هل زار الرسول محمد صلي الله عليه وسلم مصر؟!

هل زار الرسول محمد صلي الله عليه وسلم مصر؟!

سؤال أجابت عنه دراسة علمية جديدة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف..

صلاح رشيد /مصر

[email protected]

سؤال غير مطروق من قبل! لم يشر إليه المعاصرون ولم يدرْ بعقولهم؛ لكنه موجود في كتب السُنّة الصحيحة وفي كتب السير؛ وقد أجاب عنه كتاب صدر -مؤخراً- بالقاهرة بعنوان: أماكن مشهورة في حياة محمد صلي الله عليه وسلم للكاتب حنفي المحلاوي؛ ذهب فيه إلي أن الرسول صلي الله عليه وسلم مرّ بمصر وزارها وصلّي بأرضها التي زارها من قبل كثير من الأنبياء -عليهم السلام- خلافاً لما هو شائع؛ وما هو غير معروف حول هذا الأمر!!

التوصية النبوية بمصر

يقول - المؤلف - في مستهل كتابه: كانت بداية هذا الفتح يقصد الفتوحات الإسلامية أن خرج الإسلام قوياً من شبه الجزيرة العربية في اتجاه مصر .. التي كانت بدورها قاعدة انطلاق إسلامية قوية في اتجاه إفريقيا وبلاد كثيرة، حيث أسس فيها أول مسجد في الإسلام في إفريقيا كلها، وهو مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط، وربما كانت هذه الدلالات غير غائبة عن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم بدليل أنه أوصي أصحابه بمصر وبأهلها خيرا .

ويورد - المؤلف - حديثاً نبوياً شريفاً أورده البخاري ومسلم يؤكد أن الرسول صلي الله عليه وسلم زار مصر وصلّي فوق جبل طور سيناء في رحلة الإسراء والمعراج؛ وفي هذه البقعة الطاهرة؛ توقف (البراق) عن طيرانه حيث نزل الرسول وبصحبته جبريل عليه السلام؛ وصلّي بهذه الأرض الطيبة ركعتين لله. فعن أنس رضي الله عنه قال؛ قال الرسول صلي الله عليه وسلم: فركبت ومعي جبريل فسرتُ؛ فقال: انزل فصلّ؛ ففعلت، فقال: أتدري أين صليت؟ صليت بطيبة وإليها المهاجر .. ثم قال: انزل، فصلّ فصليت، فقال: أتدري أين صليت؟ صليت بطور سيناء .. حيث كلّم الله عز وجل موسي عليه السلام؛ ثم قال: انزل فصل؛ فنزلت فصليت، فقال: أتدري أين صليت؟ صليت في بيت لحم، حيث ولد عيسي عليه السلام .

أرض طور سيناء المباركة

ووفق هذه الرواية الصحيحة، كانت (أرض طور سيناء) وهي الأرض التي بارك الله حولها .. حين تحدث فيها لنبيه موسي عليه السلام، وأمره بحمل رسالة السماء إلي فرعون مصر وإلي بني إسرائيل، وهي أرض كما نعلم جميعاً زارها كل الأنبياء والرسل بدءاً من إدريس وإبراهيم ومروراً بيعقوب ويوسف والأسباط وموسي وعيسي وأمّهُ مريم العذراء - عليهم السلام - ثم خاتم المرسلين محمد عليه أفضل الصلوات والتسليمات؛ ولهذا سمّي المؤرخون - كما يقول المؤلف - سيناء بأرض الرسالات السماوية.. فكانت هذه الأرض علي موعد مع التاريخ لاستقبال سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم؛ لأنها من ضمن أفضل ثلاث بقع طاهرة ومشرفة في الأرض، وهي: مكة والمدينة وبيت المقدس، وطور سيناء؛ وهي التي أشار إليها القرآن الكريم وتحدث عنها المفسرون في قوله تعالي: والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين .

خير أجناد الأرض

وفي رواية أخري، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" أهل مصر في رباط إلي يوم الدين" ..

الوادي المقدس

ويذهب - المؤلف - إلي أن الوادي المقدس طوي بطور سيناء المذكور في أكثر من موضع بالقرآن الكريم، هو الذي صلّي فيه محمد صلي الله عليه وسلم الركعتين في إسرائه، وهو نفسه المكان الذي كلم الله فوقه كليمه موسي عليه السلام، وهو المكان الذي أنزل الله فوقه التوراة علي موسي عليه السلام أيضاً.

مهد الأنبياء والرسل

ويرى الأديب محيي الدين صالح أن فضائل مصر المحروسة عديدة ولا تعد ولا تحصى، وهي مبثوثة في كتب التراث الإسلامي، بل في كتب الحضارات القديمة كذلك،ولقد كتب عن مصر والقاهرة وملوكها كثير من المؤرخين والرحالة الكبار، وأعجبهم فضائل شعبها وخصائص موقعها وروعة آثارها وحضارتها الضاربة في عمق التاريخ الإنساني. كما أن مصر هي أرض النبوات والرسل، فعلى ترابها عاش ثاني الأنبياء إدريس عليه السلام، وقدم إليها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام،وتزوج فيها من السيدة هاجر المصرية عليها السلام أُم ولده إسماعيل عليه السلام، وزارها يعقوب عليه السلام والأسباط، وتربى على ثراها يوسف الصديق عليه السلام، الذي أصبح وزير مالية مصر والأرض كلها، ووُلد على أرضها المباركة موسى الكليم عليه السلام، وزارتها السيدة مريم العذراء وابنها عيسى المسيح عليهما السلام، وعاشا فيها اثني عشر عامًا.إذن فمصر بلد مبارك، شهد أنوار النبوات والدعوات الرسالات، وولادة التاريخ الإنساني في أنصع صفحاته العطرة.