مقالة في الأنفاق

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

تعد الأنفاق التي تحفر في بواطن الارض ملجا آمنا او شبه آمن من ضربات عدو يسيطر على الارض والسماء ، خاصة اذا لقي دعما مطلقا من سنده وسيده ورفيقه الذي زرعه في ارض غيره ورعاه على عينه من ستين سنة ونيف ، والنفق ان احسن حفره وتشييده في بواطن الارض على ان يراعى فيه التقنية الحديثة من انارة وتهوئه جيدة وتخزين مواد طبية وغذائية لمدة تنوف عن شهرين وثلاثة تعد احدى ابرز علامات الصمود والاعداد الجيد لملاقة العدو وعندها ينسحب عليه الغنية الفلسطينية التي كانت تردد من عشرات السنوات "طالع لك يا صهيوني طالع ، من كل حارة ونفق وشارع "شبح يسعى طول فارعوهذا ما شهدنا علية في الحرب المسعورة التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة رمز المجد والعزة من اليوم السابع والعشرين من شهر كانون الاول  سنة 2008م الى فجر اليوم الثامن عشر من شهر كانون الثاني سنة،  2009م، وللحق نقول، فان فكرة حفر الأنفاق عرفها العرب في عهد الملكة الزباء ملكة تدمر نحو سنة 270م ، اذ احتفرت تحت كرسيها نفقا وغطتة، ولما سالها قصير ادهى الرجال، كيف تهربين ان داهمك خصمك ؟ قالت اهرب من نفقي الذي تحت كرسيي هذا واشات اليه والى انفاق اخرى لا يعلم عددها الا الله ، ولما سالها قصير :مم تعلمت هذا الفن الحربي يا سيدتي  ؟اجابته من الجرابيع التي تدخل في نفقها ولا تدري اين غاصت فيه ومن اي مكان ستخرج ؟فاذا كان الانسان العربي منذ نحو الفيي سنة قد طبق هذا الفن الحربي في مجال دفاعي فلم لا ندخل عليه نحن معشر العرب المظاليم تحصينيا من حديد واسمنت على شكل طبقات وفراغات بينية ، يشرف عليها مهندسون وما اكثرهم بفضل الله  لتفشل بها ضربات القذائف الامريكية  ونحول من ان تدمرها او تخفف من غلوائها ؟وللحق ايضا فان المجاهدين في غزة قد احتفروا من خطوطهم الامامية نفقا الى موقع صهيوني وفجروه كان ذلك في عام 2004م ، وكذا  فعل المجاهدون في حزب الله ،عام 2006م  حيث غاصوا في باطن الارض في جنوب لبنان وادخروا ما يكفيهم مدة طويلة من مواد اعاشة وذخائر حربية عجز اليهود عن تدميرها وكنت استمع الى جنرالات اليهود وهم يعدون مستخرباتهم بانالقاذفت قد رصدت وبعد فليل سندمرها ، وبعد قليل وقت تزخ الصوارخ موتها على عكا والمستخربات في شمالي فلسطين ، فيخجل بعدها  الجنرال اليهودي من عدم تمكنه من الايفاء بوعده لمواطنيه ، تماما كما حصل مع قادة اليهود مع حماس اذ هددوا بتدمير الصواريخ التي يطلقها المجاهدون في حماس على مستخربات اسرائيل الجنوبية ، وما  هي الا ايام واذ بالوعود تبددت، بل امتدت مجالات الصواريخ الحماسية الى دائرة نصف قطرها (45) خمسة واربعين كيلوا ، وتنتازلت اسرائيل عن غطرستها فاعلنت وقف اطلاق النار من جانب واحد للالتفاف على قرار مجلس الامن رقم 1860 الذي لا يطبق عادة الا على المستضعفين في الارض ، ولمحاولة التظاهر بالنصر، وبدأ اولمرت خطابه على استحياء بانه انجز كل اهدافه خلال ثلاثة وعشرين يوما من ابادة الحرث والنسل ، فما كان االرد على نصره المزعوم  الاعدة صواريخ حماسية اطلقت على مستخرباته الجنوبية، ولسان حالها يقول للعالم ها نحن هنا لا تصدق كل ما تسمعه" فعاد اولمرت يلحس شفتيه وقد نشفتا ،وبدات السيدة تسيبي تصلح باناملها خصلات من شعرها المذهب ،  ةقد تخرطمت وتذكرت اهانتها عند الصحافيين في امريكا وبانها هي الارهابية عند شعب يقول الحق  للظالم بوحهه وقد يلعسعه بزوج حذائه او ببكسة بيض حبشي او دجاجي ،واما السيد باراك ذو الفم الصغير فلم تكد ترى لسانه ينلق الا كمصاصة  في حلقه لجفافه ، وما  هي الاساعات اربع واذ بقمة هبت بها الزوابع من شرق وغرب، تلفلف جراح اسرائيل وتصرخ بها الى الانسحاب من غزة ،والا هاجمك الحماسيون فما يزال بهم  للجهاد  حماسة شديدة ، فوعد السيد اولمت بسحب قواته قبل ان يرتحل طاغية الحقد على المسلمين وكل احرار الدنيا صاحب القول المعروف من ليس معنا فهو ضدنا "عن بيته الابيض الذي في عهده اسود ، دهنه بلون كندرازيه ، غرابه الناعق في عكا وبيت لاهيا  ـ غدا الثلاثاء 20/1/2009م ، رحل بوش ولا ادري ان ظل يحز بنفسه نعل منتظرذو النمرة الرابعة والاربعين وكم تمنينا ان تكون نمرته (48) لتصفق العلم الامريكي وتذكره بما فعله طرومان في رقم العدد المذكور.