حماية الآثار واجب وطني

ياسر زهير خليل

yas_zoh73@hotmail.com

في الأونة الأخيرة قرأنا كثيرآ عبر الأعلام عن عمليات ضبط لمواد وقطع أثرية وتراثية هنا وهناك قامت بها شرطة السياحة والآثار  وتعود هذه القطع للعصور البيزنطية أوالرومانية أواليونانية وغيرها0

هنا نذكر أن إسرائيل لم تألوا جهدا في محاولة لطمس الآثار التي تؤكد على أحقية الشعب الفلسطيني بأرضهم حيث لم تكتف اسرائيل بسرقة الارض وقتل الفلسطيني وتهجيره عن ارضه, بل وتسعى جاهدة الى تهويد الهويه الفلسطينية وطمس معالمها 0

فكثير من المواقع الأثرية التي دمرتها إسرائيل وكثير من القطع والمواد الأثرية  التي  اكتشفها علماء آثار إسرائليين  أوقاموا بسرقتها أو شرائها ونسبها لهم وضمها لمتاحفهم ومصيبة المصائب أن يكون  جماعات  وعصابات  وأفراد تم كشفها وإلقاء القبض على بعضهم تمارس الجريمة الكبيرة  وتقوم بالتنقيب عن القطع الاثريه،  لبيعها للأسرائيليين  بأسعار زهيدة0

في حين نسمع أن الأسرائيليين  يقومون بشراء وسرقة حجارة قديمة لبيوت تراثية التي تهدمت بفعل الزمن ولا يقدر الناس أهميتها. ويستغل الإسرائيليون عدم معرفتهم بأهمية مثل هذه الحجارة وشرائها  لإعادة نصبها وبناءها في بيوتهم ويشترون المعاصر القديمة ويقومون بإعادة نصبها في منازلهم وحدائقهم عدا عن ذلك قطع العملة القديمة والقطع الفخارية والتماثيل الذين يزينون بها منازلهم  ويشترون ويسرقون أشجار الزيتون الرومي القديمة  المعمرة والتي تعود للعهد الروماني في فلسطين والتي تحمل تاريخنا كله لزراعتها أمام فيلات  المستوطنين، حيث قال لي صديق أنه شاهد على الانترنت منزلا فاخرا في إحدى المستوطنات وأمامه أشجار زيتون فلسطينية رومية ، وكأن عمر المنزل من عمر هذه الشجرة.

نشير هنا الآثار في فلسطين ثروة وطنيه مهمة، تبرز أهمية فلسطين التاريخية والحضارية والأثرية وفيها من القطع الأثريه مايعود الى الاف السنين وخصوصآ أن  فلسطين مهد الديانات والحضارات فمن الواجب علينا كفلسطينين  العمل على حماية تلك الثروة بشتى الطرق وهنا لابد من وقفة جادة للجميع  للحد من هذه الممارسات الخطيرة والمتاجرة بهذه الثروة الكبيرة.

إن تجاهل  القيمة المعنويه التي تعنيها هذه القطع  والمواد الأثرية والتفريط  بتراث  وتاريخ وطن ليست فقط جريمة، بل هي خيانه واضحة للوطن وعلى الجميع تركيز الجهود لوقف هذه الظاهرة وملاحقة التجار وإيقاع أقصى العقوبة بحفهم من جهة وتوعية المجتمع بأهمية التراث الحضاري والتعامل معه كتاريخ لنا من جهة أخرى وهنا يجب العمل على خطة إعلامية للتوعية بأهمية الحفاظ على الآثار يشارك بها الأعلاميون والكتاب والمثقفيين ووسائل الأعلام  والمؤسسات والوزرات والفصائل والمواطن ، وتكثيف التوعية بأهميتها والعمل على إقامة المتاحف والأهتمام بهذا الجانب  الذي يعتبر جانب توثيقي مهم وتشجيع المواطن لزيارة هذه المتاحف  والتعريف باهمية الاثار في فلسطين وضرورة المحافظة عليها.

حماية المواقع الاثرية هي مسؤولية كل مواطن ، لديه غيرة على وطنه وحماية الاثار واجب وطني لانها متعلقة بتاريخ أمة وحضارة شعب يحاول الاحتلال طمسها.

أخيرآ وليس آخرآ تعتبر فلسطين من أكثر المناطق التي تتعرض لسرقة الآثار وذلك لأهميتها الدينية والتاريخية.