صورة، من صور ابداعات المرأة السعودية

أحمد محمود القاسم

الكاتب والباحث/ أحمد محمود القاسم

[email protected]

هذه مجموعة صور، من صور ابداعات المرأة السعودية، والتي تشهد لها كفاءتها وقدرتها على التفوق، وإثبات الوجود والنجاح. وعليه يجب تغيير النظرة للمراة السعودية، بحيث تكون اكثر ايجابية، واعطائها الثقة اكثر من ذلك، وعدم التعامل معها على انها انسانة قاصرة، وتحتاج الى ولي امر او محرم، فالمراة السعودية، ما عادت كأيام العصور الوسطى، بل تطورت وتغيرت وتعلمت واصبحت نابغة عصرها وزمانها، وتثقفت، ونالت اعلى الشهادات العلمية، وتبوأت اعلى المناصب، وتسلمت ادارة الشركات والمصانع، واقتحمت سلم التعليم الجامعي والمجال الصحي والتجاري بتفوق رائع وعظيم، ونجحت المراة السعودية في كافة المجالات، من قيادة الطيارة الى قيادة السيارة، وفي ابحاث العلوم الجامعية وغيرها من العلوم، وعلى الرجل السعودي أن يثق بها وان يمنحها الثقة الكاملة بنفسها، بعد كل هذه النجاحات، وعلى الجهات المسؤولة، وصاحبة القرار، أن يتحلوا بالشجاعة الكافية، ويصدروا القرارات الخاصة بمعاملة النساء اسوة بمعاملة الرجال، بكل المجالات، مع مراعاة خصوصياتها الفسيولوجية كأنثى، تتحمل اعباء الحمل والولادة  والتي لا يتحملها الرجل. هذه نماذج عن مجالات ابداع المراة، وليست كلها، لنبين لمن يقول، ان النساء ناقصات عقل ودين، وانها خلقت من ضلع آدم الأعوج، وان الرجال قوامون على النساء، وان ثلثي النار من النساء، وان المراة والشيطان رضعا من ثدي واحد، واذا اجتمع المراة والرجل فثالثهم الشيطان وغيرها من الأقوال التي تنم عن سوء نية مبيتة، ضد المراة، بهدف تحطيمها ومحو شخصيتها، وتدمير نفسيتها وجعلها كالعجينة بيد الرجل، يشكلها ويلعب بها كما يشاء، من اجل التمتع بجسدها وانوثتها دون مراعاة لشخصيتها وكرامتها وعواطفها وإحساسها ومشاعرها، بدون وجه حق، ويتزوج عليها بدون سبب شرعي، او موضوعي، ويتركها وحيدة تعاني من ألم الوحدة، وحرقة الألم، بدون غذاء او كساء. لنقرأ هذه النماذج، لقدرات وكفاءة واصرار وبراعة المراة السعودية في شتى مجالات الحياة.

النموذج الأول:مصممة الأزياء العالمية زاكي بن عبود:

زاكي بن عبود، خريجة بكالوريس لغات، وتحمل ماجستير في الصحة النفسية، وتحضر الدكتوراه في الإقتصاد في جامعة الفاتيكان بروما بإيطاليا ...نالت شهادة فخرية من أقدم جامعة للفنون في العالم، من جامعة روما للفنون عام 2006م كما نالت شهادة فخرية في الفنون، من جامعة ميلانو للفنون بروما عام 2007م.

تقول زاكي بن عبود عن نفسها: (أنا إمرأة عربية حتى النخاع، أعتز بعروبتي، قادرة على تحدي العالم، لأن في داخلي شمعة لا تعرف إلا أن تنير الطريق نحو عالم الإبداع، في أروع تجلياته) ...لم تكتف زاكي بن عبود بالنبوغ الدراسي، حين كانت في أيام الدراسة، بل حتى موهبتها كانت في حالة توازن لا تهدأ، حيث في أغلب المعارض الدراسية، كانت تحقق الرتب الأولى، لم يمنعها كونها ولدت في أسرة متشددة إجتماعيا، من الحصول على حقوق الإنسان المتحضر، أكملت دراستها في علم الأزياء والموضة، في الجامعة الأمريكية بباريس، عاصمة الموضة والجمال، وبذلك كانت النواة الأولى لإفتتاح إيتيليه متخصص في الأزياء، في مدينة جدة، في المملكة العربية السعودية، الذي شهد مولد فنانة عالمية ...

تكتب زاكي القصيدة، وترسم اللوحة، وتهوى الغوص في أعماق البحار، ونالت رخصة الغوص، كما تهوى قيادة الطائرات الصغيرة، وتهوى البحر وتعشق السفر والترحال ...

تهوى الموسيقى وتحب السياسة، ودائما تردد: (نحن أمة ترفض العنف والإرهاب، ونرسم حضارة الإنسان، ونزرع الإبتسامة في قلوب البشر) ...تؤمن بالرأي والرأي الآخر، وفلسفة الحوار ومنطقها (لامستحيل أو حلم لا يتحقق) ...حصلت على أوسكار الأصبع الذهبي على خلفية مهرجان ويلا عام 2003م ... حصلت على لقب " أميرة الموضة العربية "  من غرفة الموضة الإيطالية، عن مجموعتها (حورية البحار 2006م) ... حصلت على  " أوسكار الشمس الذهبية " على خلفية مهرجان ميلانو الثقافي عن مجموعتها (الحب العذري 2007م) ... لقبت زاكي بن عبود " بالحورية " و " الأسطورة "  و " أميرة الموضة العربية "  ومنحت هذه الألقاب، من قبل غرفة الموضة الإيطالية، كما لقبتها الصحافة " بسفيرة الإبداع " ولقبت " بسفيرة الجمال والأناقة السعودية " من إتحاد سيدات الأعمال بجدة ... أطلقت وعرضت عدة مجموعات من تصاميمها في كل من المملكة العربية السعودية ولبنان وإيطاليا وفرنسا منها (الحب العذري) و (حورية البحار) و (الصحراء والخيل) وغيرها منذ 1996م ... " جاليري زاكي " تم إفتتاحه عام 2008م في جدة بالمملكة العربية السعودية، وهو معلم في منطقة الخليج العربي حيث يضم صالة عرض للفنون، لجميع أنواعها من (رسم وتصوير وموسيقى، كما يضم ورشة عمل تدريبيه لهواة الفنون بجميع أشكالها)...

النموذج الثاني:د. خولة الكريع، المتحصلة على جائزة التميز العلمي من جامعة هارفارد:

أفادت وكالة الأنباء السعودية أن  د‏.‏ خولة الكريع السعودية، الحائزة على جائزة التميز العلمي من جامعة هارفارد، تمكنت مع فريق طبي سعودي ترأسه، في مستشفي الملك فيصل التخصصي، ومركز الأبحاث في الرياض، من اكتشاف جين وراثي في الخلية، ربما يكون مسئولا عن نمو وتسارع الخلايا السرطانية، في سرطان الغدد اللمفاوية‏،‏ وتقول الوكالة، إن‏ هذا الاكتشاف، قد يؤدي إلي إبطال تأثير جين (اي. كي. تي) مخبريا المسبب بالنمو السرطاني في الغدد اللمفاوية‏.‏

قام الأطباء بتسجيل نشاط الجين وقدرته علي إعطاء الأوامر للخلايا بالتكاثر،‏ وتمكنوا من إيقاف نشاط الجين، بإدخال مركب كيميائي، حيث تبدأ الخلية خلال ‏24‏ ساعة، بالانكماش ثم الموت‏،‏ نتائج البحث، لاقت قبولا بين الأوساط العلمية، لأنها تفتح الأمل، أمام المرضي الذين لا يتجاوبون مع العلاج الكيميائي التقليدي‏ للسرطان اللمفاوي .

النموذج الثالث:العالمة السعودية الدكتورة حياة السندي:

الشابة السعودية، العالمة الدكتورة حياة سندي، هي رمز حي ومنير ومتألق، لصورة من صور ابداعات ونبوغ وتفوق المراة السعودية العظيمة والرائعة والمبدعة والخلاقة، حيث تمكنت هذه العالمة الشابة، من الحصول على الشهادة الأولى  مع مرتبة الشرف من جامعة ( كينجز كوليدج ) في بريطانيا، وما لبثت بعد جهد كبير جدا، وصعوبات وعراقيل لها اول وليس لها آخر، من ان تحصل على شهادة الدكتوراة من جامعة (كيمبردج) في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد درست حياة سندي الكيمياء الحيوية والمتعلقة بالأدوية واستعمالاتها وتاثيراتها على الأنسان، وما لبثت ان تمكنت من اختراع جهاز يستعمل في القياسات الدقيقة جدا كقياس مستوى سكر الدم وخلافه، مما اضطر وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) من طلبها للعمل معها قبل تخرجها وحصولها على درجة الدكتوراة،  بعقد عمل مغري جدا، الا انها رفضت ذلك لأسباب كثيرة جدا، أهمها تمسكها بالحصول اولا على شهادة الدكتوراة، وثانيا قناعاتها بأن من يرتبط مع (ناسا) لا يستطيع التخلص منها بسهولة، وغيرها من الأسباب التي لديها قناعة بها. وتقول حياة السندي، انها  ترفض استغلال علمها لأغراض تضر أيضا بالإنسانية أو تتعارض مع عقيدتها ومبادئها التي تربت عليها، وفي حوار خاص لها مع مجلة عربيات تقول العالمة السعودية الرائعة  :

(واصلت تفوقي إلى أن تخرجت من الثانوية العامة، بمعدل مرتفع " فمن تحصل على%98  من القسم العلمي بالمدرسة، تتجه مباشرة إلى كلية الطب، ولكني لم أتخلص من عادة التسلل إلى الكتب، فعندما كنت في سنة أولى طب، حصلت على كتب قريباتي في السنة الثالثة والرابعة، لأجد هناك ضالتي، فقد عشقت من كتبهم (علم الأدوية) (الفارما كولوجي) الذي شعرت أنه يقف وراء الاكتشافات، التي تخدم الإنسانية، ولسوء الحظ، لم أجد بجامعاتنا قسم يختص بتدريس هذا العلم، أما وقد اخترته كمجال تخصص، فلم يكن أمامي سوى إقناع أسرتي بالسفر لدراسته إلى لندن).

بعد دراستها في لندن وحصولها على الشهادة الأولى، تقول العالمة حياة، انها تحصلت على منحة لدراسة الدكتوراة من جامعة (كمبردج) في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد سافرت هناك فعلا، وقد لاقت صعوبات جمة من اول خطوة خطتها هناك، الا انها مع تصميمها واصرارها الكبيرين والعميقين، تمكنت من الأنتصار وتحقيق المعجزات  . وتتابع حديثها فتقول، لكنها في الأشهر الأولى وهي في الجامعة، وتحديداً في عام 1996م كانت تعمل على ابتكار جهاز لقياس أثر نوع من أنواع المبيدات الحشرية على الدماغ البشري، وحققت نتائج مبهرة، دفعتها لتقديم بحث لمؤتمر (جوردن) للبحوث في بوسطن، والذي يتناول الموجات الصوتية، وتم قبول بحثها، فأبلغت جامعتها بذلك، وقد حظيت ورقتها باهتمام وإعجاب بالغين، من نخبة العلماء الذين تواجدوا في المؤتمر، وتقول ان بحثها هذا، عرف بها وكالة (ناسا) الفضائية "

وتتابع  حياة السندي، ان  رسالتها في الدكتوراه، كانت عبارة عن دراسات متقدمة في أدوات القياس الكهرومغناطيسية والصوتية، وقد صنفها البروفيسور الذي ناقش رسالتها آنذاك، بأنها خمس رسائل، في رسالة واحدة، لأنها  ومن خلال تشعب دراساتها في مجالات علمية مختلفة، تطرقت إلى تخصصات عديدة.

تكمل حديثها الدكتورة حياة سندي عن جلسة المناقشة، فتقول: كان من المفترض أن تستغرق المناقشة ساعة ونصف الساعة فقط، إلا أنها استغرقت أربع ساعات كاملة، وبعد أربع ساعات من مناقشة رسالة الدكتوراة، استمعت إلى أجمل تهنئة في حياتي:

(مبروك، لقد فتحتِ يا حياة، نافذة جديدة للعلماء لفهم العلوم)، بعدها قلدني البروفيسور المشرف على الرسالة، وسام ثمين بكلمات التهنئة، عندها قلت لنفسي: هذه هي بداية المشوار الحقيقي والعطاء.

حقيقة، ان قصة وسيرة حياة الدكتورة حياة سندي حافلة بالتحدي؟؟؟ وكيف استطاعت هذه الشابة السعودية ان تحقق المعجزات وتتخطى كافة الصعوبات والمعوقات، لولا كفاءتها وقدرتها وتصميمها على عمل المستحيلات.

هذه نماذج فقط، اقدمها عن قدرة وكفاءة وعظمة المرأة السعودية، في شتى المجالات العلمية وخلافها، وهناك الآلاف من السعوديات العظيمات والرائعات، اللواتي تبوأن مناصب وطنية ودولية هامة، وآخرها نائبة وزير التربية والتعليم لشؤون البنات السيدة الفاضلة.

الدكتورة نورة الفايز، (مديرة فرع معهد الإدارة النسائي سابقا)، وكونها أول سعودية تشغل منصب نائبة وزير،  والدكتورة (آسيا الشيخ) اول سيدة سعودية ممثلة في منظمة العمل العربية، وهناك البروفيسورة السعودية (ثريا التركي) الأستاذة بالجامعة الأمريكية في القاهرة ، والحاصلة على شهادة بكالوريوس في الأدب العربي من (الجامعة الأمريكية في القاهرة وشهادة الماجستير في (الانثروبيولوجي)  من نفس الجامعة، ثم الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا في (بركلي) ، وعملت في التدريس بجامعة (هارفارد) الأمريكية، ثم أستاذة في جامعة (لوس أنجلوس) في كاليفورنيا، ثم أستاذة في جامعة (جورج واشنطن) في بنسلفانيا ، كما  عملت أستاذة في جامعة (الملك عبد العزيز) في جدة، وأيضا في جامعة (الملك سعود في الرياض)، ثم أستاذة جامعية في (جامعة لبنان) وأخيرا تعمل أستاذة في (الجامعة الأمريكية) في القاهرة.

هناك ايضا الدكتورة (رفيدة خاشقجي) عميدة قسم الطالبات بجامعة (الملك عبد العزيز) بجدة ،وهي رمز من الرموز النسائية السعودية والعربية، تعكس صورة المرأة المسلمة المثقفة، في عصر جديد، شعاره التطور والتحديث المستمر، في سبيل الارتقاء بالمجتمع الذي تعتلي فيه أعلى منصب نسائي، وتقف على قدر من المسؤولية في عمادة قسم الطالبات، بخبرتها والتي تظهر من خلال تعدد المهام التي تولت إدارتها، في مجال التعليم الحكومي والأهلي.

كذلك فان الاعلامية منى أبو سليمان..والتي تعتبر أول سعودية مرشحة لمنصب سفيرة النوايا الحسنة لهيئة الامم المتحدة.

ومشاعل الشميمري عمرها 22 عاما أول سعودية تلتحق بالعمل في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، وهي حاصلة على بكالوريوس الهندسة الفضائية من جامعة فلوريدا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد ترأست مشاعل الشميمري فريقا قام بصناعة صاروخ سلمي يرصد المعلومات من الأحوال الجوية.

ملاحظة: بعض المعلومات مستقاة من موقعي صحيفة عربيات والوطن على الشبكة العنكبوتية، ومواقع اخرى.

انتهى