ما الذي جاء بكم يا ربعي ..؟

د. حامد بن أحمد الرفاعي

سأل رستم قائد الفرس ربعي بن عامر رسول قائد جيش المسلمين يوم القادسية ما الذي جاء بكم يا ربعي..؟  فقال:"جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة"فتحرير الإنسان وكرامته غاية جوهرية في منهج الإسلام العظيم..ومنطلق أساس وراشد لإقامة الحياة وإشادة صروح العدل والسلام..وهكذا تحولت رسالة الإسلام بمفردات الخطاب الثقافي البشري..من القومية إلى الإنسانية..ومن الإقليمية إلى العالمية..ومن احتكار المصالح إلى عولمة الخير والمنافع..ومن نزعة الاعتزال الحضاري إلى ميادين التكامل والتنافس بين الحضارات..ومن ظلمة الانحباس والتعصب الثقافي..إلى أنسنة القيم والفكر والثقافة والمعرفة..وقدمت رسالة الإسلام بين يدي هذا التوجه الإنساني..عدد من المنطلقات لتكون أساساً لاستراتيجيِّة تَحارُك وتعاون بشري مشترك..وذلك لتصحيح مخاطر السير الحضاري البشري..وتحيق تعايش عادل آمن بين المجتمعات وهي :              

الحوار لقوله تعالى:"وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ". التعارف لقوله تعالى:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا". التفاهم لقوله تعالى:"قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ" التعاون لقوله تعالى:"وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى" التنافس:"فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَات".التخادم لقوله تعالى:"وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا".التنافع لقول رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:"خيرُ النَّاسِ مَنْ نَفَعَ النَّاسَ".التراحم لقوله تعالى:"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"قال ابن بطال) علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال،عالم بالحديث من أهل قرطبة شارح صحيح البخاري رحمه الله تعالى) :"يدخل في معنى هذا الحديث المؤمنُ والكافرُ وجميعُ الخلائق". التناصح والتحاسن لقوله تعالى:"وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً". التدافع لصرف الفساد عن الأرض لقوله تعالى:"وَلوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ ببَعْضٍ لفَسَدَتْ الأَرْض". صون سلامة البيئة لقوله تعالى:"وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا".

وسوم: العدد 633