شعوب ثائرة وقيادات من القعد
باختصار كثيف سبب أزمة أمتنا اليوم هو أن في عصر ثورة الشعوب احتل فريق من ( القَعَد ) مقاعد القيادات . والقَعَد مصطلح تاريخي كان يطلق على الخارجي الذي يختار المعارضة السياسية على المعارضة العملية . أبو نواس عندما هدد على شرب الخمر تهديدا مباشرا ظل يصفها بصمت فقال :
هي أزمة للأمة عامة على المستوى قادة الدول ، وقادة الأحزاب والجماعات والتنظيمات ، ومستوى الوحدات المدينة المختلفة.
في عصر الثورة لا يجوز أن يقود إلا ثائر . ولن يكون ثائرا بتشقيق الكلام ، ولبس الكاكي والادعاءات المزيفة . كان عمر المختار ثائرا صادقا وكذلك كان عبد القادر الجزائري ...
الفصام الحاصل بين القيادات والشعوب هذا سببه . وظاهرة التطرف بكل أبعادها هذا سببه . وحالة الرطوبة المتفشية من الإثقال إلى الأرض التي تضرب العديد من التنظيمات والجماعات هذا سببه . يسأل الرجل ما أقصى همتك فيقول إطعام عشرة جياع أو مداوة عشرة جرحى بينما همة أصحاب الهمة الصادقين تذهب في طريق زجر القاتل ومنعه من الاستمرار بالقتل بكل الوسائل . فك الحصار عن المجوّع وتركه يأكل لنفسه وليس إطعامه بالقطارة واعتبار ذلك إنجازا...
حين يكون أفق الهمة أرضاً من الذي يصعد بالناس نحو العلاء . كانت العرب تصف الهمة بالقعساء ويقولون هي التي لا تضع صدرا على الأرض . فوق الفوق فوق ...
اندفع إلى موضع القيادة على كل المستويات أصحاب حماسة بلا رشد فكان التطرف والمتطرفون ، واندفع إلى مقاعد القيادة حطب رطب لا يسمع غناء الربيع فلم يورق ولم يزهر ولم يشتعل حتى ...
قد يكون كاتب هذه الكلمات نفسه من القَعَد والانتماء إلى القعد لا يعيب صاحبه إلا إذا كان في موقع قيادة يحتكر على المسلمين قرارهم ، ويعبث بمقدراتهم ، ويبدد أموالهم ...
هذا هو القَعَدي المصيبة الذي أورد هذه الأمة على كل المستويات الموارد ولا لوم ولا تثريب على رجل لا في عير يركبها ولا في نفير يستنفره أن يلوح للناس ولو من آخر الركب أن هذا هو الطريق.
وسوم: العدد 624