العالم يغض الطرف عما يجري في مصر من فظائع

بعد مرور يوم واحد على مقتل المدعي العام المصري الذي لا زال مقتله يلفه الغموض ، ولم تصرح جهة ما بالمسؤولية عنه وإن كان متزعم الانقلاب قد نسب مقتله  لخصومه السياسيين الذين يقبعون في السجون والمعتقلات وعلى رأسهم الرئيس المدني المنتخب ديمقراطيا والذي غدر به وزير دفاعه وزج به في السجن ليستبد بالحكم ، كما كان عليه الأمر لعقود الشيء الذي جعل البعض يرى أن ما حدث في مصر على وجه التحديد هو استعادة حسني مبارك للسلطة التي نزعتها منه ثورة يناير عن طريق انقلاب عسكري بتخطيط  من الكيان الصهيوني وقوى غربية وإقليمية مع توصية بإخلائه الساحة السياسية وإخلاء ساحته قضائيا  وإبطال تهم القتل والفساد الموجهة إليه . وقد كان ذلك بمثابة مكافأة له على ما أسداه من خدمة للكيان الصهيوني . ولقد اتهم متزعم الانقلاب أن مسؤولية مقتل النائب العام تقع على قيادات جماعة الإخوان المسلمين التي تعطي حسب زعمه  الأوامر خلف القضبان لأنصارها من أجل تصفية القضاة  وغيرهم . ولم يتقبل الرأي العام المصري والعربي  تبرير متزعم الانقلاب لمقتل النائب العام باعتبار أسلوب وتوقيت وموقع مقتله  المحروس حراسة شديدة ، ويميل اعتقاد الرأي العام إلى أن النائب العام المصري قد تمت تصفيته من طرف متزعم الانقلاب  بعد توظيفه للنيل من خصومه السياسيين الموجودين خلف القضبان ، ثم توظيف  تصفيته مرة أخرى للتعجيل بتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة عنه ، وهو ما صرح به متزعم الانقلاب أثناء تشييع جنازته وهو يتوعد خصومه بالتصفية الجسدية . وجاءت تصفية 13 من قيادات جماعة الإخوان اليوم كتطبيق لوعيد متزعم الانقلاب . ولقد نقلت وسائل الإعلام أن أهالي الذين تمت تصفيتهم جسديا قد صرحوا بأنه  تم اعتقالهم أولا ثم قتلهم بدم بارد خلاف ما صرحت به  مصادر شرطة السيسي من أنهم اشتبكوا مع قوات الأمن . وقد كشف أهالي الضحايا آثار أخذ بصماتهم الشيء الذي يدل على اعتقالهم . وقد كشف النقاب عن كون الضحايا فيهم برلماني ومحام يتولى الدفاع عن  قيادات الإخوان الموجودة رهن الاعتقال  وأطباء وأعضاء في لجنة ترعى أيتام وأرامل الذين قتلوا في ساحات الاعتصام وأنهم كانوا في اجتماع لغرض إعالة الأسر التي نكبها متزعم الانقلاب . ولقد استغل متزعم الانقلاب ظرف تصفية النائب العام للتخلص من خصومه السياسيين . ويقف العالم متفرجا على ما يحدث في مصر دون أن يحرك ساكنا . ولم تتحرك لحد الساعة المنظمات الحقوقية العالمية لإدانة هذه التصفية الجسدية لمواطنين مصريين عزل وهم عبارة عن شخصيات معروفة وبعيدة عن ممارسة العنف ،وليس من منهجها خيار العنف ، وهي دائما تصرح ببراءتها من العنف ، وتحث أنصارها على عدم الانجرار وراء ما يريده متزعم الانقلاب من توريطهم في مسلسل العنف لتبرير جريمة انقلابه على الديمقراطية والشرعية .ويحاول متزعم الانقلاب تحميل مسؤولية ما يقع في شبه جزيرة سيناء لخصومه السياسيين لتبرير تصفيتهم . ولا شك أن  تصفية الخصوم جسديا وبدم بارد هو أسلوب جديد فكر فيه متزعم الانقلاب بعد أساليب فض الاحتجاجات السلمية بالقوة وتعقب رافضي الانقلاب بالاعتقالات والمحاكمات الصورية وإصدار أحكام الإعدام من خلال تهم ملفقة لأن الخصوم السياسيين أصروا على أن السلطة قد اغتصبت منهم بالقوة وعن طريق انقلاب عسكري مكشوف . فمتى سيفيق ضمير العالم لوقف فظائع متزعم الانقلاب ؟ ومتى سيتحرك عقلاء الجيش المصري لوضع حد لعبث السيسي وجره مصر إلى وضع سوريا وليبيا واليمن والعراق؟

وسوم: العدد 623