رسالة من المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية بمناسبة عيد الأضحى المبارك
بسم الله الرحمن الرحيم
حجاج بيت الله الحرام، أيها المسلمون في مكان، أيها السوريون في الأرض المباركة وفي الشتات .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وكل عام وأنتم بخير .. وتقبل الله الطاعات والأعمال الصالحات .. وجعل هذه المواسم الكريمة؛ مستراحا إليه سبحانه، وتذكيرا بما يجب على العبد تجاه ربه.
وبعد؛
فإن مما آلم المسلمين جميعا وأدمى قلوبهم المكلومة في كل مكان؛ مصاب الحجيج في مشعر منى إثر حادث التدافع الذي أوقع المئات بين شهيد وجريح، في صفوف ضيوف الرحمن، وإننا وإذ نألم لما ألمّ بهم وبذويهم من مصاب عظيم؛ فإننا نرجو لهم من الله واسع رحمته، وعظيم مغفرته، وقد وعدوا على لسان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؛ بالرجوع إلى ديارهم كيوم ولدتهم أمهاتهم، فكيف وهم يفدون إلى الله سبحانه؛ عائدين من بيته الكريم، أثناء تأديتهم أركان الحج وواجباته، وقد قال المصطفى عليه السلام: "يبعث كل عبد على ما مات عليه".
أيها السوريون؛ يمر هذا العيد علينا ونحن في السنة الخامسة من ثورة شعبنا المباركة، وما زال هذا الشعب الأبي يقدم التضحيات المتتالية بلا كلل أو ملل أو نصب أو تعب، في رسالة إلى العالم أجمع أننا على طريق الحرية سائرون، لا نقيل ولا نستقيل أو نهلك دون ثورتنا!
وإننا نقول ما قاله ربنا سبحانه في سورة التوبة: إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعدا عليه حقا في التوارة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم".
حجاج بيت الله الحرام، أيها المسلمون في كل مكان، أيها السوريون في الداخل السوري المبارك، وفي المنافي والمهاجر، أعاد الله عليكم مواسم الطاعات وأنتم في حلل النصر ترفلون، وبتاج الفخار تزدهون، والحمد لله رب العالمين ..
"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون".
المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية
د. محمد حكمت وليد
١١ ذي الحجة ١٤٣٦
٢٥ أيلول ٢٠١٥
وسوم: 635