نريد صورة جميلة عن تونس الخضراء
نريد صورة جميلة عن تونس الخضراء
رضا سالم الصامت
هناك إشارات سلبية و للأسف قد تؤثر على مشاهدي التلفزيون أثناء موائد الحوار أي ما يعبر عنه ب " البلاتوات " أو من بعض البرامج التلفزيونية التافهة و التي تزيد في ميوعة شبابنا وبث الأغاني الهابطة و الهزيلة و التي تتضمن كلاما غير مسؤولا ، و ما يدور من حوارات متشنجة و ساخنة قد تزيد في تفاقم الوضع الداخلي للبلاد لا قدر الله و تساهم في كثرة الاعتصامات واقتحام حرمة المؤسسات من قبل العاملين فيها و قطع الطرق المؤدية ، و كثرة الاضرابات ، في وقت تمر فيه تونس بفترة جد حرجة من حيث اقتصادها و ما يدور من حولها من مشاكل امنية في دول الجوار و في بعض البلدان العربية الأخرى و ما تواجهه تونس من أعمال إرهابية جبانة ، و تونس وطن للجميع و على الجميع أي " التوانسة" أن يعمل كل من موقعه من أجل حماية هذه البلاد العريقة في حضارتها و ثقافتها و حماية مؤسساتها الأمنية و الادارية ومنشئاتها البنكية و الثقافية و الرياضية الخ .....خاصة و نحن على أبواب استقبال شهر رمضان المبارك ... و مهما يكن فان شعب تونس هو شعب واعي و مسؤول، فهذه المؤسسات هي في خدمة المواطن و إذا تعطلت خدمة المواطن تعطلت البلاد كلها و انتشرت الفوضى و انهار الاقتصاد
صحيح أن كل التونسيين و التونسيات يريدون أن يتكلموا ، أن يعبروا عن آرائهم ، وأن يطرحوا مطالبهم ، خاصة بعد اندلاع ثورة 10 ديسمبر 2010 - 14 جانفي يناير 2011 و هي الثورة الحضارية التي أعادت لهم الثقة في النفس ، مثلما أعادت لهم حريتهم في التعبير
و لكن علينا أن نعرف أنه لا يمكن لهذه المطالب أن تتحقق بين عشية و ضحاها و لابد من وقت لدراسة كل مطلب و العمل على تسوية مئات الملفات و إيجاد شغل لكل طالب شغل .. كل هذا يحتاج لوقت ، فالحكومة لا تملك عصا سحرية ولكن ، لنكن متفائلين فالقادم أفضل و سوف تتحسن الأحوال مستقبلا فتونس لها رجال و لها نساء
الثورة التونسية ثورة شباب يافع ، فيهم من قدم نفسه فداء للوطن ، هي ثورة لم تمنح لهم حرية الحرق و النهب و قطع الطرقات و إحداث الفوضى هنا و هناك و بث البلبلة و الفتنة بين الناس و عدم الذهاب إلى مقرات العمل ... و توقيف عجلة النمو
نعم لقد نسي المواطن التونسي كيف كان يعيش في سجن مغلق أيام حكم المخلوع ، و هو المواطن المغلوب على أمره الذي لا يتجرأ أن ينطق بحرف واحد في عهد الديكتاتورية
و ليعرف الجميع ان عدم استقرار بلادنا ، يتولد عنه شعور بالخوف من المستقبل وهذا أمر يعد خطيرا فقد آن الأوان أن نبني تونس الجديدة ، تونس المستقبل تونس الرخاء
فلنبدأ من الآن في بناء تونس وطننا بثقة متبادلة و فخر و محبة و أن نضع اليد في اليد و نتعاون على الخير و الصفاء من أجل تونس الحضارة تونس الشعب الكريم الذي استطاع أن يعطي العالم أحسن مثال في تقديم ثورة حضارية أعجبت و أبهرت شعوب الدنيا و صفقت لها
لذا رجاء من وسائل إعلامنا بشكل عام أن يدققوا و لا يتسرعوا في تقديم أو نشر أية معلومة سواء كانت مكتوبة أو مسموعة أو مرئية قد تضر بثورتنا المظفرة ، خاصة و أن تونس تعيش ظرفا حساسا و وضعا صعبا على جميع المستويات ولا بد أن نتعاون جميعا على تجاوز هذه المحنة.. حتى نصل بر الأمان.
بصراحة نحن الآن و بعد أن حققنا ثورة نظيفة حضارية شهد بها كل بلدان العالم و شعوبها ، بإعلام حر نزيه لا إعلام يزيد الطين بلة ، و باختصار شديد نريد صورة جميلة عن تونس الخضراء.