادي.
وهي مشتملة على ذكر نسب رسول الله r، وسيرته، وأعلامه وذكر أيام الإسلام بعده إلى يومنا هذا، مما تمس حاجة ذوي الإرب إليه على سبيل الاختصار، إن شاء الله تعالى([30]).
وله أيضا كتابه الشهير الموسوم بـ"البداية والنهاية": فالإمام الحافظ ابن كثير لم يتخصص في السيرة النبوية فقط بل تحدث عن تاريخ المسلمين ككل من بداية الخَلق إلى عصر المؤلف كما يتضح ذلك جليا في كتابه هذا.
- الروض الأنف للإمام أبي القاسم عبد الرحمن السهيلي رحمه الله (ت581هـ) وهو شارح سيرة ابن هشام:
والكتاب من نفائس الكتب إذ له استدراكات وإضافات وشروحات على سيرة ابن هشام.
- جوامع السيرة النبوية: للإمام أبي محمد علي بن حزم الأندلسي (ت456هـ)، فهو أيضا من الكتب القيمة في باب السيرة المصطفوية.
- الدرر في اختصار المغازي والسير: للحافظ يوسف بن عبد البر النمري (ت463هـ).
- زاد المعاد في هدي خير العباد: للإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الشهير بابن قيم الجوزية (ت751هـ)، وهذا الكتاب كذلك من أهم مصادر السيرة النبوية يتميز بالنقد وترجيح بعض الروايات واستخلاص العبر مع استنباط الأحكام والمسائل الفقهية، حيث اقتصر رحمه الله على ما صح عنده من السيرة دون التطويل في سرد جميع ما قيل في السير والمغازي؛ لأن سفره هذا لم يكن خاصا بالمغازي والسير وإنما جعله في هدي سيدنا رسول الله عليه أزكى الصلاة والسلام عموما، فهو كتاب أحكام ومعاملات وآداب... وسيرة ومغازي كذلك.
- سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد، وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد، للشيخ محمد بن يوسف الصالحي الشامي (ت942 هـ): الكتاب في أجزاء فيه منفعة كبيرة للباحثين والدارسين للسيرة النبوية.
- الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء، أبو الربيع سليمان بن موسى الكلاعي الأندلسي.
هذا فضلا عن شروح كتب السنة؛ كشرح الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله (ت856هـ) على صحيح الإمام البخاري رحمه الله (ت256هـ)الموسوم بـ"فتح الباري" وشرح الإمام النووي رحمه الله (ت676هـ) على صحيح الإمام مسلم رحمه الله (ت261هـ)وغيرهما.
هذا عن الكتب الأولى والمصادر الأولى، أما المراجع المعاصرة فهي كثيرة أذكر منها هذه الكتب:
- خاتم النبيين للشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله، تميز ببساطة أسلوبه ورد مجموعة من الشبهات والروايات المتروكة المبثوثة في بطون الكتب الأولى.
- فقه السيرة للداعية الكبير محمد الغزالي رحمه الله: وقد تناول السيرة النبوية بأسلوب أدبي رائع.
- فقه السيرة للشيخ محمد سعيد رمضان البوطي حفظه الله وهي بأسلوب فقهي مع استنباط الدروس والعبر من أحداثها.
([1]) سمع من أم خالد وكانت لها صحبة وأدرك ابن عمر وسهل بن سعد، روى عنه الثوري وشعبة ومالك وابن عيينة وابن المبارك، كتاب التاريخ الكبير، للبخاري، باب الغين، ترجمة رقم: 1247، ص7/292.
([2]) مشاهر علماء الأمصار للبستي، ص80. الأعلام للزركلي، 7/325. معرفة الثقات للعجلي، 2/305.
([3]) كالإمام مالك والشافعي وأحمد والذهبي وابن سعد وأبي خيثمة وابن أبي شيبة والعجلي وغيرهم كثير. انظر: الرسالة المستطرفة، ص82.
([4]) هو: أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي: جده أبو عامر صحابي جليل t شهد المغازي كلها مع النبي r خلا بدرا. كان رضي الله عنه إمام دار الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية، الوارث لحديث الرسول الناشر في أمته الأحكام والفصول، العالم الذي انتشر علمه في الأمصار واشتهر فضله في الأقطار، ضربت له أكباد الإبل وارتحل الناس إليه من كل فج. قال الإمام الشافعي: مالك أستاذي وعنه أخذت العلم وجعلت مالكا بيني وبين الله حجة وإذا ذكر العلماء فمالك النجم الثاقب ولم يبلغ أحد مبلغ مالك في العلم لحفظه وإتقانه وصيانته. ألف تآليف كثيرة غير الموطأ منها رسالة في القدر وكتابه في النجوم وحساب مدار الزمان ومنازل القمر ورسالته في الأقضية عشرة أجزاء، ورسالته إلى محمد بن المطرف في الفتوى مشهورة ورسالته إلى هارون الرشيد في الأدب والمواعظ. أخذ العلم على أكثر من تسعمائة شيخ. وانتصب لتدريس العلم وهو ابن سبع عشرة سنة واحتاج إليه شيوخه، انتشر مذهبه بالحجاز والبصرة وما والاها وبإفريقية والأندلس ومصر وأتباعه كثيرون جدا، مولده ولد على الأشهر سنة 93هـ وتوفي بالمدينة المنورة سنة 179هـ. شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، محمد مخلوف، ترجمة رقم:46، 1/80-83. باختصار. صفة الصفوة، لابن الجوزي، ترجمة رقم: 189، 2/81-82.
([5]) إسعاف المبطأ برجال الموطأ، للسيوطي، المطبوع مع الموطأ للإمام مالك، ص594.
([6]) الجرح والتعديل، لابن أبي حاتم، 1/22.
([7]) هو: أحمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة ابن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الإمام أبو عبد الله الشيباني، هكذا نسبه ولده عبد الله، وخرجت أمه من مرو وهي حامل به، فولدته في بغداد، في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة، وقيل: إنه ولد بمرو وحمل إلى بغداد وهو رضيع. وكان إمام المحدثين، صنف كتابه المسند، وجمع فيه من الحديث ما لم يتفق لغيره، وقيل: إنه كان يحفظ ألف ألف حديث، وكان من أصحاب الإمام الشافعي - رضي الله تعالى عنهما - وخواصه، ولم يزل مصاحبه (1) إلى أن ارتحل الشافعي إلى مصر، وقال في حقه: خرجت من بغداد وما خلفت بها أتقى ولا أفقه من ابن حنبل، ابتلي في قضية خلق القرآن وحبس من أجلها في عهد المعتصم العباسي، فضرب وحبس وهو مصر على الامتناع، وكان ضربه في العشر الأخير من شهر رمضان، سنة 220، ثم إنه اعتل علة موته ومرض في أول يوم من شهر ربيع الأول ليلة الأربعاء وحم وتوفي يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت منه سنة 241هـ، الوافي بالوفيات، ترجمة رقم:515، 6/225-228. وفيات الأعيان، 1/63-65.
([8]) الأعلام للزركلي، 7/325. تاريخ أسماء الثقات،1/221. الرسالة المستطرفة، محمد بن جعفر الكتاني، 1/ 106.
([9]) هو: أبو جعفر محمد بن يزيد بن خالد، الطبري، وقيل زيد بن كثير بن غالب؛ صاحب التفسير الكبير والتاريخ الشهير، كان إماما في فنون كثيرة منها التفسير والحديث والفقه والتاريخ وغير ذلك، وله مصنفات مليحة في فنون عديدة تدل على سعة علمه وغزارة فضله، وكان من الأئمة المجتهدين، لم يقلد أحدا، وكان ثقة في نقله، وتاريخه أصح التواريخ وأثبتها. كانت ولادته سنة 224هـ، بآمل طبرستان؛ وتوفي يوم السبت آخر النهار، ودفن يوم الأحد في داره، في 26 من شوال سنة 310هـ ببغداد، رحمه الله تعالى. وفيات الأعيان، 4/191-192 باختصار.
([10]) هو: أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم الواقدي المدني، مولى بني هاشم، قاضي بغداد ومن مؤرخي الإسلام، كان مولده بالمدينة واتصل ببني العباس فاستقضاه الرشيد والمأمون زمنا طويلا. كان الواقدي من الذين تبحروا في العلم والمعرفة، ألف في مجالات مختلفة: في علوم القرآن والسنة والفقه والتاريخ والأدب، وكتاب المغازي الذي يعتبر أحد المصادر الأساسية في دراسة تاريخ النبي -r- ومغازيه. وهو من أعظم الذين خلفوا ابن إسحاق في الكتابة عن المغازي، قال أكرم ضياء العمري: وهو ضعيف عند المحدثين، مع غزارة مادته العلمية، ولا تصلح مروياته للاحتجاج بها فيما يتعلق بالعقيدة والشريعة، ولكنها تنفع في وصف تفاصيل الأحداث مما لا صلة له بالعقيدة والشريعة. وقال ابن خلكان: وضعفوه في الحديث، كانت ولادته في أول سنة 130هـ، وتوفي عشية يوم الإثنين 11 ذي الحجة 207هـ، وهو يومئذ على القضاء. معجم المطبوعات العربية، يوسف إلياس سركيس. وفيات الأعيان، 4/348-350. المجتمع المدني في عهد النبوي، أكرم ضياء العمري، ص44. الواقدي ومنهجه في كتابه مغازي الرسول r، طارق أبو الوفا محمد، ص146. مصادر التاريخ الإسلامي ومناهج البحث فيه، سيدة إسماعيل كاشف، ص30.
([11]) المجتمع المدني في عهد النبوة، أكرم ضياء العمري، ص47.
([12]) هو: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي الدمشقي الفارقي الشافعي، ولد بدمشق عام 673هـ، ودرس الحديث من صغره ورحل في طلبه حتى أتقنه، كان فقيها زاهدا عارفا بأحوال الماضين وأنسابهم، وله تصانيف منها: الطبقات لأسماء الرجال، تاريخ الإسلام، سير النبلاء. وتجريد أسماء الصحابة تلخيص أسد الغابة، وتذكرة الحفاظ، وطبقات الحفاظ، وميزان الاعتدال في نقد الرجال، مات سنة 750هـ. طبقات الشافعية، هداية الله الحسيني، ص232. معجم المطبوعات العربية، 1/909-912.
([13]) وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لابن خلكان، 4/276-277. الروض الأنف للسهيلي، 1/4.
([14]) المجتمع المدني في عهد النبوة، ص42.
([15]) قال الإمام السهيلي –رحمه الله-:" من مصر، وأصله من البصرة، وتوفي بمصر سنة 213هـ، وله كتاب في أنساب حِمْيَر وملوكها، وكتاب في شرح ما وقع في أشعار السِّير من الغريب....". الروض الأُنف، 1/22.
([16]) وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لابن خلكان، 3/177.
([17]) هو: أبو محمد زياد بن عبد الله بن الطفيل البكّائي العامري الكوفي صاحب رواية السيرة النبويّة عن ابن إسحاق. وهو أتقن من رواها عنه، قال ابن معين: ثقة في إسحاق، فأمّا في غيره فلا! وروى له البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة، وكانت وفاة أبي محمد المذكور في سنة 283هـ بالكوفة، رحمه الله تعالى.. الوافي بالوفيات، ترجمة رقم: 4593، 11/10. وفيات الأعيان، 338-339.
([18]) سيرة ابن هشام، 1/22.
([19]) كان رحمه الله حافظاً بارعاً أديباً متقنا بليغاً ناظماً ناثراً كاتباً مترسلاً، خطه أبهج من حدائق الأزهار، وآنق من صفحات الخدود المطرز وردها بآس العذار، حسن المحاورة، لطيف العبارة، فصيح الألفاظ، كامل الأدوات، جيد الفكرة، صحيح الذهن، جميل المعاشرة، لا تمل محاضرته، أدبه غض والإمتاع بأنسه نض، كريم الأخلاق, كثير الحياء, زائد الاحتمال, حسن الشكل والنعمة, قل أن ترى العيون مثله، وهو من بيت رياسة وعلم عنده كتب كثيرة وأصول جيدة، سمع وقرأ وارتحل وكتب وصنف وحدث وأجاز وتفرد بالحديث في وقته. الوافي بالوفيات، ترجمة رقم: 200، 1/220-221.
([20]) هو: علي بن محمد بن علي بن وهب بن مطيع، القاضي محب الدين أبو الحسن بن الشيخ الإمام شيخ الإسلام تقي الدين أبي الفتح بن الشيخ مجد الدين القشيري المعروف بابن دقيق العيد، ولد بقوص في صفر سنة 657هـ، وأخذ عن والده، وسمع الحديث وحدث. ولي تدريس الهكارية والسيفية وناب في الحكم عن والده، قال الإسنوي: وكان فاضلاً ذكياً علق على التعجيز شرحاً جيداً لم يكمله وانقطع في القرافة مدة، توفي في شهر رمضان سنة ست عشرة وسبعمائة ودفن عند أبيه. طبقات الشافعية، لابن قاضي شهبة، ترجمة رقم:513، ص225-226.
([21]) هو: الشيخ الإمام العلامة حجة العرب بهاء الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد ابن النحاس الحلبي النحوي شيخ العربية بالديار المصرية، تخرج به الأفاضل، وتحرج منه كل مناظر ومناضل، وانتفع الناس به وبتعليمه، وصاروا فضلاء من توقيفه وتفهيمه، وكتب خطا آزري بالوشى إذا حبك، والذهب إذا سبك، ولم يزل على حاله إلى أن بلغ من الحياة أمدها، وأهدى الزمان إلى عينه بفقده رمدها، وتوفي رحمه الله تعالى يوم الثلاثاء سابع جمادى الآخرة سنة 698هـ بالقاهرة، ومولده بحلب في سلخ جمادى الآخرة سنة 627هـ، وكان من العلماء الأذكياء الشعراء له خبرة بالمنطق وحظ من إقليدس وكان على ما قيل يحفظ ثلث صحاح الجوهري، ولم يتزوج قط، له " إملاء على كتاب المقرب "لابن عصفور، من أول الكتاب إلى باب الوقف أو نحو، و "هدي أمهات المؤمنين" و" التعليقة" في شرح ديوان امرئ القيس. وله نظم. الوافي بالوفيات، ترجمة: 267، 2/10-14. الأعلام للزركلي، 5/297.
([22]) ما بين معقوفتين منقول من كتاب: المجتمع المدني في عهد النبوة، ص49.
([23]) طبقات الشافعية، لابن قاضي شهبة، ترجمة رقم:569، ص295-297.
([24]) عيون الأثر (تحقيق: الخطراوي ومتو)، 1/53.
([25]) عيون الأثر (تحقيق: الخطراوي ومتو)، مقدمة المحقق.
([26]) وفيات الأعيان، 4/251-252 (باختصار). معجم المطبوعات العربية، 1/116-117.
([27]) المجتمع المدني في عهد النبوة، ص48.
([28]) وفيات الأعيان، 4/351.
([29]) كتاب الفتاوى والرسائل الصغرى المسماة: در الغمام الرقيق برسائل الشيخ السيد أحمد بن الصديق، جمع وتنسيق وتخريج: عبد الله التليدي، ص156.
([30]) الفصول في اختصار سيرة الرسول r، ص11-12.