القراءة في حياة المسلمين

سحر رجب

ماجستير صحة نفسية واستشارات

[email protected]

كما يعلم كل مسلم فإن أول آية..في القرآن هي:"اقرأ بسم ربك..الأكرم...."

لذا فإن أمة  الإسلام هي امة القراءة.. والبحث والاطلاع –كما هو مفترض-.

لكن ما يجري في الواقع لا ينسجم مع هذا التوجيه –للأسف-

فمثلا من  واقع تجربتي مع أبنائي لاحظت  عزوفهم  عن القراءة بشكل كبير ، ولا أخفيكم أن هذا العزوف أشغلني كثيراً وجعلني أفكر كيف أجعلهم يستمتعوا بالقراءة ويستفيدوا منها ؟

كيف أجعلها تشغل حيزاً ولو صغيرا من وقتهم ؟

فكرت..وأطلت التفكير.. فهداني تفكيري الى فكرة وهي:أن أجعل من القراءة لعبة مسلية-وهذا أسلوب متبع في النهج التربوي لتعليم الأطفال خاصة..ويمكن الاستفادة منه للكبار أيضا..

لذا اقترحت عليهم يوماً - ونحن في جلسة صفاء أسري كما أحب أن أسميها- أن نجري مسابقة في قراءة الكتب وفق التالي:

كل واحد منا يقرأ  كتابا ما –يختاره بنفسه- في فترة زمنية محددة، ثم يكتب عن الأفكار التي استفاد منها بأسلوب محدد وواضح.

في البداية لم يوافقني أحد !!

فحاولت أن أكون المبادرة.. فأخذت كتابا متوسط الحجم. قرأته بتركيز أعانني على تحديد العناصر التي شعرت باني أفدت منها..

وفي جلسة الصفاء التالية  للأسرة، قررت أن أخبرهم عن الكتاب وما استفدتة  منه ،،

فسرى الحماس في نفوسهم.. وبادر كل واحد منهم الى تقليدي فيما قمت به..فقرأ كل واحد كتابا ولخص النقاط التي ظن انها مفيدة..وبذلك بدأت بذرة حب المطالعة تنتش في نفوسهم..وآمل انها ستنمو وتكبر ..

وعندما جاء دوري في نقل ما استفدت من قراءتي لهم .. أخرجت لهم ورقة وبدأت أرسم لهم خريطة ذهنية وضعت فيها كل ما استفدتة ،،،وكنت قد تعلمت هذه الطريقة من إحدى الدورات بإتقان..

 أعجب أولادي بما فعلت..

واقترحوا بعد ذلك أن يقرأ احد منهم كتابا ما ،ثم أقرؤه ،وأعلمهم كيف يحولوا الكتاب إلى خريطة ذهنية تعود عليهم بالفائدة، بعد ذلك في استرجاع معلومات  تفيدهم ..

بهذه الطريقة حولتهم إلى محبي للقراءة والاستفادة منها !!!

وطلبت منهم الاحتفاظ بخرائطهم الذهنية في ملف حتى يعودوا إليها بعد ذلك لمراجعة المعلومات المدونة كلما احتاجوا إليها..فأصبحت مصدرا يعينهم عند الحاجة دائما..!