لا سبب يسوّغ إيذاء الآخرين ، دون حقّ
لا سبب، لدى العقلاء، أصحاب الخلق الكريم،
يسوّغ إيذاء الآخرين ، دون حقّ!
عبد الله القحطاني
الحديث ، هنا ، عن العقلاء ، الذين يدركون معاني تصرّفاتهم ، وأهدافها ، وما فيها من خطأ وصواب .. ونتائجها المترتّبة عليها ، من نفع وضرر للآخرين .. أمّا المجانين ، وأصحاب البلاهة الشديدة ، والحمق الشديد .. فغير معنيّين بهذا الكلام !
أنواع الأذى كثيرة ، وأسبابه كثيرة ، وتسويغاته كثيرة :
1) من أنواعه :
· شتم الناس ، في حضورهم ، وفي غيابهم .. وسرقة أموالهم .. ونهبها ، وقذف أعراضهم ، والاعتداء عليها ، واتّهامهم بما ليس فيهم ، من صفات السوء ، والافتراء عليهم بمزاعم كاذبة ، والتكبّر ، أو التعالي ، عليهم ، في الكلام ، أو في الكتابة ، أو في النظر، أو في حركات الجسم والرأس والوجه !
· التحدّث نيابة عنهم ، دون تفويض منهم .. ونسبة أقكار، أو مبادئ ، أو عقائد .. إليهم ، هم منها براء !
· جرّهم إلى مزالق مهلكة : سياسية ، أو أمنية ، أو اقتصادية ، أو رياضية ..!
2) من أسبابه :
· الفصاحة ، والفهلوة ، وخفّة الدم .. وهذه تمارَس في حالات معيّنة ، من حالات الإيذاء الفردي !
· الطمع ، والحسد ، والخبث .. وهذه تمارس في حالات أخرى ، من حالات الإيذاء الفردي !
· الاجتهادات العبثية ، المرتجلة ، غير المحسوبة .. وهذه تمارس في حالات معيّنة ، من الإيذاء الفردي ، أو الجماعي !
· المتاجرة على أكتاف العباد ، في أسواق المزايدات ، الاقتصادية ، أو السياسية .. للحصول على مكاسب ، مادّية ، أو معنوية .. وهذه تمارس في حالات معينة !
· الإخلال بالعهود والمواثيق ، والاتّفاقات المبرمة مع الآخرين .. وهذا يمارس في حالات معيّنة !
3) التسويغات : التسويغات كثيرة ، بالطبع ! ويستطيع كل مؤذٍ ، إيجاد مسوّغ ، أو أكثر، لسلوكه الذي يؤذي به العباد ! بعض هذه المسوّغات ، يستند إلى مصالح خاصّة ، وبعضها يتذرّع به ، للدفاع عن مصلحة عامّة ! وربّما زعم بعضهم ، أنه يتقرّب إلى الله ، بإلحاق الأذى ببعض عباده .. بناء على اجتهادات معيّنة ، لا يقرّها إلاّ صاحبها ! وسبحان القائل : ( بلْ الإنسان على نفسه بَصيرَة . ولو ألقى معاذيرَه ) .