الإسلامُ والمنطلقاتُ السبعةُ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

بين يدي تفعيل رسالة الإسلام الإنسانية العظيمة..والتعريف بمنهجيته الجليلة في أنسنة الفكر والثقافة والمعرفة..وأنسنة العدل والرحمة والأمن والسلام والتنمية الراشدة..وأنسنة المنافع والمصالح والتعايش والتعاون والتنافس في الخير بين المجتمعات..أصل الإسلام وقعّدَ للناس سبع منطلقات..تُسهيِّلُ إنجاز مهمتهم المشتركة في الاستخلاف في الأرض وعمارتها..وإقامة الحياة الكريمة للناس كافة وهي:

التعارف:لقوله تعالى:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"وذلك من أجل التفاهم لقوله تعالى:"قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُون ".

التناصح والتحاسن:لقوله تعالى:"وقولوا للنَّاسِ حُسنًا"  ولقوله تعالى:"وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ". التعاون:لقوله تعالى:"وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ". التنافس:لقوله تعالى:"لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ". التراحم:لقوله تعالى:"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"ولقوله صلى الله عليه وسلم:"من لا يَرحَمُ لا يُرحَم"قال ابن بطال القرطبي(شارح صحيح البخاري):"يدخل في معنى هذا الحديث المؤمن والكافر وجميع الخلائق". التساخر(التنافع والتخادم المتبادل):لقوله تعالى:"وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ". التدافع(الدفاع المشترك في وجه العدوان والبغي والفساد):لقوله تعالى:"وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ".

وسوم: العدد 631