خَبَرُ "أُمُّ القُرى وَحَولَها"

اصطحبنا أنا وأبو همام عام 2006م بقسم اللغة العربية من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، أستاذين زائرين، وله المقام الأعلى. وتيسر لكل منا ببيته من الفراغ ما أغراه بعمل ما لم يعمل وإنجاز ما لم ينجز.

وقد برز الحج لأبي همام، وأبى ألا ينصرف عنه، وقامت عليه الحجة فيه، ولم يقم له حتى أناب عنه بعدئذٍ أخاه وأخانا الدكتور عبد الله عبد الحليم وكيل كلية الآداب الآن بجامعة حلوان.

ولكنه لم يهدأ له عندئذٍ بال ولم يهنأ فراغ، حتى انقطع لنظم هذه القصيدة (أم القرى ومن حلوها)، وإرسالها إلى بيت الله الحرام – قال – على عادة شعراء الأندلس إذا عجزوا عن الرحلة إليه! كتبها بخطه الفذ على غلاف كراسة إجابة اختبار، ثم أعطانيها لأكتبها له على الحاسوب وأرسلها إلى مجلة العربي الكويتية، وأوصاني ألا أُغير طباعتها عما كتبها، بما يعلم من منهجي في طباعة الشعر!

ما زال عندي أصل القصيدة بخطه كما أعطانيه – فقد أبيت أن أعيده إليه – ولو كنت عثرت عليه هنا لنشرت صورته، ولكنني تركته في القاهرة ببيتي من جزيرة الروضة التي صُلي عليه منها اليوم في مسجد صلاح الدين قريباً من نادي أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة.

رحم الله أبا همام، وطيب ثراه!

لقد جلا في هذه القصيدة من إيمانه الدفين ما أزعج بعض الشعراء الغافلين، الذين ظنوا أنهم قد استولوا عليه وأنه قد اطمأن إليهم، حتى إذا ما طلع عليهم ببائيته هذه العصماء، ولَّوا عنه يائسين منه!

وسوم: 634