دلالة استهداف رئيس الحكومة في صلاة العيد وكذا استهداف المسؤولين الذين يحضرون هذه الصلاة
لا يفوت بعض المواقع على الشبكة العنكبوتية المنخرطة في الصراع الحزبي والحملات الانتخابية المسعورة قبل الأوان والمستأجرة لذلك حدث دنيوي أو ديني إلا واتخذت منه مناسبة وفرصة للنيل من رئيس الحكومة، ومن حكومته، وكل من له صلة بها . ولقد اتخذ أحد هذه المواقع من صلاة رئيس الحكومة موضوعا للنيل من طريقة تدينه حيث نعت بالابتداع لأنه صلى بالقبض والسدل في صلاة العيد . وأفاض صاحب المقال الذي نقل كيفية صلاة رئيس الحكومة في تأويل قبضه وسدله ، وانتهى إلى استنتاج مفاده أن رئيس الحكومة متمسك بطريقة القبض التي تدل على ولائه لحزبه ، ومتملق ومدار أو خائف من الملك بسدله . وحاول صاحب هذا النقد المجاني البخس والدال على تفاهة صاحبه استشارة مختص في علم الاجتماع النفسي لتحليل قبض وسدل رئيس الحكومة إلا أن هذا الأخير لم يتوصل إلى نتيجة التأويل الذي تفتقت عنه عبقرية صاحب المقال في التأويل دون خبرة اجتماعية أو نفسية ، و الذي لا شك في أنه استأجر لكتابة مثل هذا المقال السخيف الذي يعكس انحطاط الأداء الإعلامي . ولقد سبق لي أن كتبت ذات مرة عن كثرة المطالب التي توجه لرئيس الحكومة في عز كثرة التظاهرات والاحتجاجات وقلت يومئذ قد يبلغ الأمر حد احتجاج بعضهم على رئيس الحكومة إذا ما تعذر عليهم إخراج الريح من بطونهم ويتهمونه بأن السبب وراء ذلك أنه لم يوفرلهم الظروف المناسبة لإخراج الريح . فها هي حركات وسكنات رئيس الحكومة وعباراته ودموعه وصمته تخضع لتحليل وتأويل من يستهدفونه ويرون أنه ليس أهلا لرئاسة الحكومة مع أنه احتكم معهم إلى صناديق الاقتراع، وهي صناديق لا يعترف بها خصومه إلا إذا كانت نتائجها لصالحهم ، وهذا حال الديمقراطية العرجاء في البلاد العربية ،والتي يسكت عنها الغرب سكوت الشيطان الأخرس مع شديد الأسف كما هو واقع الحال في مصر، علما بأنه ينصب نفسه وصيا عليها ومدافعا عنها في العالم إلا أنها حين تفضي إلى من لا يرغب فيهم يتنكر لنتائجها ويسكت عن الانقلابات العسكرية والحزبية عليها . ومن جهة أخرى استهدف المسؤولون عن حضور صلوات العيد في موقع آخر له نفس الهوى حيث وصف أحدهم حال المصلين الذين حجوا إلى المصليات تحت وهج الشمس ينتظرون حضور المسؤولين وقد سماهم صاحب المقال هؤلاء " سعادتهم " وانتقد تخصيص حيز لهم في الصفوف الأمامية ، وحاول النيابة عن المصلين والوصاية عليهم والحديث باسمهم في نقل غضبهم وتدمرهم من انتظار الصلاة، علما بأن نشرات الوزارة الوصية عن الشأن الديني علقت على أبواب وجدران المساجد وقد حددت وقت صلاة العيد بدقة ، وأن وقت الصلاة يسبقه الذكر المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومن المستحيل أن تحضر جموع المصلين دفعة واحدة إلى المصليات وهي تحج إليها من كل حدب وصوب . ومعلوم أن انتظار وقت حلول صلاة العيد لا مندوحة عنه وأن الحرارة في عراء المصليات لا مفر منها في فصل قائظ كما هو الحال في كل عراء في الشوارع والأسواق والأماكن العمومية ولكن بعض المغرضين يريدون أن يجعلوا الحرارة في المصليات وأثناء انتظار صلاة العيد فوق كل حرارة من أجل تلفيق تهمة الحرارة لصلاة العيد أو للمسؤولين الذين يحضرون هذه الصلاة في الوقت المحدد لها . ومن عبث صاحب المقال أنه تساءل لماذا لا تقام الصلاة دون سعادتهم كما سماهم ؟ الشيء الذي يعني أنه يريد إقامة صلاة العيد قبل موعدها المحدد شرعا . ولا شك أن صاحب المقال الذي لا يميز بين كوع وبوع لا يعرف أن انتظار الصلاة يدخل ضمن مقتضياتها وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمى انتظار الصلاة رباطا في سبيل الله . ولا يضيق ويتجر من انتظار الصلاة إلا جاهل بالدين أو فاسق مارق منه .ويفهم من المقال الفج الذي استهدف المسؤولين الذين قاموا بواجبهم الديني لأنهم لا بد أن يكونوا على رأس المصلين في المصليات اقتداء بأمير المؤمنين وهم يمثلونه في الجهات والأقاليم أن صاحبه يروم النيل من صلاة العيد من خلال محاولته تأليب الرأي العام عليها بذريعة الحر ، أو بذريعة تأخر المسؤولين عنها . ولا شك أن الحملات المسعورة ضد كل ما له علاقة بالدين ستزيد وتيرتها كلما اقترب موعد الاستحقاقات الانتخابية من أجل ترجيح كفة خصوم حزب العدالة والتنمية عن طريق الدعاية المغرضة الفجة والتافهة والمثيرة للسخرية والضحك ،والتي أوكل أمرها إلى أقلام تافهة مأجورة الأجر البخس والمدنس .
وسوم: العدد 625