لا للسلام مقابل رغيف الخبز

من فانتازيا الأدب الساخر

((مَن لم يفقه ولم يتذوق رسالة ومعاني الأدب الساخر فلا يلمنا))

تحسين أبو عاصي

– غزة فلسطين –

[email protected]

قال لصاحبه وهو يحاوره :

يا شيخ روح إنت مش واقعي ، بلا كيان بلا هوية بلا أرض ، بلا وطن بلا كرامة بلا هَم ، بلا ما يحزنون . إحنا في عصر الوِنجز والدولار والفلوس والرفاهية وشمة الهوا ، رُوحو شوفو السويد وألمانيا وفرنسا والعالم الحر ، يا امقملين ، وروحو اتعلموا قبل ما تحكو عن الوطن والكرامة ، العالم تغير واللي مات مات ، واللي وانجرح وهاجر وانخرب بيته راحت عليه ، والشاطر ابن يومه وابن وقته ، اليوم عصر أمريكا ، عصر الذرة ، عصر الفضاء والصواريخ عصر العولمة ، مش عصر التحجر والتخلف والجهل وتياسة الراس والعمى .

وبدي أشوف مين رح ينجح خطك السياسي العدمي ، ولا خطي أنا المتنور والمنفتح ، أنا في ضهري أمريكا ، ومدعوم من الرباعية الدولية ، وتؤيدني كل دول العالم بما فيها العرب والمسلمون ، كلكم فشلتم وما قدمتم لنا حاجة ، وان كنا نحن اليوم بنفهم خلينا أن أيد نتنياهو في خطة السلام الاقتصادي ، يا عمي اتركونا نعيش ما بدنا انموت ، روحو موتو لحالكم ، بدنا نبني ونتعلم ونتزوج ، ونكسب ونسافر ونطلع وننزل ، ونرقص ونلعب ونفرح، إسرائيل ما بتيجي بالقوة ، اسرائيل بدها لمحايلة ، حتى لو تراجع الكثير من قادة إسرائيل عن مواقفهم وتصريحاتهم القديمة لصالح طرحكم وخطكم السياسي ، وما اتسمعني مصطلحاتكم والتي أكل عليها الزمن وشرب ، من ثورة وتحرير وسياسة ، واحتلال ومقاومة ومستمرات وإرادة ، واحذر أن تصفني بأني مفرط وخائن وجبان ، حتى لا أصفك بأنك تنفذ أجندة خارجية ، وأنك رهنت شعبك وقضيتك بمصالح إقليمية ، وانك لا تملك أدنى رؤية سياسية ، وأنك ... وأنك ... وأنك ... وألف أنك ... إن بِدّك كمان أنك بأعطيك ... لأني قلبي ملان منك ومن أنّاتك ، وبلا بيت فلسطيني بلا بيت بطيخي ، وها هم يجتمعون في القاهرة للمصالحة ، وسوف نرى ماذا سيفعلون يا جدع ، وبالمشمش إن بيصطلحو ، وإن اصطلحوا رح أحك ........... بالحيط ، ونذرا مني لأمشي في الشارع حافي عريان بلبوص ، متل ما جَبَتني إمي من دارنا لداركم ، وإن متت وما وفيت النذر بيوفوه اولادي من بعدي ، وايش بدك في وجع الراس وخلينا الآن نحضر أنا وأنت فيلما من إنتاج فلسطيني ؛ لنوقظ الحسّ الوطني ولو قليلا ، ولا تفهم من قصدي أنني ألحَسَ الوطني ، فالوطني مثلي لا يلحَس ولا يُلْحَسْ ، ولكنه يُلَحَّسَ تلحيساً فنياً بكفاءة وخبرة عاليتين ، ولاّ إيش يا عمي بتفكر إنت الدنيا اليوم ، لِحكاية مش سبهلله ، أنا طول عمري ابن عز ودلال مش ابن تعب وشقا متلك    .

ومن على مسرح (قصر الثقافة)  فيلم (المر والرمان) الذي حصد خمس جوائز دولية حتى الآن واعتبره بعض النقاد بداية لتشكل معالم السينما الفلسطينية  ، فعاشت السينما الفلسطينية ، ردّدوا معي : عاش ... عاش ... عاش ... ، مضمون الفيلم يدور حول زوجة أسير فلسطيني لدى الاحتلال يعتقل زوجها بعد وقت قصير من زفافها إليه ، لتعيش بعد ذلك في صراع داخلي يؤدي بها إلى العودة لاستئناف تدريبات الرقص الشعبي ، بعد تجديد اعتقال زوجها ، ثم تنشأ بينها وبين المدرب الجديد للفرقة علاقة عاطفية . هَيْ الأفلام الوطنية ولا بلاش .

رقّصني يا ولد .... دلعني يا جدع .... وعاشت فلسطين عربية حرة ، وهيك الأبطال ولا بلاش .

رد عليه صاحبه : والله يكفيني أعيش يوماً واحداً بشرفي وكرامتي ، يا ناس هوّ أنا أكم موته بدي أموت ؟ طيب ما أموت موتة شريفة تكون عبرة ودرس لأولادي وذريتي من بعدي ، ومش غلط صدقوني عندما نكون أنا وأنت جسرا ، يعبر عليه أبناؤنا ؛ ليعيشوا بأمن وكرامة ، مش هيك الصحيح ولاّ ...لا . طيب خلينا يبقى نحكي الصحيح ونمشي عليه ، لأنه والله يا حبايبي ، ما بتنفعنا أمام كرامتنا وعزتنا لا وظيفة ولا سلطة ، ولا شهادة ولا مال ولا ما يحزنون ، وهِيَّ الكرامة إلها ثمن ؟ . فلقد مات نيرون وبقيت روما .