"إعمار عدن" تستحدث آلية مسح ميداني تعتمد على نظام الـ GPS
اللجنة الإعلامية للمبادرة: الإحصاء النهائي للمباني الخاصة المتضررة كلياً في مديريات التواهي والمعلا وكريتر "111"، و"233" جزئياً، و"153" مبنى بأضرار طفيفة..
استحدث الفريق التقني التابع لمبادرة "إعمار عدن" آلية عمل؛ لإجراء المسح الميداني، وذلك لتطوير سير عمل برنامج "حصر وإحصاء أضرار المباني جراء الحرب" في مختلف مديريات مدينة عدن، ضمن المرحلة الأولى منه، استعانةً بنظام تحديد المواقع العالمي GPS من خلال استخدام أجهزة خاصة "Germin – etrex 10"، ويضم الفريق مجموعة من المهندسين المعماريين والميدانيين من متطوعي ومنتسبي المبادرة.
وكانت اللجنة الإعلامية التابعة للمبادرة قد انتهت مساء أمس السبت الموافق 29 أغسطس 2015م من الإحصاء النهائي للمباني الخاصة المتضررة من منازل مواطنين وشركات ومخازن ومحلات تجارية وغيرها.. نتيجة أسبوعين من النزول الميداني المتواصل في ثلاث مديريات منكوبة عمرانياً، هي: التواهي والمعلا وكريتر، حيث بلغ عدد المباني المتضررة كلياً في مديرية التواهي "25" مبنى، و"38" جزئياً، و"61" بشكل طفيف، وكانت حصيلة مديرية المعلا من المباني المتضررة كلياً "36"، وجزئياً "115"، وطفيفاً "50"، بينما شمل المسح الميداني "50" مبنى متضرر كلياً في مديرية كريتر، وجزئياً "80"، وبأضرار طفيفة "42" مبنى، وأكدت اللجنة في ختام تقريرها بأن الإحصائيات النهائية المنجزة لم تتضمن الأضرار التي لحقت بالأثاث المنزلي والنوافذ والأبواب والمركبات، وإنما شملت بشكل صحيح ودقيق الأضرار الداخلية والخارجية التي تعرضت لها المباني، وتقف عائقاً دون سكن المواطنين فيها.
وفي تصريح له أوضح المهندس المعماري/عبيد باعبيد الآلية الجديدة المتبعة في البرنامج بالتالي: "يحمل كل عضو من الفريق الهندسي الميداني الجهاز المذكور آنفاً، قبل دخوله الموقع الذي تم الاتفاق عليه مسبقاً مع بقية أعضاء الفريق خلال اجتماع سابق لطاقم المبادرة، وبعد ذلك يحاول أن يقف ثابتاً في أقرب نقطة من المبنى المتضرر، ومن بين مجموعة من الخيارات التي تظهر على شاشة الجهاز، يضغط على خيار قمر صناعي، والذي بدوره يقوم بالبحث عن الأقمار الصناعية، للاتصال بأحدها، فتظهر قراءات متغيرة للإحداثيات بخطوط الطول والعرض على شاشة الجهاز، حتى تتوقف عند قراءة ثابتة، فتؤخذ على أنها أدق إحداثيات لموقع المبنى المتضرر"، مشيراً إلى أن النظام المذكور آنفاً يعتبر أكثر أنظمة تحديد المواقع انتشاراً وشيوعاً، رغم وجود أنظمة أخرى؛ إلا أنه من الصعب الحصول عليها، وتكاليف استخدامها باهظة، مع ذلك يغطي النظام الذي تستخدمه المبادرة حالياً ما يلزم من العمل، كما يختزل الكثير من الجهد والوقت للحصول على المعلومات عن المباني المتضررة، وبطريقة أكثر دقة، ويسهل أسلوب عرض تلك الأضرار.
بينما أوضح المهندس المعماري/خالد السعيدي سير العمل المكتبي، حيث قال: "بعد حصول المهندس الميداني على إحداثيات مجموعة من المباني المتضررة، يعود إلى المكتب؛ ليعمل على برنامج جوجل إيرث Google Earth بإصداره الأخير، وذلك من خلال الدخول لتبويب إضافة في شريط القوائم، ومن ثم خيار إضافة علامة موقع، وطباعة اسم أو رقم يدل على المبنى، وكذا طباعة القراءة الإحداثية بخطوط الطول والعرض، التي حُصل عليها ميدانياً بواسطة الجهاز؛ ليحدد البرنامج موقع المبنى المتضرر على الخريطة بشكل دقيق جداً"، منوهاً إلى إمكانية طباعة مجموعة من البيانات المتعلقة بالمبنى في خانة الوصف بذات التبويب، من ملفات وورد منفصلة، محفوظة مسبقاً، تم الحصول عليها بنزول ميداني متواصل إلى تلك المباني في الفترة القريبة الماضية، منها: حالة ضرر المبنى(طفيف/جزئي/كلي)، واسم المالك، وتفاصيل عنوان المبنى بالنسبة للوحدة السكنية الموجود فيها(المديرية، المنطقة، الحي، الشارع)، ونوعيته(سكني/تجاري/سكني-تجاري)، ونظام البناء المتبع(خرساني/جدران حاملة/شعبي)، وأشار إلى أن ذلك يسهل عملية الحصول على المعلومات حين الحاجة لها.
من جانب، ألتقى مدير مكتب رئيس الجمهورية الدكتور/محمد مارم بعدد من أعضاء المبادرة، وأطلع على تفاصيل برنامجها، والتقنيات الحديثة والآليات الاحترافية التي تعمل عليها فرقها الهندسية، الموازية لتلك المعتمدة لدى شركات إعمار عالمية في دول عظمى، قطعت أشواطاً كبيرة بذات المجال، وأبدى اهتماماً بعقد لقاء يجمع الفرق الهندسية التابعة للمبادرة مع خبراء ومهندسي شركات الإعمار الإماراتية المكلفة بإعادة بناء قصري الرئاسة في منطقتي "المعاشيق" و"الفتح" بعدن، وأظهر حرصاً بتوفير الاحتياجات اللازمة، بما تضمن استمرار عمل المبادرة ميدانياً، وتقديم كافة سبل الدعم اللوجيستي والمادي لها، كما كلف الفرق الهندسية بحصر المباني المتضررة في المديريات التي تعرضت لأكبر نسبة دمار، وخص المدارس بجزء كبير من نقاشه، بغرض استئناف المنظومة التعليمة عملها، وإعادة العملية التدريسية فيها، وعودة الطلاب إلى الصفوف الدراسية، وإجراء الامتحانات الوزارية في الموعد الذي أعلنت عنه وزارة التربية والتعليم.
على صعيد آخر تمكنت المبادرة من عقد عدة لقاءات مع جهات حكومية ومدنية معنية ومختصة بإعادة إعمار عدن خلال الأسبوع الفائت، حيث رحب مدير مكتب وزير الأشغال العامة والعمل/غالب منصور بإشراك مجموعة من مهندسي المبادرة بعملية النزول الميداني مع الفريق الهندسي المكلف من الوزارة بحصر وإحصاء المباني المتضررة في المدينة، وكذا حضور جميع اجتماعات ولقاءات اللجنة، والاطلاع على إنجازاتها الحالية وخططها اللاحقة، وتبادل الآراء والخبرات مع أعضاءها؛ ووعد المبادرة بترتيب لقاء مع معالي الوزير/وحي أمان، وطلب من الفريق الهندسي إعداد كشوفات متكاملة عن المباني المتضررة في جميع المديريات، سواء كان نوع الضرر كلي أو جزئي أو طفيف، أو نوع المبنى أكان سكني أو تجاري أو سكني/تجاري، وتحديد إجمالي المباني المتضررة في كل مديرية بشكل منفصل، وبذات الصدد تقدمت مؤسسة "صُناع النهضة" بطلب الحصول على كشوفات جاهزة من قاعدة بيانات المبادرة، خاصة بمباني تعرضت أبوابها ونوافذها للضرر؛ لإصلاحها أو تركيبها من جديد، وإجراء ترميمات خفيفة على المظهر الخارجي لتلك المباني، على أن يتم العمل باستهداف وحدة سكنية في منطقة منكوبة عمرانياً في كل نزول ميداني، بمرافقة من لجنة مصغرة من الفريق الهندسي التابع للمبادرة.
وفي تصريح لرئيس المبادرة الناشط/نوار أبكر نوه إلى أنه خلال اللقاءات الرسمية مع الجانب الحكومي تم مناقشة المخطط المستقبلي العام لمدينة عدنMaster Plan، والذي سيعمل على استغلال مساحات المدينة بصورة مثلى، ورفع كفاءتها، بما يخدم بإقامة مشاريع استثمارية، تسهم بشكل كبير بالنهوض والتطور في جميع مجالات الحياة منها: الاقتصادية والاجتماعية، كما تم تداول الرؤى والخطط حول كيفية الإسراع بإنشاء مجاميع سكنية مؤقتة لمن تضررت منازلهم، تلبي الاحتياجات والظروف المعيشية الملائمة لهم، بينما أشار أحد مشرفي المهندسين/هشام السقاف إلى أن المبادرة تعمل حالياً على إيجاد تطبيق أندرويد تتيح للمواطن المتضرر التواصل مع الفرق الهندسية الميدانية، بما يسهل له إرسال بياناته وبيانات منزله المتضرر من خلال الاتصال المباشر معها، مهما فصلت المسافة بين المواطن المتضرر والمهندس الميداني، إلى جانب تطبيق آخر يسهل التواصل بين المهندس الميداني والمهندس الذي يدخل البيانات على أجهزة الكمبيوتر المكتبية.
وفي ذات الوقت تجري إدارة المبادرة عدة مقابلات مع مجموعة جديدة من المتمرسين في مجال الإعلام الجديد ومشرفي منتديات وصفحات عامة في مواقع التواصل الاجتماعي ومصورين فوتوغرافيين ومهندسين معماريين ومدنيين وفنيي تصاميم وجرافيكس، من الجنسين، الملتحقين بالبرنامج، خُزنت جميع بياناتهم بقواعد بيانات خاصة بالمبادرة، منذ الإعلان عن البرنامج مطلع شهر إبريل الماضي من العام الجاري 2015م، ويتم خلال كل مقابلة منفردة التعرف على شخصية المتقدم، والتطرق لنبذة تعريفية عنه، وتخصصه العلمي والعملي، والنقاش حول تجاربه الميدانية أو المكتبية السابقة، ومدى علاقة أعماله واهتماماته بأنشطة البرنامج، وعن مدى تفاعله بالعمل الجماعي، والإمكانات والكفاءات الفنية والتقنية، التي يتمتع بها، وإمكانية مواصلة عمله بشكل طوعي، وكذا تداول أليات العمل المتبعة بالبرنامج، والموقع الذي سيشغله.
يُذكر أن "إعادة إعمار عدن" مبادرة، طوعية، ليس لها أي انتماء حزبي، ولا يقف خلفها مكون سياسي، يضم طاقمها الإداري عدد من المهندسين وفنيي خدمات عامة وناشطين ميدانيين، مستقلين، أنشئت مطلع شهر إبريل الفائت من العام الجاري 2015م، وتمارس عملها على برنامجها الأول "إحصاء وحصر المباني المتضررة جراء الحرب" في النطاق الجغرافي لمدينة عدن، وتطمح بأن تخرج وتتوسع بمشاريعها وأنشطتها إلى مدن لحج وأبين والضالع.
وسوم: العدد 631