التراجيديا الحمراء
(لجنة القتل الثلاثية)
أصبح شعار (الدفاع عن سوريا دفاع عن أهل البيت) احد ابرز المعلقات قي القضاء الايراني وبهذه الذريعة السياسية المسلحة، توالت شعارات النيل من المعارضة، باعلانات صاخبة وباساليب الدعاية السوداء، فالثوار والشهداء والاطفال بلغة قناة العالم الايرانية ليسوا سوى ثلة من الهراطقة ، تم تجنيدهم بحفنة دولارات، يسعون إلى إيجاد نظام بديل للممانعة العنيدة !!، وبالاضاليل الاعلامية الزائفة نفسها ،أعادت فضائيات ولاية الفقيه واحزابها ـــ إنتاج بشارا باعتباره وليا مرشدا ، ولم يبق من مستلزمات الكوميديا السوداء إلا أن تضع (قناة المنار) فوق رأس الجزار العمامة ، باعتباره وليا مرشدا، ومع كل صنوف ( الجراحات التجميلية) لاعلام آخر زمن ، فإن ألف كف وكف تومئ إلى صورة الوحش بأنه قاتل الاطفال وجزار الفتية والامهات ، لم ينس الشعب السوري لا اليوم ولا غدا، دماء بنيه، لن ينسى عيني الرضيعة المليئتين بالدمع والتراب، وتلك الاشلاء المتناثرة في فضاء الدوما، ولا الطفل الدفين تحت ركام الدار في الزبداني ، وهو يعانق أمه واباه الغارقين بالدم ، من الصعب إزالة أوجاع المهاجرين ، وهم يلوذون بالاطلال المدن ، أكل الفزع أفئدتهم وصبية يتراكضون كما الطرائد تلاحقهم طائرات الوحش الذي فقد ظله فيتساقطون برصاص دولة الممانعة ، ـ
إن إقتناص المدنيين والتدمير المتعمد للمنازل وتسوية القرى وتحطيم جماليات الاوطان، من الظواهر الوحشية الفاضحة يعرفها العالم كله ، لم يعد يستر عورة النظام من شيئ ، بل سقط رئيس القصر الجمهوري إلى الابد ، منذ أن رفعت قواته السلاح بوجه درعا ، فقد شرعيته، وتنازل عن ماهيته البشرية ، منذ تلك اللحظة الفاشية صار نسيا منسيا ، لم يعد سوى صورة بليدة معلقة على جدران القتلة ، ولولا المرتزقة ومليشيات الاحزاب الطائفية ، أن يصمد ساعة زمن ، ومع ذلك فالمؤسسات واهية وهيكل الحكم يتهرأ كل يوم ، وحماة النظام مجردون عراة أمام الرأي العالمي وهم مكشوفون لكل ذي بصيرة ونظر ،
بعد مرور اشهر معدودات فقط على إنبثاق ثورة الحرية ، سارعت المرجعية بإصدار أمرها بمؤازرة الحكم السوري بكل الوسائل الممكنة؛ فجرى تشكيل لجنة تنسيق ثلاثية تضم ( حسن عزالدين ممثل حزب الله ـ علي الموسوي مستشار المالكي ـ علي شيرازي ممثل المرشد علي خامنئي في قوة القدس التابعة للحرس الثوري) عقدت اللجنة اول اجتماع لها في جهاز المخابرات ببغداد في الثالث من ايلول 20011 ، بحضور (محمد رضا نجل علي السيستاني ممثلا لابيه ) وقد تم في هذا الاجتماع مناقشة تطورات الموقف واتساع حراك المعارضة ، والتحولات الخطيرة في ميدان المواجهة المسلحة بين الحليف بشار والمعارضة، وهو امر ينذر بزلزال كبير ، قد يهز ولاية الفقيه ذاتها مما يستدعي اتخاذ كل التحوطات اللازمة ، ومناقشة كافة الاحتمالات ، وبعبارة موجزة فإن الحرائق التي إندلعت السنتها باتجاه قصر الرئيس ، قد تتنامى وتجعل الحليف أثرا بعد عين ـ
ومن هنا تقضي الضرورة الوقوف بحزم ضد مايحدث بوصفه تهديدا مباشرا مركبا ، فهو من جانب سيطوق ويعزل حزب الله، ويقطع عليه سبل التواصل، كما أنه بات يشكل خطرا مؤكدا على التجربة الشيعية في العراق، ومن جانب آخر فإن انهيار (القصر الجمهوري) في دمشق، سيشكل حافزا قويا للقوى السنية لاعلان تمردها في بغداد و في المحافظات الخمس الاخرى ، وستدعو إلى اسقاط النظام ، وستتحد مع الحراك القائم في الشام لإستحداث قوة مشتركة ضد الجمهورية الاسلامية ، إزاء ذلك فإن مايجري في سوريا هو معركتنا جميعا، وينبغي أن لاتكون الاخيرة ، إنها تضع أمامنا مسؤولية المصير المشترك، ووفقا لهذه الإحتمالات القائمة والمتغيرات الطارئة ؛ يتعين على اللجنة وطبقا لتوجيهات المرجعية التعجيل بدرء التهديدات وإنقاذ الحاكمية العلوية في الشام مما يراد لها او يخطط لاسقاطها ، وبعد المنافشات الفزعةـ قررت اللجنة تنفيذ خطة إستراتيجية تتضمن المراحل الثلاث التالية :
الاولى ـ مرحلة عاجلة : قوامها سلسلة من الاجراءات العملية ؛
1ــ اعلان المساندة السياسية الصريحة للنظام السوري ، والوقوف إلى جبهة الممانعة ضد المعارضة ومحاولة الوصول إلى قادة الحراك وحلقاته الرئيسية ـ
2ــ اعداد برامج اعلامية عبر الفضائيات الموالية ، وتكليف وكالة أهل البيت للانباء لاعداد وتصميم خطة ذات إتجاهين ، الاولى تؤكد فيها إلى صمود سوريا الاسد أمام المؤامرة (الامريكية / الاسرائيلية) والثانية : تسفيه الحراك والحط من شأنه ، بوصفه حركة دخيلة .
3 ـ تقديم الدعم (المالي) للنظام على نحو دوري وكلما اقتضت الحاجة إلى ذلك ـ
4 ـ الوقوف على متطلبات الموقف الميداني من الاسلحة والذخائر، بما يمكن الدولة السورية من مواجهة موجات الغضب المتصاعدة
5 ــ تنشيط العمل الدبلوماسي العراقي الايراني ، والتحرك السريع على النطاق العربي والاسلامي والدولي ـ
6 ــ تعهد أعضاء الثلاثية اعداد خطة استخبارية بالتنسيق مع المخابرات السورية، لاحكام السيطرة على المنافذ الحدودية لمنع تسلل مقاتلين الى سوريا أو وصول مساعدات عسكرية للفوى الثائرة ، ومن الضروري وضع نقاط رصد ومراقبة في المنافذ العراقية واللبنانية ـ المتاخمتين للحدود السورية ـ
ثانيا ، مرحلة الاعداد والتجهيز ،
1ـــ حملة كبرى : تحت شعار عاطفي (الدفاع عن سوريا دفاع عن أهل البيت) ، يجري تسويقه عبر مجموعة من الخبراء في الفضائيات الموالية للحث على التطوع بين الأوساط الشعبية في مدن الجنوب العراقي للانضمام إلى صفوف مليشيات عراقية تدعم كتائب بشار الأسد في مواجهة الحراك الشعبي،
2ــ ابدى كل من ممثل السيد خامنئي وحزب الله اللبناني بأنهما هناك كتائب قتالية جاهزة على أهبة الاستعداد للالتحاق بقوات النظام
3 ــ لاضفاء الطابع الشعبي فإن علي الموسوي اجرى إتفاقا حسب توجيه نوري المالكي في التنسيق المسبق مع رؤساء ثلاث ميليشيات للتطوع ومكتب رئيس الوزراء يعد متطلبات التسهيلات اللوجستية لتأمين دخول المليشيات إلى الأراضي السورية.
ثالثا ـ المتابعة والتقييم (النتائج الاولية)
1_ بعد مرور اكثر من سنتين ، تواصل “” “عصائب أهل الحق” حملة جديدة للتطوع في مناطق عدة من بغداد ومحافظات الجنوب للانضمام إلى ميليشيا كتيبة “أبو الفضل العباس” وميليشيات أخرى تتواجد في دمشق لإسناد قوات النظام السوري في مواجهة الحراك الشعبي وأن “المئات أبدوا استعدادهم للسفر إلى سوريا لحماية مرقد السيدة زينب في ريف دمشق والمساهمة بأي مهام قتالية يتم تكليفهم بها”.
2ـ تمكن “المشرفون على حملة التطوع من إقناع المتطوعين عبر محاضرات وحملات إعلامية بنية الجيش الحر هدم المراقد المقدسة في سوريا”، مبينة ان “وجبة المتطوعين الجديدة تعد استمراراً لحملات تمت سابقاً ومن المؤمل نقلهم إلى سوريا في غضون أسبوع عبر التنسيق مع الحكومة العراقية لتقديم التسهيلات اللوجستية للالتحاق بمقاتلي النظام “.
3ـ شهد الاسبوع الاول من فبراير 2013 وصول أكثر من عشرين تابوتا لمقاتلين منضوين في مليشيات تدعم نظام الأسد قتلوا خلال المعارك في ريف دمشق”، وان “معظم القتلى من بغداد ومن مدينة الصدر والشعلة والحرية وأقيمت لهم مجالس عزاء في مناطقهم حيث تم الاعلان عن (ان استشهادهم جرى في مهمات جهادية”!!). ونوهت المصادر بأن “تعبير المهمات الجهادية يعني اشتراكهم في المعارك الدائرة ضد الجيش السوري الحر أو المساهمة بحماية مرقد السيدة زينب والمراقد الأخرى في سوريا . وللحديث بقية
د.سيف الدين هاشم
مركز أمية للبحوث و الدراسات الاستراتيجية
وسوم: العدد 631