مقامات سياسية 7

إيمان رمزي بدران

[email protected]

عضو رابطة أدباء بيت المقدس

عصر الحرية !

أمسكْ بالطبلة والمزمار ، جمِّع للرقص السُّمار ،،ماذا يجري ؟ لا أحد يدري! دخل الحاكمُ أرض الزفة ! والمزمار يدندن عزفَه ! "فدائي ... فدائي " سأحيا فدائي !

  أنهى المزمار على عجلٍ ، والكل ترقَّبَ في وجلٍ ! بدأ الحاكمُ خطبَتَهُ ، ويهزُ السامعُ لحيَتَهُ ! يحيا مولانا الحاكم! يحيا مولانا الحاكم ! ما أن ينطق مولاهُ إلا ولقد وافاهُ ، إما بهتافٍ رنانٍ ، أو شعر أو بعضَ بيانٍ !

والحاكم قد صال وجال : لم يترك للقول مجال ! هو يبدع في كل مجال : في العلم يُعلِّمُ حامِلَهُ، فِي الدين يلقبُ حاميَهُ ، حتى في الرقصِ والاستهبال ! ملك في لحن الدِّحية ! وفنون الرقص الشعبية ! ويغني "علي الكوفية" ويهز الكتف "بحنية" ! .

حاكمنا رجلٌ مفضال ! ينجز في كل الأحوال،  يعلن انجازات تترى ، جعل أنوف العاذل حرى! أنشأ أجواءَ الحرية ، وحماها باسم الوطنية ! جعل بكل مكان عينا ، عبَّنه لا يغمضُ جفنا ! من يتعدى أو يتمادى ، لن يتركَه أو يرحمَه ، بل لذئابٍ سيسَلِّمه ،  هذا إن نجَّاهُ المولى ، من موتٍ كانَ به أولى !

حاكمنا أنهى خطبته ، انتظر ليهني حفلّتَه ، سأل الجمعَ بكل رَواح : هل فيكم رجلٌ صدّاح ؟  قام يمين الجمع غلام ، ألقى قبل القول سلاما : هل أتكلم؟ قال وتمتم  : قال الحاكم :قف وتقدم . قال : ماذا عن قدس الأقداس ؟ وهجوم القوم الأنجاس ؟ وكلاب تهزأ بالناس ؟ ـ الحاكم يشعر بنعاس ـ :

 هات مهِمَّك يا ابن الناس ! 

ويعاود نفس الأقوال: يا مولاي ماذا عن قدس الأقداس ؟

: هات مهِِمَّك يا ابن الناس !

: صاح ويدفعه الإحساس : بعض حماسٍ ـ يا مولاي ـ بعضَ حماس!

هاج الناس ، ضج الناس، قيل نعوذ برب الناس ،  هذا الوسواس الخناس، قال حماس !

أسرع بالقيد الحراس، قفزوا من فوق المتراس :

هيا .... هيا

قم معنا يا ابن الأرجاس!