مملكة السويد والاهتمام بهواية الصيد
د. محمد رحال /السويد
البحيرات العذبة في السويد تكاد ان تكون من اكثر البحيرات عددا في العالم , وهذه البحيرات والتي تحتوي على انقى مياه للشرب واصفاها في العالم وذلك بسبب ان هذه البحيرات تتجمع في احواض بركانية بازلتية , وهذا ماجعل هذه البحيرات تخلو من الطمي ووحل البحيرات مما قلل من الحياة المائية في هذه البحيرات , وهذا مااثر على هواية الصيد التي يعشقها الشعب السويدي لما توفره من فرص التسلية والاستمتاع بركوب القوارب والتي يتجاوز عددها عدد السيارات الخاصة في هذا البلد, وكثيرا ماتلجأ الدولة الى شحن كميات هائلة من مادة الكلس ورميها في هذه البحيرات من اجل تعزيز الحياة المائية فيها , واكثر مايشد الانسان هو ان الدولة ومن اجل الحفاظ على هواية الصيد فانها تقوم بجلب الاسماك الصغيرة ورميها في تلك البحيرات وذلك من اجل زيادة اسراب السمك في هذه البحيرات , وقد يتبادر لبعض القراء العرب والذين لايهمهم ابدا الاستفادة من الايجابيات في هذه البلدان المتحضرة ماديا ان يتسائل عن تفاهة هذه الدولة وتفاهة المواضيع التي تكتب عنها , ومع ذلك فانه من الواجب قوله ان هذه الدولة التي تزرع الاسماك في مناطق بعيدة ثم تقوم بشحنها ووضعها في هذه البحيرات هي بالتأكيد افضل بكثير من تلك الحكومات الوطنية العربية والتي يتنافخ زعمائها بالوطنية والاموال المسروقة من الشعب تملأ ارصدة البنوك السويسرية في الوقت الذي تقوم انظمتهم وبدلا من تنمية هذه الموارد من اجل توفيرها للمواطن الفقير والذي حرم من كافة اصناف اللحوم حمراء وبيضاء وصفراء وزرقاء , فان اعوان هذا الحاكم لايحلُ لهم صيد الاسماك الا بواسطة استخدام وسيلة تفجير اصابع الديناميت وذلك من اجل تبديد الحياة البحرية والنهرية في تلك البلدان وهو نوع من اشد انواع التخريب الذي يشرف عليه بعض عناصر اجهزة الامن المدعومة من السلطات الحاكمة والتي تشرف امنيا على حماية تلك الموارد, وهذا التخريب المتعمد في الطبيعة امتد الى مجاري الانهار والتي تحولت بكاملها الى مجارير للمياه الغير صحية بعد ان عجزت خطط تلك الدول عن ايجاد بنية تحتية سليمة , وهذه الدول ذات الحكومات الوطنية والقومية تجر البلاد وارضها وماتحت ارضها الى مشاكل في التلوث لايمكن حلها بمرور الوقت بعد تشرب المياه الجوفية لهذه المكونات والتي تسقى بها المزارع والحقول والخضروات والتي تملك خاصية امتصاص كل انواع الجراثيم والبكتريا لتعود الى افواه المواطنين ولكن بعد ان ترتدي حلة جديدة داخل هذه الثمار الناتجة والنامية وبكثرة على تلك المجارير والتي كانت في يوم من الايام تسمى انهارا.
وهذه الدول وبدلا من ان تستفيد من تجربة الدول المتقدمة بالاستفادة من الثروة المائية كاليابان والتي يساهم السمك في حل ازمة اللحوم لاكثر من مائة مليون من اليابانيين فانها انصرفت عن مناهج التطوير وانتقلت وبشكل كامل الى تنمية المواهب الفنية من رقص وغناء وذلك من اجل الاستثمار في اللحوم البشرية عوضا عن الثروة السمكية والحيوانية مع الانغماس في رفع الشعارات القومية والوطنية والتي لم تسهم الا في صعود طبقات من اصحاب الشعارات والفارغين من اي محتوى علمي او تقني او ثقافي , وهذا الخواء الفكري والتقني ساهم في تعزيز تسلط هذه النخب الانتهازية لتقف حواجز امام تطور الاسماك المسكينة وتعزز من مكانة وزيادة الاعداد الكبيرة لانهار المجارير الصحية المتنامية والتي وهي مع قذارتها فهي انظف من هذه السلطات التي لم تقدم الى شعوبها اي بصيص من امل في مشاريع التقدم والازدهار والتي امتلأت بها الكرة الارضية ووصلت حتى اقاصي مجاهل غابات افريقية .