قرية الأطفال في رفح sos كفاءات لا تغيب

قرية الأطفال في رفح sos كفاءات لا تغيب

تحسين أبو عاصي – غزة

– كاتب فلسطيني مستقل –

[email protected]

في ( 15 / 7 / 2009 م ) زار وفد من كُتّاب قطاع غزة قرية الأطفال الواقعة في مدينة رفح - حي تل السلطان - ، وضم الوفد كل من الكاتب والشاعر أحمد بارود، والأديب الكاتب يسري شراب ، والكاتب المهندس إبراهيم الأيوبي ، و الكاتب الدكتور ناصر جربوع ، والكاتب الأستاذ تحسين أبو عاصي . وكان في استقبال الوفد الدكتور كامل الشامي مؤسس القرية sos ومدير عملياتها وعدد من الموظفين . واستقبل الدكتور كامل الشامي الوفد استقبالا حارا معبرا بذلك عن الأصالة العربية في الكرم والضيافة ، وقدم لنا شرحا موسعا عن القرية وما هيِّتها وأهدافها وخدماتها . أنشئت القرية قبل ثلاث سنوات ، وتتكون القرية والمقامة على مساحة عشر دونمات ، من مجموعة جميلة من الأبنية المعمارية التي أنشئت وفقا لمواصفات هندسية حديثة وراقية جدا بإشراف دولة النمسا ، وتشمل مرافق سكنية وعيادات طبية ، وحدائق وملاعب ، وقاعة استقبال الضيوف ، وفندق وروضة أطفال ، ومدرسة حتى الصف السابع الأساسي ، ومراكز نموذجية لتدريب الأطفال ومكتبة ، ومبنى الإدارة الذي يضم عددا كبيرا من الكفاءات التربوية والتعليمية والإرشادية . كما تخضع لمجموعة راقية من البرامج الترفيهية والتعليمية والتربوية ، وتقدم القرية خدمات لحوالي ( 130 ) طفلا مقيما و ( 1000 ) طفل من خارج القرية ، وهم من الأطفال الأيتام أو المشردين أو الذين وقعوا ضحية خلافات أسرية بين الأم والأب ، تصفحنا وجوه ونظرات عيونهم البريئة ، وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : ((من مسح على شعر رأس يتيم جعل الله له في كل شعرة حسنة)) وقال (( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة)) وأشار بأصبعيه إلى السبابة والوسطى ، كما حاولنا قراءة مظهرهم الخارجي ونفسيتهم ؛ لنخرج بانطباع قوي ، بأن ما يتم بذله من جهد وما تقدمه القرية من خدمات ، لا يقل في مستواه عن النموذج السويسري أو الألماني على سبيل المثال لا الحصر ، وتفصل القرية الأطفال الذكور عن الإناث ، كما تفصل بين الأطفال الصغار و الكبار ، وتشرف عليهم الأم المستعارة والخالة ، وتستقبل القرية الأطفال من عمر يوم واحد إلى ثمانية عشر عاما ، وتتبع القرية إلى رئاسة قرى الأطفال في العالم والتي مقرها النمسا ، كما أنها على اتصال دائم بالمجتمع الخارجي .

زار الوفد جميع مرافق القرية ومؤسساتها ، وحصل لديه انطباعا جميلا ، ولمس مهنية عالية ، وكفاءات راقية ، وخدمات متميزة ، ولم يكن احد منا يتوقع ما رأيناه بأعيننا من طراز فريد وجميل في العطاء النموذجي والنوعي شكلا ومضمونا على كافة الأصعدة الخدماتية المقدمة ، والتي لا أستثني منها شيئا ، ووجه أعضاء الوفد مجموعة أسئلة إلى الأخ الدكتور كامل الشامي (مؤسس القرية ومديرها التنفيذي) من أجل مزيد من المعرفة حول القرية النموذجية sos ، ولم يجد أحد من الوفد نقطة ضعف أو إهمال أو أخفاق تتعلق في جميع ما يتعلق في القرية من هنا أو هناك ، فما سمعناه وما وقعت عليه أعيننا فاق تصورنا جميعا إلى حد المفاجأة ، ولم نكن نتوقع أن يكون في قطاع غزة مثل هذا الأداء والعطاء في ظل القهر والحصار ، ليثبت الشعب الفلسطيني مجددا ومن خلال كفاءاته أنه جدير بالحرية والحياة ، وانه يعمل بصمت في أصعب الظروف ، يُعلم ويبني ويصنع ويزرع ويقاتل معا وفي آن واحد .

وفي نهاية الزيارة قدم الدكتور كامل الشامي لكل عضو منا هدية رمزية رائعة ، والتقطت الصور التذكارية ، وطلب من أحد العاملين نقلنا بسيارة القرية إلى أماكن سكن كل منا .

نشكر الدكتور المحترم كامل الشامي على هذا الإبداع الذي لا نظير له ، كما نشكره ونشكر زملاءه من العاملين والعاملات معه على حسن الاستقبال والضيافة ، كما نوجه الشكر إلى دولة النمسا وإلى رئيس قرى الأطفال في العالم على هذا العطاء المتميز ، وكم شعرنا بالسعادة الكبيرة ونحن نرى مؤسسات تضع البسمة على وجوه أطفال فلسطين الأبرياء من بعد أن أراد البعض قتل طفولة شعبنا وحرمانها من خلال الحصار والقهر والقتل ، وتدمير الأبنية والمدارس ورياض الأطفال والمرافق من فوق رؤوسهم بطائرات ( f16 ) وبقنابل الفسفور المحرمة دوليا .