نعم عالمية الإسلام لا للعولمة
أشرف شتيوى - ناقد صحفي مصري
[email protected]
يبالغ البعض عندما يذهب إلى اعتبار أن العولمة فرعونية الطابع، وأن المصريين
القدماء هم أول من تبنى فكرة العولمة (الخضيري، 2001م، ص 61).
ويبدو لنا
أن
أصحاب هذا الرأي يخلطون بين العالمية والعولمة. وقد حدث ذلك مراراً عندما حاول
بعض
الباحثين أن يؤرِّخ للعولمة، ويبحث في أصولها، ويتتبع تطورها عبر مراحلها
المختلفة. وتجدر الإشارة إلى أن المراحل الأولى لهذه الظاهرة قد غلبت عليها صفة
العالمية، في حين أن مراحلها الأخيرة قد برزت فيها سمات العولمة. فحضارات الصين
والهند ومصر القديمة، والحضارة الإسلامية، وحضارة اليونان والرومان، لم تشهد زمن
العولمة بمفهومها الذي نعرفه اليوم، وإنما نستطيع أن نضع كل فترة عاشتها هذه
الحضارات، ضمن مرحلة من مراحل العالمية.
ويجدر
بنا التمييز بين العولمة والعالمية،
وهما اصطلاحان كثيراً ما يثور الخلط بينهما، رغم أن لكل منهما مفهوماً يغاير تماماً
مفهوم الآخر.وهي السيطرة والهيمنة على العالم،
وهي
نفي للآخر، و قمع وإقصاء للخصوصية، وإذابة لكل
خصائص المجتمعات (GLOBALIZATION)،
إلى درجة لا يكون فيها لأي مجتمع ثقافة ذاتية، أو هوية شخصية أو
قومية
لقد
بدأت العولمة بالجانب الاقتصادي وعنت الاندماج
الكامل لمختلف دول العالم عبر نموذج يستعمل السوق والتجارة والمال والتقنية والغزو
الإعلامي لفرض زعامة أصحابه وهيمنتهم
و
شجع
مناخ العولمة الذي يستهدف
الحصول على الربح إلى ارتكاب هذه الجريمة باعتبار أن
رائدها الاساسى و محركها
الرئيسي هو الحصول على الربح و محاولة إخفائه
و
هكذا أضافت الجريمة
المنظمة
بعدا سلبيا للعولمة مع غيرها من السلبيات الاقتصادية التي عادت على الدول
النامية،
و
مما يضاعف من آثار المأساة أن هذه الدول هي التي تدفع الثمن و تتعرض
للمخاطرو
تصاب شعوبها بالإحباط بسبب الآثار السلبية للجريمة المنظمة على
نظامها
الاقتصادي
و
بالإضافة إلى ذلك فان الحركة السريعة نحو قانون
السوق وخصخصة عدد
كبير من المشروعات قد أدت الى زيادة الإجرام
الاقتصادي الجسيم على اختلاف إشكاله وإلى زيادة وقائع الاستيلاء على أموال الدوله
وزياده سيطره الشركات متعدده الجنسيات على حركه التجاره والاستثمار مما ادى الى
زياده الاعتماد الدول الناميه على الصادرات من هذه الشركات التى تعمل تحت اعين
وبعلم حكامنا العرب وصمتهم لتحويل عمولاتهم من صفقات هذه الشركات للخارج الامر الذى
ادى
الى ضعف الانتاج فى الدول الناميه المقهوره المطحونه لعدم قدرتها على المنافسه
بعد
ان اصاب حكامها مصانعهم والعماله والانتماء بشلل وهذا ادى الى زياده البطاله
بعد
تدمير البنيه التحتيه لكبرى شركات وطنيه لصالح شركات متعدده الجنسيات تمويل
الامريكصهيونى او الاوروبى تشرف عليها
اجهزه استخبراتهم وتنفذها رؤوس السلطه
واعوانهم بدقه خوفا من زعزعه مقاعد الحكم وطمعاً فى كثيرا من الثروه وكثيرا من من
الدفىء .
فهي
تفتح على ما هو عالمي وكوني، أو الانفتاح على العالم شرقاً وغرباً، والاحتكاك
(UNIVERSALITY)،
أما العالمية بالثقافات الأخرى أخذاً وعطاءً، وهي الاحتفاظ بالخلاف الإيديولوجي،
وهي عملية تفاعل
تبادلي بين الجزء والكل،
تحكمها قيم أنسانية ، وتتم وفق سنن تفاعل الحضارات ، فهى تعارف وتعاون وعمران
فالمتأمِّل للحضارة الإسلامية مثلاً، يرى أن دعوة سيدنا محمد (ص) قد جاءت شاملة من
ناحية المكان، أي أنها لكل الناس
في
أية بقعة من بقاع الأرض، وشاملة من ناحية الزمان، أي أنها لأجيال البشرية منذ
مطلع الإسلام إلى يوم الدين والذي يطالع بعمق سيرة الرسول
r
وتاريخ أصحابه من بعده يدرك بوضوح الالتزام الكامل
بتحقيق "عالمية" الإسلام ( العزمي، 1999م، ص 165 والباش، 2002م ص 124-125) لقد عرف
العالم الاتجاه إلى العالمية في مراحل مبكرة فكانت "العالمية" من أبرز سمات الحضارة
الإسلامية إبان ازدهارها، ثم حدث في مطلع القرن السابع عشر الميلادي أن وقع
تحوّل
في
شمال غرب أوربا في نظام التجارة العالمية برز فيه عنصر "الفرض"، وتلك هي جذور
"العولمة"
التي وظفت تقنية الانقلاب الميكانيكي ثم الانقلاب الصناعي .
فالمتأمِّل للحضارة الإسلامية مثلاً، يرى أن دعوة سيدنا محمد)
ص )
قد
جاءت شاملة من ناحية المكان، أي أنها لكل الناس
في
أية بقعة من بقاع الأرض، وشاملة من ناحية الزمان، أي أنها لأجيال البشرية منذ
مطلع الإسلام إلى يوم الدين والذي يطالع بعمق سيرة الرسول
(ص)
وتاريخ أصحابه من بعده يدرك بوضوح الالتزام الكامل
بتحقيق "عالمية" الإسلام ( العزمي، 1999م، ص 165 والباش، 2002م ص 124-125) لقد عرف
العالم الاتجاه إلى العالمية في مراحل مبكرة فكانت "العالمية" من أبرز سمات الحضارة
الإسلامية إبان ازدهارها، ثم حدث في مطلع القرن السابع عشر الميلادي أن وقع تحوّل
في
شمال غرب أوربا في نظام التجارة العالمية برز فيه عنصر "الفرض"، وتلك هي جذور
"العولمة"
التي وظفت تقنية الانقلاب الميكانيكي ثم الانقلاب الصناعي (الدجاني،
2002م،
ص 126 ) .
وتطرح العالمية أفكاراً إنسانية تنتقل بالتبادل بين الثقافات عندما يحدث الاحتكاك
والتداخل أو الامتزاج، في حين تسعى العولمة إلى سلب الخصم إرادته وهويته، فهي هيمنة
وإرادة لاختراق "الآخر" وسلبه خصوصيته، وبالتالي نفيه من "العالم". إن العالمية هي
إغناء للهوية الثقافية، أما العولمة فهي اختراق لها وتمييع (الجابري، 1998م، ص
301).
وفي
ظل العولمة لا تكون لسيادة الدول نفس الأهمية التي تتمتع بها في ظل "العالمية"التى
نادى بها الاسلام ورسوله
الكريم محمد (ص(
.
وما
نودّ أن نخلص إليه من هذه الوقفة أمام مصطلحي "العولمة" و"العالمية" هو إبراز
عنصر "الفرض" بهدف الهيمنة في "العولمة"، وغياب القيم الإنسانية بل وخرقها بمخططات
مخابراتيه لتفتيت التعليم والرموز الوطنيه واختراق المؤسسات الدينيه وتقويه
الراسماليه كمظلات للدول الكبرى تستخدمها لنشر الفساد للافساد عقول ومناهج تربويه
وقيميه وثقافيه وتوظيف الثورة التكنولوجية والمعلوماتية التي شهدها النصف الثاني من
القرن العشرين
في
حين نجد قوى "العالمية" تدعو إلى التركيز على القيم الإنسانية
التي تنادي بالمساواة والعدل واحترام الحريات وصَوْن الخصوصيات، وتوظِّف ثورة العلم
التقني فيما تدعو
إليه ومن هنا أوصى كل مفكر وباحث وأعلامى وصحفى عربى بأن تنشر قيمة ( عالمية
الاسلام ) وترسخها في نفوس
الشعوب وان نطلق المبادره من الان لمفهوم ومصطلح عالميه الاسلام
ومفاهيمه لشعوب الارض ومزاياه وان ندعوا للعمل به ليتوارى مصطلح العولمه ربما نعيد
للامه
كرامتها وشموخها ونترد العملاء الديكتاتوريه السلطويه التى تحكم الشعوب بقبضه
حديديه
وكأنهم لم يكونوا عرب مسلمين .