خطاب البشير من منظور لغة الجسد
سحر الدباغ
خبيرة دولية بالاشارات وتحليل لغة الجسد
http://saharaldabbagh.blogspot.com
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَاموسى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} [طه:17]
وقال القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن (تعرض قوم لتعديد منافع العصا منهم ابن عباس- رضي الله عنه حيث قال عن العصا ، إذا انتهيت إلى رأس بئر فقصر الرشا وصلته بالعصا، وإذا أصابني حر الشمس غرزتها في الأرض وألقيت عليها ما يظلني ، وإذا خفت شيئا من هوام الأرض قتلته بها ، وإذا مشيت ألقيتها على عاتقي وعلقت عليها القوس والكنانة والمخلاة وأقاتل بها السباع عن الغنم. وروى عنه ميمون بن مهران قال: إمساك العصا سنة للأنبياء، وعلامة للمؤمن وقال الحسن البصري فيها ست خصال : سنة للأنبياء ،زينة الصلحاء،وسلاح على الأعداء، وعون للضعفاء، وغم المنافقين، وزيادة في الطاعات ويقال: إذا كان مع المؤمن العصا يهرب منه الشيطان، ويخشع منه المنافق والفاجر، وتكون قبلته إذا صلى وقوة إذا أعيا ، ولقي الحجاج أعرابيا فقال: من أين أقبلت يا أعرابي؟ قال: من البادية. قال: وما في يدك؟ قال: عصاي: أركزها لصلاتي، وأعدها لعداتي، وأسوق بها دابتي، وأقوى بها على سفري، وأعتمد بها في مشيتي لتتسع خطوتي، وأثب بها النهر، وتؤمنني من العثر، وألقي عليها كسائي فيقيني الحر، ويدفئني من القر، وتدني إلي ما بعد مني، وهي محمل سفرتي، وعلاقة إداوتي، أعصي بها عند الضراب، وأقرع بها الأبواب، وأتقي بها عقور الكلاب؛ وتنوب عن الرمح في الطعان؛ وعن السيف عند منازلة الأقران؛ ورثتها عن أبي، وأورثها بعدي ابني، وأهش بها على غنمي، ولي فيها مآرب أخرى، كثيرة لا تحصى ، هذه مقدمة أحببت أن أوردها قبل الشروع بالتحليل للخطاب الثوري للبشير في دارفور كون هذا الخطاب استفـز علمي وأرجعني بقوة للكتابه بعد ان تسببت رسائل التهديد المتوالية بكسر مزاجي ورغبتي في الكتابة والتحليل
تعبيرات الوجه
عضلات الوجه الممتدة بين الحاجب والعين كانت في انبساط غريب رغم عصبية الخطاب وثوريته وناريته مما يدل على الثقة بالنفس ولم تكن علامات الخوف بادية ولا الريبة فالعضلات الثلاثية ورباعية الأطراف في الذقن وحول الأنف كانت تعرف استرخاء وربما يعود الأمر إلى اطمئنان البشير الى عدم اهمية تلك الوثيقة
حركة العينين والحاجبين و اتجاه وطريقة النظر
لم ينتاب البشير أي علامة من علامات الشرود وهذا دليل على إحساسه بأهمية الخطاب وعدم اكتراثه لعواقب وخيمة محتملة جراء تلك الوثيقة ، وكانت زوايا النظر حادة ومستقيمة دليل الثقة ودليل القوة
حركة ووضع اليدين والكفين
الحركة الدؤوبة ليدي البشير كانت تخفي الكثير فهي تقول للخصوم ان هناك من الامور كثير ستكشف يغلب عليها الوعيد والتهديد والاستعداد للمجابه اما حركة العصا فهي حركة لها دلائل كثير فاستخدام الأشياء متعددة الاستخدام في موقف بعينها يعطي تفسيرات عميقة فهو يرسل رسالة لا شعورية ان هذه ارضي وهؤلاء شعبي ومستعد لعمل أي شيء في سبيل ان نعيش كما تريد والرقص في أوقات الأزمات يعطي دلائل القوة اذا كانت الرقصات رقصات حرب ولم التقط أي أشارة تدل على الشرود او الارتباك
حركة ووضع الرأس
حركة الرأس كانت عفويه وطبيعية ولو أنها اتخذت شكلا تصاعدي اهتزازي قد تكون نتيجة العصبية أثناء تلويح البشير بالعصا
حركة ووضع الشفاه والفم واللسان
ربما كان البشير يعاني من اضطرابات في الهضم او قرحه كونه حركة الشفاه كانت تشير الى وجود خلل معوي وخروج اللسان في حال العصبية دليل التقدم بالعمر او التعب والارهاق وركن كان لغة الجسد الخاصة بالبشير اكثر قوة من ان يلاحظ عامة الناس مقدار التعب والارهاق وهي علامات يشترك فيها الساسة بسبب اعباء الحكم
تحليل الصورة والصوت
اخترت هذا الجزء من احد خطابات البشير وذلك لان فيه صدق كثير وفيه محاولة للوصول الى القلوب طريقة مسكه للعصا والارتداد الصوتي اثناء التحدث عن المشاريع كان صادقا وكان فيه من البعد ألتلاحمي الشيء الكثير ، ربما استفزني في خطاب البشير هو كمية الصدق التي في الخطاب ربما كان الرجل قد ارتكب بعض الاخطاء في علاج ملف دارفور وتلك سمة تكاد تكون موجودة في طريقة الحكم في أي دولة واي مجتمع لكن ان تكون تلك الاخطاء او الهفوات الحل لدفع ضرر اكبر فتلك افضل بكثير من تدمير البلاد وتشريد العباد ولكم في العراق ايه يا أولي الألباب.