قَدَاسَاتٌ وَمُرتَكزاتٌ
يَبقى الإنسانُ محوراً للحياةِ ومقاصدِها..خَلقَه اللهُ تَعَالى في أحسنِ تقويمٍ لقوله تعالى:"لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم"وَكرّمّه وَحمّلَه أمانةَ الاستخلافِ في الأرضِ لقوله تعالى:"إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً"وَبسطَ بينَ يَديِّه سُبلَ الهدايةِ والرشدِ لقوله تعالى:"إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا"وأبَان لَه سُبلَ الغِوايةِ والضلالِ..وَمنحَه حقَ الاختيارِ لقوله تعالى:"إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ"فالنِّاسُ أحرارٌ فيَما يَختَارُون لِحياتِهم..وأحرارٌ فيمَا يَعتقِدُون لقوله تعالى:"لا إكراهَ في الدينِ"وَمنَّ اللهُ تَعَالى عَلَى الإنسانِ بِجملةٍ مِنَ الكراماتِ والقداساتِ مِنْها:
قُدسيِّةُ كرامَتِهِ لقوله تعالى:"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" .وقُدسيِّةُ حَيَاتِهِ لقوله تعالى:"من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً".وقُدسيِّةُ مُمتَلَكاتِهِ لقول رسولنا محمدصلى الله عليه وسلم:"إن دماءكم وأموالكم بينكم حرام" . وقُدسيِّةُ حُريِّتهِ لقوله تعالى:"وما أدراك ما العقبة فك رقبة". وقُدسيِّةُ اختيارِهِ لقوله تعالى:"لا إكراهَ في الدينِ". وقُدسيِّةُ سدِ عوزهِ وفقرهِ لقوله تعالى:"أوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ".وقُدسيِّةُ وحدةِ الأسرةِ البشريةِ لقول رسولنا محمدصلى الله عليه وسلم:"يَا أيُها النَّاسُ إنَّ أبَاكُم واحدٌ".وقُدسيِّةُ وحدةِ مصدر لإيمان لقول رسولنا محمدصلى الله عليه وسلم:"يا أيُها النَّاسُ إنَّ ربَّكُم واحدٌ". وقُدسيِّةُ العدلِ بينَ العبادِ لقوله تعالى:"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ". وقُدسيِّةُ السلامِ لقوله تعالى:"وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ". وقُدسيِّةُ سلامةِ البيئة لقوله تعالى:"وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا".
أجل..هَذه إحدى عشرةَ قداسةٍ قررَها رَبُّنا جلّ شَأنُه..لتكونَ المنظومةَ الربَّانيِّةَ الخالدةَ للأمنِ والسلامِ..تُقامُ بها وَعَلَى أساسٍ مِنْها تُساسُ حياةُ الأفرادِ والمجتمعاتِ وتُصرّفُ مَصالحُهم..فَهي المصدرُ الأساسُ لشرعةِ حقوقِ الإنْسَانِ..والمعيارُ الثابتُ لضبطِ مسؤولياتِ النهوضِ بواجباتِهم..وَهي السبيلُ الراشدُ لتعايُشٍ بشريٍّ عادلٍ وآمنٍ.
وسوم: العدد 774