نظام الحكم الصالح يعارضه الفاسدون
نظام الحكم الصالح يعارضه الفاسدون،
أمّا النظام الفاسد فيعارضه الصالحون والفاسدون!
عبد الله القحطاني
· معارضة الفاسدين ، لنظام الحكم الصالح ، معروفة ، فيما نحسب .. وما نراها بحاجة إلى شرح أو تفصيل !
· و معارضة الصالحين ، للحكم الفاسد ، معروفة ، كذلك .. ما نحسبها تحتاج إلى شرح أو تفصيل !
· السؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن هو : لمَ يعارض الفاسدون ، الحكم الفاسد .. وهم معه من طينة واحدة !؟
· الإجابة على ذلك ، قد لا تخلو من بعض الطرافة ، في بعض وجوهها ، وبعض تفصيلاتها :
ـ الفساد أنواعه كثيرة جداً ، منها : فساد العقول ، وفساد النفوس ، وفساد الطباع .. ويدخل في ذلك ، كله: الجهل ، والحقد ، والطمع ، والحسد ، والدناءة ، والغدر، والمكر، والخيانة ، والغباء .. وغير ذلك من صفات السوء ، المتعارف عليها بين البشر!
ـ مواقع الفاسدين كثيرة ، في أيّ مجتمع ، منها ما هو في السلطة ، ومنها ماهو في المعارضة ، ومنها ماهو في الطبقات الشعبية المتفاوتة : اجتماعياً ، وثقافياً ، وعلمياً ، واقتصادياً .. ونحو ذلك !
ـ الفاسدون : يحسد بعضهم بعضاً ، على المناصب .. ويتنافسون فيما بينهم ، عليها ! لذا ، يندر أن يُرى فاسد واحد ، يقرّ لمثله بسلطة يسرقها ، أو يغتصبها .. أو بثروة ينهبها ، أو ينتزعها ، على شكل رشاوى ، ونحو ذلك ! حتى لو كان الفاسدان ، كلاهما ، من مدرسة واحدة ، في النضال السياسي ، أو الحزبي ، أو غيرذلك ! لذا ؛ فالقاسد (المحروم!) من أيّ مكسب غير شرعي ، هو معارض ، بالضرورة ، للفاسد(المحظوظ!) الحاصل على المكاسب غير المشروعة ! وهو متآمر عليه ، حكماً ( بالقوّة أو بالفعل .. على حدّ قول الفلاسفة !). والطريف ، أن الفاسد الذي في السلطة ، يدرك ، يقيناً ، هذه الحقيقة ، ويدرك أن نظراءه في الفساد ، هم أشدّ خطراً عليه ، من الآخرين ، الذين لديهم بعض الصلاح ، الذي يضبط سلوكاتهم .. أو بعض المروءات ، التي تردعهم عن بعض السقوط ، والتدنّي ، والإجرام !