أردوغان أخ لفلسطين، لم ينجبه عدنان ولا قحطان

عبد الله القحطاني

أردوغان أخ لفلسطين، لم ينجبه عدنان ولا قحطان!

عبد الله القحطاني

أردوغان حالة قائمة ، ماثلة أمام أعين العالم كله ! ليس حالة أسطورية ، ولا افتراضية ! كل ما يقوله ، ويفعله ، أمام سمع العالم وبصره ، واضح ، يراه السياسي وغيره ، والذكي وغيره ، والعربي والأعجمي ، على حدّ سواء !

  إنه حالة متعدّدة العناصر:

  * عنصر الأخوّة واضح فيها ، لا لبس فيه ! بعضهم يراها أخوّة دينية .. ويراها بعض آخر أخوّة إنسانية ؛ كما يحبّ أردوغان ، نفسه ، أن يصفها !

 * وعنصر السياسة الرشيدة ، الذكية المبدعة .. واضح فيها ، في حدود معينة ، يرى بعض الناس ، بعقولهم ، بعض هذه الحدود، ويتكهّن بعضهم ببعضها ، ويغيب بعضها عن الكثيرين! وهذا العنصر، هو مايحتاج الوقوف عنده طويلاً :

 ـ فقد يرى بعض المحلّلين ، من الساسة والإعلاميين .. أن أردوغان يغامر بمستقبله السياسي ، في التصدّي للأعمال الإجرامية الصهيونية ، عامّة .. ولما جرى في غزّة خاصّة ، ولما زيّفه بيريس ، رئيس الدولة الصهيونية ، في ممندى دافوس ، بشكل أخصّ ! ذلك أن اللوبي الصهيوني ، سيتحرك ضدّه ، في أمريكا ، فيحرك ضدّه ماكنتها السياسية والإعلامية ، وربّما الأمنية ، كذلك ! والماكنة الأمريكية ، تحرك معها ماكنات أخرى ، متشابكة مسنّناتها بمسنّناتها ، في أوروبا ، وفي غيرها !

ـ وقد يرى آخرون ، أن الرجل ، أردوغان ، أذكى من ذلك ، وأحصف ، وأدهى ! فهو يجيد حساب خطواته ، داخلياً وخارجياً ، وينزع فتائل التفجير المحتملة ، من كل قول يقوله ، أو سلوك يسلكه !

 ـ وقد يرى آخرون ، أن الرجل هو رجل حقيقي ، وحساباته ، كلها ، حسابات رجل شجاع، يمتلك الوعي والإرادة ، والنبل الإنساني .. سواء أنزع من كلامه وسلوكه ، فتائل التفجير  المؤذية له .. أم وضع صِمامات أمان ، في كل قول يقوله ، وكل سلوك يسلكه ! فالذين يحسبون مصالحهم كثر .. والذين يستفيدون من آراء أعوانهم ومستشاريهم ، في حساب قرارهم وسلوكهم ، كثر.. والذين يبتعدون في حساباتهم إلى ماوراء خطّ الأمان ، الفاصل بين الجبن والشجاعة ، وبين الحكمة و المغامرة.. كثر ، كذلك! لكن الشجاعة حالة نفسية خاصّة ، لايملكها إلاّ الرجال ، في الميدان السياسي ، والميدان الاجتماعي ، وفي كل ميدان من ميادين الحياة الإنسانية ! وهاهنا، تحديداً ، تبرز الفروق ، بين حسابات الشجعان ، وحسابات الجبناء،  وكل ذلك ، في المحصّلة ، حساب مصالح .. لكن , شتّان !

  كل ما يتمنّاه المرء ، في عالمنا العربي البائس ، ألاّ يظلّ أردوغان ، مجرّد نموذج للرجل الفذّ .. وأن يتحوّل إلى نمط ، يضمّ بين طيّاته نماذج كثيرة ، تركية وعربية .. ومن سائر الملل والنحل ، المندرجة في إطار الجنس البشري !

 وربّما كان من المناسب ، أن نذكّر ، هنا ، بين يدي موقف أردوغان ، الشجاع النبيل .. ببيت الشعر ، المعبّر الرائع :  

  سَقاها ذوو الأحلام سَجْلاُ على الظَما      وقد كرَبتْ أعناقُها أن تَقَطّعا