حين يكون الصراع بين العقيدة الثابتة والسياسة المتغيرة
حين يكون الصراع بين العقيدة الثابتة والسياسة المتغيرة
كيف تكون النتيجة !؟
عبد الله القحطاني
1) نتيجة الصراع ، المقصوده هنا ، في العنوان ، ليست هي النتيجة التي قد تتبادر إلى الذهن، بداية .. وهي : مَن ينتصر ، ومَن يخسر المعركة .. بل هي : مَن يصرّ في الدفاع عن موقفه ، ويستبسل في المعركة ، أكثر من خصمه !؟
· حين يكون الصراع داخل الوطن الواحد ، بين حاكم يدافع عن كرسيه ، المجرّد من أيّة قيمة معنوية ، سوى أنه كرسي للحكم والتسلّط .. وبين صاحب عقيدة راسخة ، دينية ، أو مذهبية ، أو فلسفية ..!
· حين يكون الصراع داخل الوطن الواحد ، بين سياسي صاحب مطامح سياسية ، وعقدي صاحب عقيدة دينية ، أو مذهبية ، أو فلسفية ..!
· حين يكون الصراع بين دولتين ، إحداهما تدافع عن سياسات معيّنة ، تبنّاها حكّامها وساستها .. والأخرى ذات موقف عقدي ، ديني ، أو مذهبي !
· حين يكون الصراع بين موقفين ، داخل الفرد الواحد ، أو الحزب الواحد ، أو القبيلة الواحدة ، أو الطائفة الواحدة .. موقفٍ عقَدي ، وموقف سياسي عام .. وموقف سياسي مصلحي ، لمصلحة الفرد ، أو الحزب ، أو القبيلة ، أو الطائفة ..!
2) معادلة القوى ، لها تأثير كبير ، في الثبات ، والإصرارعلى النصر، والاستبسال في الدفاع ! ومن أهمّ أنواع القوى ، هنا :
ـ القوّة المعنوية : قوّة العقيدة ، التي يدافع عنها صاحبها ، من حيث رسوخها في قلب صاحبها ، وقوّة المصلحة السياسية ، التي يدافع عنها صاحبها ، سواء أكانت كرسي حكم، أم مغنماً سياسياً ضخماً ، مادياً أو معنوياً ! ( على سبيل المثال .. في القرآن الكريم : صبر المقاتل المؤمن ، يترجم في المعركة إلى قوّة رجل ؛ فيملك المحارب المؤمن الحقّ ، قوّة رجلين : قوّته ، وقوّة صبره ! لذا ، لايحلّ للمقاتل المؤمن ، أن يفرّ من ضعف عدده؛ فلا يفرّ الرجل من اثنين ، ولا العشرة من عشرين ، ولا المئة من مئتين ! وقد كان المطلوب ، في البداية ، أن يثبت المؤمن ، في مواجهة عشرة من أعدائه ، دون أن يفرّ ! فخّفف الله عن المؤمنين ، حين ظهر منهم ، أنهم أضعف من أن يحتملوا هذا التكليف !) .
ـ حبّ الموت ، وعدم الخوف منه .. عاملان أساسيّان جداً ، في الصراع ، من بين العوامل المعنوية ، التي تتشكّل منها الروح المعنوية للفرد ، في الصراع ! ولاشكّ أن حبّ الموت ، دافع للاستبسال ، أقوى من عدم الخوف منه !
ـ القوى الداعمة ، المؤازرة لكل من الفريقين ، داخلياً ـ القوى الذاتية ـ أو خارجياً.. سوى أكان دعمها مادياً ، أم معنوياً .. سياسياً ، أم اقتصادياً ، أم عسكرياً ، أم أمنياً .. أم في مجال الإدارة والتخطيط ، أم في مجال امتلاك الأسلحة الحديثة ، والفنّيات الحديثة !