محو الأمية برنامج رائد ينهض بالمجتمع
يعتبر محو الأمية أو تعليم الكبار مهمة قد تحقق تقدماً كبيرا، حيث أن تقدم الإنسانية مرتبط بالتعليم و المعرفة. فمحو الأمية هو برنامج رائد ينهض بالمجتمع و يوفر للكبار فرصة لتعلم مبادئ القراءة و الكتابة و الحساب، خاصة لمن فاتتهم فرص التعليم، و بالرغم من ذلك لم يتحقق حتى الآن ولا تزال نسبة الأمية منتشرة في البلاد العربية خاصة و هذا يحتاج إلى مزيد بذل جهود كبيرة و يعود السبب في ذلك إلى عدة عوامل مجتمعة مع بعضها البعض ومنها الأهداف الطموحة، والجهود المتوازية غير الكافية، والتقدير غير الصحيح لحجم وعظمة هذه المهمة.
لقد أثبت التجارب خلال العقود الماضية أنه من غير الممكن تحقيق هدف محو الأمية أو تعليم الكبار على المستوى العالمي ، وأن ذلك يستوجب ليس فقط تكثيف الجهود بل وأيضاً تجديداً في الإرادة السياسية والعمل بشكل مختلف عن السابق وعلى جميع المستويات المحلي والوطني والدولي. والواقع أن محو الأمية هو في صلب التعليم للجميع لأسباب منطقية عدة.
فالتعليم الأساسي الجيّد النوعية يزوّد الطلاب بمهارات محو الأميّة مدى الحياة ويشجّع على بلوغ مستويات علمية أعلى. أضف إلى ذلك أن الأهالي المتعلّمين مهيأون أكثر من الأميين لإرسال أولادهم إلى المدراس، كما أن الأشخاص المتعلّمين أقدر من الأميين على الإفادة من الفرص التعليمية التي تتجلّى باستمرار. هذا وتبدو المجتمعات المتعلّمة مجهّزة بطريقة أفضل لمواجهة التحديات الضاغطة على مستوى التنمية.
يعرف الإنسان الأمي بأن كل فرد بلغ الثانية عشرة من عمره ولا يلم إلماما كاملا بمبادئ القراءة والكتابة والحساب بلغة ما ولم يكن منتسبا الي مدرسة أو مؤسسة تربوية وتعليمية " جاهلا " و الجهل و الأمية يحاربان بالعلم، بالتعلم والتفقه في الدين.
لذلك يشكّل " محو الأميّة " حقاً من حقوق الإنسان وأداة لتعزيز القدرات الشخصية وتحقيق التنمية البشرية والاجتماعية.
فالفرص التعليمية تعتمد على محو الأمية ولا بدّ من الإشارة إلى أن محو الأميّة يشكّل نواة التعليم الأساسي للجميع، وهو عامل ضروري للقضاء على الفقر، و الجهل ، والحدّ من النمو السكاني، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وضمان التنمية المستدامة والسلام والديمقراطية.
وهذه مناسبة ندعو من خلالها كبار السن الى مزيد الإقبال على التعلم لأن " العلم نور" و بالأخص لكل من فاته فرص التعليم .
وسوم: العدد 633