أضواء على الصالونات الثقافية
بين الماضي والحاضر
أ.د/
جابر قميحةتوطنة :
* * *
من المعروف أن كلمة "صالون" كلمة دخيلة على اللغة العربية وأصلها في الأجنبية "Salle" ، وترجمت في بنيتها العربية "صالة" ، ومعناها : غرفة ـ بهو ـ قاعة ـ حجرة واسعة .
أما كلمة"Salon" فتعطي المعاني السابقة في الفرنسية ، وتزيد عليها في المعنى : ندوة : أي اجتماع للتشاور أو التباحث ومناقشة مسائل متعددة . (1)
وتستعمل كلمة Salon" " في الإنجليزية بمعنى ـ القاعة أو البهو الواسع لغرض العرض أو الاستقبال ، أي كمعرض لعرض اللوحات أو التماثيل أو التحف والملابس وغيرها .. وتعني كذلك الاجتماع الدوري لأدباء ومفكرين ومثقفين للمناقشة في قاعة محددة من قصر خاص ، أو مبنى خصص لذلك .
أما كلمة "Saloon" فتعطي المعاني السابقة ، وتزيد عليها مسميات أخرى هي : السيارة المقفلة التي تسع من أربعة إلى سبعة ركاب ، وكذلك الحان (البار) ، أي مكان بيع الخمور وشربها . (2)
وفي فلك التعريفات السابقة تدور المراجع العربية الحديثة : فالصالون "Salon" في معجم "وهبة" يطلق على الندوة الأدبية : أي اجتماع في قصر من قصور رعاة الفنون والآداب يتآلف من الأدباء والفنانين والساسة البارزين ، يجتمعون فيه بصفة دورية لمناقشة المسائل الجارية ، والموضوعات الأدبية .. ويطلق الصالون كذلك على المعرض السنوي العام الذي يقيمه مجموعة من المصورين تجمعهم فكرة واحدة في فن التصوير .. (3)
وبناء على ما ذكرناه سابقًا نخلص إلى الحقائق الآتية :
في تاريخنا القديم ..
وفي العصر الجاهلي ، وما تلاه من العصور كان الشعراء يقصدون الملوك والأمراء ويمدحونهم ، ويحضرون مجالسهم ، ونرى في عكاظ صالونًا ، أو مجلسًا أدبيًا في صورة مبسطة تتفق مع طبيعة العصر الجاهلي ، وهي تلك القبة من أدم (جلد) التي كانت تضرب للنابغة الذبياني ، ويقصده الشعراء يحكمونه في شعرهم ، فينقد ، ويفاضل بينهم ، ويقدم حيثيات ـ أو مبررات ـ أحكامه النقدية ، وتعلو نبرة الحوار ما بين مرحب بالحكم راض ، وما بين ناقم رافض ، وكل يدافع عن رأيه ، ويدعمه بأسانيد من اللغة والبلاغة ، وممن قصد "هذا الصالون" الأعشى (أبو بصير) وحسان بن ثابت ، والخنساء ـ أخت صخر ـ التي قالت فيه أشهر مراثيها .. (4)
وكان هناك مجلس سيف الدولة الحمداني من أشهر المجالس ، وكان المتنبي أشهر من ينشد فيه ، ولم يكن هو الشاعر الوحيد في هذا المجلس ، فقد كان يحضره آخرون من الشعراء كأبي فراس الحمداني .
واحر قلباه ممن قلبه شبم ومن بجسمي وحالي عنده سقم
سيعلم الجمع من ضم مجلسنا بأنني خير من تسعى به قدم
وماذا أبقيت للأمير ؟ .. بل إنهم أخذوا يردون أبياته إلى معان في أبياته السابقة ، يتهمونه فيها بالسرقة (5)
وكثيرة هي مجالس الخلفاء والأمراء والعلماء في العصرين الأموي والعباسي ، مثل تلك التي ينقلها التاريخ من مجالس عبد الملك بن مروان ، والمأمون ، والشريف المرتضى وغيرهم ، وكثيرًا ما كانت المحاورات والمناقشات تنطلق من موضوع أو سؤال يطرحه الأمير صاحب المجلس على الحاضرين ، فيدلي كل منهم بدلوه . (6)
وفي رسالة الغفران يتخيل أبو العلاء مجالس أو صالونات في الجنة من اللغويين والنحاة في مسائل لغوية ونحوية وصرفية ونقدية حول ما يشاهدونه في الجنة ، كذلك الجدل الذي دار بين مجموعة من النحاة واللغويين حول "الإوزة" أو "الوزة" ووزنها . (7)
سكينة بنت الحسين ..
كانت سكينة بنت الحسين ـ رضي الله عنها ـ ذات جمال وعقل وعلم وحجة وعفة ، وقدرة نقدية فائقة ، وكان يقصدها الشعراء ورواة الشعر يحكمونها في الأقوال والأشعار في بيتها في المدينة : تنظر إليهم وتسمع لهم ولا يرونها ، وممن قصدها رواة الشعراء الثلاثة : نصيب ، وجميل ، والأحوص ، وتتلو عليهم من حافظتها شعرًا لكل واحد من شعرائهم ، وتنقده نقدًا بصيرًا ، مبرزة ما في شعر كل منهم من عوار .. كما قصدها الفرزدق في المدينة فواجهته بتفضيل جرير عليه .
وسمعت شعرًا لعروة بن أذينة الليثي فأخذت عليه بعض العيوب بروح فيها سخرية .
فإن تقتلوه تقتلوا الماجد الذي يرى الموت إلا بالسيوف حرامًا
وقبلك ما خاض الحسين منية إلى القوم حتى أوروده حمامًا
وهذه الصورة الخلقية والعقلية النفسية تجعلنا نرفض كثيرًا من الروايات التي أوردها الأصفهاني ، والتي لا تتسق مع ما تأكد من خلقها وتصونها ؛ فصاحب الأغاني لم يكن همه البحث عن الحق ، وتمحيص الحقائق ، وتوثيق التاريخ ، ولكن كان همه التسلية والتسرية والإطراب ، كما كتب صراحة في مقدمة كتابه الضخم . (8)
* * *
ولادة بنت المستكفي (ت 480 أو 484 هـ )
وكان لجمالها أثر كبير جدًا في تجميع الكبراء والعظماء حولها ، وتهافتهم على مجلسها ، وكانت تجلس فيه لهؤلاء ، وتحاضرهم ، وتحاورهم وتجادلهم .. وفي هذا المجلس كان يحضر ابن زيدون ، وابن عبدوس ، وابن القلاس وغيرهم من الكبراء ، ولم تعقد ولادة هذه المجالس إلا بعد أن مات أبوها ،، وخلا لها الجو ، ولم يعد ثمة مسيطر عليها يتحكم فيها .. وقد انقسم الناس بشأنها قسمين ، فقال بعضهم : إنها ـ على الرغم من مخالطتها الرجال ، ومجالستهم في جو من الإغراء الذي كان يحيط بها .. وفي ذلك يقول ابن بسام أنها كانت "تخلط ذلك بعلو نصاب ، وكرم أنساب ، وطهارة أثواب" .. وقال فريق آخر أنه لم يكن لها تصاون يطابق شرفها ، فخرجت على المألوف ، وحطمت التقاليد ، واستهترت بالعرف الشائع الذي يصون العربيات عن التبذل ، وخصوصًا بنات الخلفاء .
ولا شك أن ولادة استهدفت بكثير من الأخبار والمبالغات ، ولكن تبقى حقيقتان لا تحتملان الخلاف وهما : أنها كانت مصدر إلهام لابن زيدون بأرقى وأرق وأخلد شعره .. وأنها كانت صاحبة "صالون" شد الأنظار وشغل الناس ، وكتب الأدب والتاريخ . (9)
الصالونات المعاصرة
في الكويت والسعودية
عشت في الكويت أربع سنوات في بداية السبعينيات أؤدي رسالتي التعليمية ، وكنت أحضر بعض "الديوانيات" ، وخصوصًا ديوانية الأستاذ عبد الله العقيل ، والديوانية تعقد مساء كل خميس ، وهي تشبه الصالون الأدبي ، ولكنها كانت تتسع لكل المسائل والموضوعات بما فيها أعمال التجارة ، وعقد الصفقات ، ولكن النادي الأدبي في الكويت كان يقوم بمهام أدبية ونقدية جليلة ، ويصدر مجلة شهرية باسم "البيان" ، وكان من أظهر القائمين على أمرها : خليفة الوقيان ، وخالد سعود الزيد ، وسليمان الشطي .
وفي المملكة العربية السعودية تقوم الأندية الثقافية والأدبية في المدن الكبرى بالمملكة ، وقد كان لي الشرف في المساهمة في أنشطة نادي المنطقة الشرقية بالدمام بمحاضرات ، وأمسيات شعرية وندوات ، ومداخلات ، وكتابة بحوث في (دارين) مجلة النادي .
وفي المملكة عدد من الصالونات الأدبية من أشهرها وأنشطها صالون الاثنينية الذي يعقد مساء كل اثنين ، ابتداء من 8/11/1982 في مدينة جدة ،وقد أنشأه ورعاه الأستاذ عبد المقصود خوجة ، وقد استضافت الاثنينية عددًا من المفكرين والأدباء والشعراء والكتاب من العالمين العربي والإسلامي ، كما أنها قامت وتقوم بتكريم عدد كبير من الأدباء والمفكرين في الاثنينية ، ومن هؤلاء الأستاذ عبد القدوس الأنصاري ، والشاعر طاهر زمخشري ، ومعالي الشيخ عبد الله بلخير ، والأستاذ محمد حسن زيدان ، والأستاذ حسين عرب ، والأستاذ عزيز ضياء ، والأستاذ محمود عارف ، والأستاذ عبد العزيز الرفاعي ، والشاعر عمر أبو ريشة وغيرهم .. وتقوم الاثنينية بطبع ما يدور في الصالون من محاورات وشعر ونثر . وقد قدر لي أن أطلع على المجلد الأول ويقع في أكثر من 500 صفحة من الورق الفاخر .
* * *
صالونات القاهرة
صالون نازلي فاضل (ت 1914)
وفي أواخر القرن التاسع عشر كان لها صالونها الثقافي ، ويعد أقدم صالون في العصر الحديث .. وكان كما يقول أنور الجندي ـ عملاً جريئًا في هذه الفترة أن تفتح سيدة ناديها لتستقبل الرجال الأعلام والوزراء والكبار ، وأن تدير الحديث ، وتعرض القضايا ، فيكون الرأي الأغلب فيها وفق اتجاه الحضارة ، لا وفق حاجة الأمة . (10)
وقل من نبغ من رجال مصر إلا ويذكر لها مآثرها ، أو يعترف لها بنصيحة نافعة ، وكانت متمسكة بالإسلام ، فقد قالت : "إننا ـ نحن المسلمين ـ لا نجاح لنا إلا بالتمسك بالإسلام" . (11)
ولا شك أنه ترك بصمات واضحة على رجال السياسية والفكر والدين .. وإن كنا نرى أن الأستاذ أنور الجندي ـ رحمه الله ـ قد جنح للمبالغة في تقييم هذا الصالون حين قال "ولعله ـ في هذا الصالون ـ وضعت سياسات مصر ، فقد وجه سعد زغلول منه إلى هذا المكان الذي تصدره في زعامة البلاد بعد ثورة 1919 ، واتخذ محمد عبده مكان الصدارة في الدعوة الدينية" (12)
* * *
صالون مي زيادة (1889 ـ 1931)
وتعددت إبداعاتها ، فزيادة على الشعر الذي كانت تنظمه بالفرنسية ، وبابها الثابت الذي كانت تنشره في صحيفة المحروسة تحت عنوان "يوميات فتاة" صدر لها من الكتب : باحثة البادية ، وعائشة التيمورية ، وكلمات وإرشادات ، وظلمات وأشعة ، وسوانح فتاة ، وبين المد والجزر ، والصحائف والرسائل ، ووردة اليازجي ، والحب في العذاب ، ورجوع الموجة ، وابتسامات ودموع ، ولها كتاب لم ينشر اسمه "ليالي العصفورية" (13)
وأهم من كل أولئك أنها أقامت في بيتها صالونًا أدبيًا كل يوم ثلاثاء ، وقد غطت شهرته على شهرة جوانبها الإبداعية الكتابية ، واستمر هذا الصالون الأدبي عشرين عامًا ، من سنة 1911 حتى سنة 1931 . (14)
وأرى أن من أهم الدوافع والبواعث وراء إقامة "مي" لصالونها هذا ما يأتي :
وجمالها الفائق جعل كل هؤلاء ـ أو جلهم ـ يتعشقها ، ويكتب فيها وعنها ، فقد كانت ـ كما وصفها نقولا يوسف ـ بعد وفاتها بعشرين سنة ".. في رونق الشباب والمجد ، آنسة أنيقة في الملبس ، ساحرة الأنوثة ، خفيفة الروح ، غضة ، بضة ، شرقية السمات ، سوداء العينين والشعر .. ومن عينيها يشع ذكاء نادر ، وحزن مكبوت .. وأما ابتسامتها فتنفذ إلى القلوب ، وحديثها المقرون بصوت حار رخيم كانت ترسله في أدب ولباقة ، ومجاملة ، فيظن محدثها أنه هو وحده من استأثر بقلبها" (15)
وهذه العبارة الأخيرة تبرز طبيعتها ـ لا أقول في الشعور- ولكن أقول : في "الإشعار" ، فقد كانت توهم كل من يقصدها بأنه "حبيبها الوحيد الأثير، حتى مصطفى صادق الرافعي ، الذي كان مصابًا بآفة مزمنة وهي الصمم . (16)
وتأسيسًا على ما قرأنا وعرفنا من طبيعة العلاقة التي كانت تربط بين مي والآخرين نرفض ما ذهب إليه "محمد طاهر الجبلاوي" من أن العقاد ومي كانا في موقف الحبيبين الندين يتبادلان العاطفة ، وكل منهما على صعيده ، لا يلتقي بالآخر إلا على حذر" .. ونرى "الجبلاوي" نفسه نقض حكمه "بالتبادل العاطفي" بعد الأسطر السابقة مباشرة بقوله "كان يداعبها فتقبل منه المداعبة البرئية ، فإذا تعدى هذه الحدود أشارت إليه ليقف عند حدوده" . (17)
ونحن لم نطلع على رسائل مي "للعقاد" ، ولكننا قرأنا رسائله إليها ، ورأيناه فيها "يقف عند حدوده" ، وكلها مشغولة ـ إلى درجة التشبع ـ بمسائل متعددة في الأدب والنقد ، لا الحب والمحبين ، والألفة والألاف . (18)
وعن الصالون وصاحبته كتب سليم سركيس : مساء كل ثلاثاء يتحول منزل إلياس أفندي زيادة صاحب جريدة المحروسة إلى منزل فخم في باريس ، وتتحول الفتاة السورية التي لا تزال في العقد الثاني من عمرها إلى مدام دي ستايل ، ومدام ريكاميه ، وعائشة الباعونية ، وولادة بنت المستكفي ، ووردة اليازجي في شخص ومدارك الآنسة مي ، ويتحول مجلسها إلى فرع من سوق عكاظ ، وفرع من الفروع الأكاديمية ، وتروج المباحث العلمية والفلسفية والأدبية . (19)
وكان لصالون مي آثار واضحة في حركة الأدب والنقد والمجتمع ، لعل من أهمها
وللسفـود نار لـو تلقــت بجاحمها حديدًا ظن محما
وتشوى الصخر تتركه رمادًا فكيف وقد رميتك فيه لحما ؟ (20)
روحي على بعض دور الحي هائمة كظامئ الطير تواق إلى الماء
إن لم أمتـع بمي ناظـري غـدًا أنكرت صبحك يا يوم الثلاثاء (21)
بين صالونين :
* * *
صالـون العـقـاد (1889 ـ 1964)
وهناك تنويعات موضوعية وفكرية فيما يدور .. فلسفة .. أدب .. تاريخ .. سياسة .. نقد .. وكان أوفى ما كتب عن الصالون هو كتاب "أنيس منصور" في صالون العقاد كانت لنا أيام ، وقد جاء الكتاب في قرابة سبعمائة صفحة .. وكتب لأنيس منصور شهرة واسعة . ولا يستطيع باحث أن يكتب عن صالون العقاد دون الرجوع إلى هذا الكتاب ، فمنه يستطيع القارئ أن يستخلص كثيرًا من التضاريس الفكرية للعقاد ، وعاداته ، وتقاليده ، ومنهجه في المناقشة والجدل .. ونجتزئ بالسطور الآتية لنتبين مصداقية هذا الحكم :
فقد كان من بين الحاضرين من يحب أن يعرف رأي الأستاذ في سير الحرب بين ألمانيا وأوروبا ، وكان يحب أن يستمع إلى تعليقه على الأحداث . وكان الأستاذ يحب ذلك أيضًا . فنحن نعلم أن له رأيًا معروفًا ، فهو يعتقد : أن الحرب سوف تنتهي بهزيمة هتلر وموسيليني . تمامًا كما انتهت بهزيمة نابليون قبل ذلك . ولنفس الأسباب . فهو يرى أن نابليون مثل هتلر : كلاهما يحارب ويهدم ويقتل ، ولا يبشر بعقيدة أو دين ..." (22)
* * *
صالون تيمور
في شارع الهرم بالجيزة يقوم صالون أدبي ثقافي شهير هو صالون الدكتور أحمد تيمور الأستاذ بكلية طب الأزهر ، وزميل أبحاث جامعة Tufts الأمريكية ، والخبير في مجمع اللغة العربية . وهو شاعر صدر له عدد من الدواوين منها : فلسطين يا وجع العالمين ، وأيام الرسالة السبعة ، والعصافير في زيها القاهري ، وفي وصف أمريكا . زيادة على كتب علمية مشهور منها : دليل طبي للصحة والشباب .
* * *
صالون الوسطية
هو الصالون الذي أقامه ويرعاه أستاذ عالم جليل فاضل هو الدكتور عبد الحميد إبراهيم أستاذ الأدب والنقد في الجامعات المصرية والعربية .. وقد قام هذا الصالون انبثاقًا من "جماعة الوسطية" التي دعا إليها وشكلها ورعاها الدكتور عبد الحميد .. ويتسم هذا الصالون بملامح أربعة فارقة : الأول : أنه قام على "نظرية" يتبناها ، ويشرح أبعادها ويدعو إليها .. هي نظرية "الوسطية" ، وهي تنطلق من مرتكزاتنا الإسلامية والعربية الأصيلة ، وهي تعني ـ في إيجاز مقطر ـ التزام حد الاعتدال والموضوعية ، وتجنب الغلو والتطرف في شتى مجالات الحياة فكرًا وتعبدًا ، وسياسة ، واقتصادًا ، وأدبًا ونقدًا وسلوكًا . وقد شرح الأستاذ أبعاد هذه النظرية في كتاب ضخم من تسعة أجزاء .
والملمح الثاني : صدور مجلة فصلية عن الصالون باسم (التأصيل) ثم غير اسمها إلى "مجلة الوسطية" .
والملمح الثالث : إصدار عدد من الكتب باسم (إصدارات الوسطية) وهي كتب صغيرة للشباب تشرح أبعاد الوسطية والأصالة .
والملمح الرابع : رصد جوائز مالية متجددة لبحوث يكتبها الشباب حول ما يتبناه الصالون من قيم ومبادئ .
ومن الموضوعات التي أثيرت من قبل ، ونوقشت في الصالون : ما يسمى بقصيدة النثر : وقفة وتقييم ـ الفنون التشكيلية بين الأصالة والمعاصرة ـ البحث عن هوية ـ مصر والعالم العربي ـ الحضارة العربية بين الثبات والتغير ـ الوسطية العربية : حاضرها ومستقبلها .
ومن طموحات راعي الصالون : أن يعقد الصالون أسبوعيًا ، وتوسيع القاعدة بإنشاء صالونات في الأقاليم تتبنى الأصالة والوسطية . ومن حضور هذا الصالون شخصيات عربية وإسلامية منهم : د. عبد الولي الشميري ، ودكتور عبد العزيز حمودة ، والشاعر عبد المنعم عواد يوسف ، والدكتورة ثريا العسيلي ، والدكتور سيد قطب ، ومصطفى أغا ويعقوب شيحا ، والشاعر محمد يونس .
* * *
صالون الرابطة الإسلامية :
ونلاحظ ـ بمعايشتنا لأنشطة هذا الصالون ـ
* * *
صـالـون الفـجـر
صالون أدبي أقامه بعض الأدباء الشباب في سبتمبر سنة 1977 انشقاقًا من ندوة "القباني" الأدبية التي كانت تقام بكازينو الجزيرة بالمنيل بالقاهرة منذ الستينيات . ومن مؤسسي صالون الفجر الأساتذة أحمد سويلم ، وعبد العال الحمامصي ومحمد أبو دومة ، ومحمد مستجاب ، ومحمد السيد عيد ، وإدريس علي ، وغيرهم ، والتحق بالصالون بعد ذلك أساتذة جامعيون ، وشخصيات أكاديمية منهم د. مرعي مدكور ، د. مدحت الجيار ، د. شاكر عبد الحميد ، د. شمس الدين الحجاجي .
كما يحضر الصالون عدد كبير من خارج القاهرة للمشاركة في أنشطة الصالون مثل الأساتذة : حجاج الباي ، وفنجري التايه ، وسمير الفيل ، ومحمد العتر . وتتمثل أنشطة الصالون فيما يأتي :
صالون مِشخَص
* * *
المراجع والهوامش :
(1) Dictionnaire Moderne : Elias P.612 . Le caire 1973 .
(2) The Americam Heritage Dictioary p. 1086 (Boston u.s.a)
(3) مجدي وهبة : معجم مصطلحات الأدب 495 (مكتبة لبنان بيروت 1974 .
(4) انظر الأغاني للأصفهاني 30/3789 ـ 3827 (دار الشعب : القاهرة . د . ت ) .
(5(5) انظر هامش "العرف الطيب في شرح ديوان أبي الطيب لليازجي" 495 وما بعدها .
(6) انظر الأغاني 21/7388 .
(7) انظر رسالة الغفران للمعري 283 (تحقيق بنت الشاطئ ـ دار المعارف ـ القاهرة .
(8) انظر الأغاني 16/5922 ـ 5961 . وعمر رضا كحاله : أعلام النساء 2/202 ـ 224 .
(9) انظر : أعلام النساء السابق 5/287 ـ 290 . وشرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون لابن نباته المصري : صـ 8 ، صـ 287 ، (المكتبة التجارية . القاهرة 1950 ـ وعلى عبد العظيم في تقديمه لديوان ابن زيدون ، 29 ـ 32 (دار نهضة مصر 1977) .
(10) انظر : أنور الجندي : أضواء على الأدب العربي المعاصر 265 .font>
(11) انظر كحالة : أعلام النساء 5/159 .
(12) أنور الجندي السابق 266 .
(13) قد يرجع عدم نشره إلى أنه يصور معاناتها في مستشفى الأمراض النفسية والعقلية بالعصفورية بلبنان بعد أن أصيبت باكتئاب شديد إثر موت والدها ووالدتها عام 1930 . ثم جبران خليل جبران 1931 . وقد كانت تحبه على الغيب دون أن تراه ، وتواصلت بينهما المراسلات .
(1(14) صافيناز كاظم : صـ 9 من تقديمها لكتابي مي : باحثة البادية ، وعائشة التيمورية ـ وهما في غلاف واحد (دار الهلال القاهرة ـ يونيو 1999) .
(15) عن أميرة خواسك : رائدات الأدب النسائي في مصر 86 (الهيئة المصرية العامة للكتاب 2001) .
(16) لأنيس منصور كلام مفصل في طبيعة هذه العاطفة عند الرافعي . انظر : 515 ـ 516 من كتابه عاشوا في حياتي . (الهيئة المصرية 2002) .
(17) في صحبة العقاد 142 (مكتبة الأنجلو المصرية . القاهرة ـ 1964) .
(18) ارجع إلى : أنيس منصور : في صالون العقاد كانت لنا أيام 416 ـ 467 (دار الشروق ط 1 ـ القاهرة 1983) .
(19) أنور الجندي : مرجع سبق 167 .
(20) ارجع إلى كتاب على السفود ، والرافعي لم يكتب عليه اسمه صراحة .
(21) أميرة خواسك : مرجع سبق 88 .
(22) أنيس منصور : في صالون العقاد كانت لنا أfont>يام 140