الإخوان المسلمون مع شعب فلسطين كله

عبد الله القحطاني

.. ويرضون له مايرضاه لنفسه ..

وليسوا أوصياء عليه ، ولا على فريق منه !

عبد الله القحطاني

هذا مبدأ ، أعلنه الإخوان السوريون ، من سنوات عدّة ! انطلاقاً من نظرتهم المبدئية ، إلى القضية الفلسطينية ، بأبعادها المختلفة : العقدي منها ، والسياسي ، والتاريخي ، والإنساني..! وما نعلم أن أحداً نقضه ، حتّى اليوم ! كما لانعلم أن الإخوان المسلمين ، في أنحاء العالم ، بعيدون عنه ! وبناء عليه ، يمكن أن نقول ما يلي :

 *  ثمّة أسئلة كثيرة ، تطرح نفسها ، عند الحديث عن المسألة الفلسطينية..هي تطرح نفسها !  وثمّة أسئلة أخرى ، تحتاج إلى من يطرحها ، بصورة دقيقة ، وواضحة ، وحاسمة .. ليجيب عليها من يشاء ، إجابات واضحة محدّدة !

·   ثمّة أسئلة يطرحها الشعب الفلسطيني ، على نفسه .. وأخرى يطرحها على الآخرين ! وثمّة أسئلة يطرحها الآخرون ، على الشعب الفلسطيني .. وأخرى يطرحونها على الآخرين ، المهتمّين بالقضية الفلسطينية !

·   من الأسئلة ، ما يتعلّق بمنهج التفكير ، العامّ منه ، والسياسي.. ومنها ما يتعلّق بالواقع،  وما فيه من خطأ وصواب ، وحقّ وباطل ، وضروريّات ، وحاجيّات ، وكماليّات !

·   من الأسئلة المطروحة ، على سبيل المثال ، سواء منها ، تلك التي تطرح نفسها ، أو تلك التي يطرحها الآخرون ، أياً كانوا :

-  ماذا يعني الوقوف إلى جانب فصيل واحد ، من فصائل الشعب الفلسطيني ، سواء أكان حماس ، أم غيرها .. ماذا يعني هذا الوقوف ، على أرض الواقع !؟ وما نتائجه المتوقّعة ، على أرض الواقع ؛ واقع الشعب الفلسطيني ، ووااقع القضية الفلسطينية .. بصرف النظر عن التمايز، بين الرؤى والاجتهادات الفلسطينية ، حول قضايا الصراع ، المسلّح منه والسلمي .. وبصرف النظر عن الموقف من الصهاينة ، وطرائق التعامل معهم !؟ نقول : ماذا يعني الوقوف إلى جانب فصيل فلسطيني واحد ، ودعمه بالكلام ، وحده ، أو بأشياء أخرى ، غير الكلام ..!؟ هل يعني أن هذا الفصيل ، وحده ، هو المؤهّل ، لتحقيق الطموح الفلسطيني ، في استرداد حقوقه المسلوبة !؟ وهو القادر، وحده ، على استرداد هذه الحقوق ، أو يمكن أن يكون قادراً ، وحدَه ، لو تلقّى دعماً ، من سائر البشر.. على تحقيق الأهداف الفلسطينية ؛ وبناء على هذا يمكن حلّ التناقض المأساوي ، القائم عبر الانقسام داخل البيت الفلسطيني .. بإعدام الأطراف الفلسطينية الأخرى ، المناوئة للفريق المؤهّل ، وحده ، لتحقيق الأهداف !؟

-  إذا كانت مؤازرة فريق فلسطيني واحد ، لا تؤدّي الى الهدف الفلسطيني المطلوب .. وذلك ، بناءً على حسابات دقيقة ، على أرض الواقع .. فما النتيجة المتوقّعة لهذه المؤازرة ، على الأرض .. حين يَقوى ، فريق بمناصرة أطراف معيّنة .. وفريق آخر، بمناصرة أطراف أخرى !؟ هل يعني هذا ، تقوية شعب فلسطين ، كله ؛ بتقوية أطرافه المتنازعة.. أم يعني ، عملياً ، جرّه إلى التقسيم ،  وترسيخ التقسيم على الأرض !؟

-  إذا كانت بعض الأطراف غير الفلسطينية ، المحيطة بفلسطين ، والبعيدة عنها.. لها مصالح معيّنة ، في مناصرة بعص الأطراف الفلسطينية ، ضدّ بعضها الآخر، سواء أكانت هذه المصالح مادّية أم غير مادية ، مباشرة أم غير مباشرة، قريبة أم بعيدة .. وإذا كانت للفصائل الفلسطينية المتنازعة ، مصالح في التحالف مع الأطراف الأخرى ، التي تدعم كل فريق منها ، ضدّ الآخر.. فمَن يوظِّف مَن !؟ الفصيل الفلسطيني يوظّف غير الفلسطيني ، في مصارعة خصمه الفلسطيني .. أم الفريق الآخرغير الفلسطيني ، هو الذي يوظّف الفلسطيني ضدّ أخيه الفلسطيني الآخر!؟ مع التأكيد ، بالطبع ، على أن التوظيف ، في السياسة،  أمر مشروع ، ولا بدّ منه ، لأيّ سياسي جادّ ، يسعى إلى تحقيق أهدافه .. بصرف النظر عن صحّة أهدافه ، وعدم صحّتها .. في نظره ، وأنظار الآخرين .. وبصرف النظرعن سلامة نيّاته ، أو فسادها !

-      بناءً على ما تقدّم ، تُطرح الأسئلة التالية ، على سبيل المثال :

1) هل الأطراف الخارجية ، التي تدعم حماس ، وحدها ، في مواجهة الأطراف الفلسطينية الآخرى ، الموجودة على الساحة .. هل هذه الأطراف تريد الخير للقضية الفلسطينية ، حقاً .. أو الخير لحماس ، نفسها .. أم أن دعمها لحماس ، هو نوع من التوظيف السياسي والإعلامي ، للمتاجرة به في أسواق السياسة ، العربية والإسلامية والدولية .. وكسب تعاطف الشعوب ، المتعلّقة بفلسطين ، قلوباً ، وعقولاً ، وأبصاراً .. ثم ليس مهمّاً ، بعد ذلك ، أتحقّقت أهداف الشعب الفلسطيني ، أم غرقت في بحار الوهم ، أو بحار الدم !؟ وفي المقابل : مَن يدعم الفصائل الفلسطينية الأخرى ، ضدّ حماس ، تُطرح بشأنه ، وشأن نيّاته وأهدافه ، الأسئلة نفسها !

2) هل الذين يدعمون حماس ، هم ، جميعاً ، أشرف نفوساً ، وأنبل أخلاقاً ، بالضرورة ، من أولئل الذين يدعمون الفصائل الأخرى .. وذلك على ضوء ما تقدّم ، من إشارة إلى واقع الأرض ، وواقع مايجري عليها ، من ترسيخ للفرقة والانقسام !؟ أم أن الذين يدعمون الفصائل الأخرى ، هم أنبل وأكرم ، وأكثر حرصاً على فلسطين ، وشعبها ، وقضيّتها !؟

3) هل يستحقّ الذين يدعمون حماس ، مثلاً ، أن يمجَّدوا ، حتى يصبحوا أنصاف آلهة أوثان .. ويسبَّح بحمدهم ، صباحَ مساء ، وتنشَر لهم الدعايات ، بأنهم الأبطال الميامين ، المحرّرون ، الممانعون .. مهما كانت حقيقة الكثيرين منهم ، ومهما كانت مواقفهم الفعلية ، تجاه فلسطين وشعبها ..!  بينما الآخرون ، الداعمون للفصائل الآخرى ، متخاذلون ، مستسلمون ، منبطحون ، غارقون في دوّامة المشروعات الاستعمارية !؟ وهل يستحقّ الداعمون للفصائل الأخرى ، التمجيد؛ بأنهم ساسة نبلاء ، واقعيّون ، حريصون على تحصيل الحقوق الفلسطينية ، بالنضال السلمي الدؤوب ، والضغط على الكيان الصهيوني ، بشتّى الوسائل والسبل ، ل ( مَنح !) الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة !؟

4) ثمّة أسئلة أخرى ، كثيرة .. يستطيع أن يطرحها ، كل ناظر في المسألة الفلسطينية ، بعمق ، في واقعها الراهن ، على ضوء قنديل واحد ، هو المصالح الفلسطينية الحقيقية ، على الآرض .. سواء أكانت هذه المصالح ، قريبة أم بعيدة .. بصرف النظرعن الشعارات ، والمزايدات ، وتوظيفات التجّار: تجّار الشعارات ، وتجّار الدماء ، وتجار المشاعر المفتعلة الزائفة !