التعاقد ُوأمنُ المجتمعاتِ
جاءَ الإسلامُ لِيقررَ ويُؤصلَ مَبدَأ التَعاقُدِ في حياةِ النَّاسِ..فالتعاقُديِّةُ والتزامُ العهودِ والمواثيقِ..هي القيمةُ الرَبَّانيِّةُ الأساسُ في ضبطِ إقامةِ حياةِ النَّاسِ وتصريفِ مصالِحِهم..والتَعاقُديِّةُ هي المَبدأ الأضمنُ والحارسُ الأقوى لِحمايةِ أمنِ الأفرادِ والمجتمعاتِ..والتعاقُديِّةُ هي الطريقُ الأقّومُ والأقسطُ عندَ اللهِ..وهي السبيلُ الأّسلمُ لإقامةِ الثقةِ بينَ النَّاسِ..والتعاقُديَّةُ منطلقٌ أساسٌ في تأكيدِ كرامةِ الإنسانِ وحريتِه..فالتعاقدُ يُؤكدُ مَبدَأ النديِّةِ بينَ الأفرادِ والمجتمعاتِ لقولِ سيدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم:"العقدُ شريعةُ المُتعاقدين"يُلزمُهم أمامَ اللهِ وأمامَ الشرائعِ والقوانينِ..والتعاقُديِّةُ في الإسلامِ هي المرجعيِّةُ الأوثقُ في إقامةِ العدلِ بينَ النَّاسِ لقوله تعالى:"وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُوا"ومنْ تَعظِّيمِ وتقدِّيسِ شأنِ التعاقديِّةِ اتخاذُها اللهُ تَعالى ميثاقاً غليظاً بينَه وبينَ عبادِه لقولِه جلَّ شأنُهُ:"وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا"وعلَى أساسٍ منَ التعاقُديِّةِ تَرتَقي طاعةُ الإمامِ والحاكمِ لتكونَ منْ طاعةِ اللهِ لقولِه تَعالى:"إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ"ولقول رسولنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:"مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ،وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ،وَمَنْ أَطَاعَ الأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي،وَمَنْ عَصَى الأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي"ويؤكدُ الإسلامُ التزامَ العهودِ والمواثيقِ لقولِه تَعالى"وَأوْفُوا بِالعَهْدِ إنَّ العَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً"مؤكداً أنَّ التعاقُديِّةَ والعهودَ والمواثيقَ..هي الأساسُ الذي يَحكمُ ويَضبطُ آلياتِ العلاقةِ الكريمةِ العَادلةِ بينَ النَّاسِ لقولِه تعالى:"وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا"والبيعةُ للإمام عقدٌ وميثاقٌ بينه وبين الرعية..والبيعة أساس شرعيِّة الحاكم..وهي أساس العقدِ السياسيِّ والاجتماعيِّ..الذي على أساسٍ منه تُدارُ وتُساسُ شؤون الدولةِ والمجتمعِ..ووفق بنوده تُصرّفُ شؤون البلادِ والعبادِ..والإسلامُ عقيدةً ونهجاً ونظاماً أولُ مَنْ سنَّ وشرَّع وَقنّنَ لِمبدأ التعاقُدِ في حياةِ الناس والمجتمعاتِ..فالتعاقديِّةُ والتزامُها أساسُ الحُكمِ الشُوريِّ العادلِ الراشدِ.
وسوم: العدد 630