بصراحة.. الكرة في ملعب الثوار
قبل ألف وأربعمائة سنة تقريباً وصل القائد قتيبة بن مسلم الباهلي إلى أسوار الصين يريد فتحها، فسارع إمبراطور الصين صاغراً ليلبي مطالب القائد المسلم، الذي أقسم أن يطأ أرض الصين، فحمل الإمبراطور تراباً من أرضها ليفي قتيبة بقسمه ويطأ ترابها، وقدم له الجزية والهدايا الثمينة حتى يكف عن دخول الصين.
اليوم تمخر السفن الحربية الصينية عباب قناة السويس في طريقها إلى البحر المتوسط هدفها الشواطئ السورية دعماً لشريكها الدب الروسي في محاولة مستميتة في الإبقاء على الأسد وحمايته.
الأسد بانت نواجذه من الضحك سعادة وهو يرى السفن الصينية والروسية تحمل أسلحة الموت والدمار لتفتك بالشعب السوري وتدمر المدن على رؤوس ساكنيها، وكأن براميله المتفجرة وصواريخه الفراغية وألغامه البحرية، لم تشبع نهمه إلى القتل والتدمير فاستغاث بالدب الروسي والتنين الصيني، ليقوما بالمهمة التي عجز عن تحقيقها الحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب اللات وأبو الفضل العباس وعصائب الحق وفيلق بدر والحشد الشعبي، والمرتزقة الذين استقدمهم من شيعة باكستان وشيعة أفغانستان بأموال إيران القذرة.
الروس والصينيون لم تغرهم مليارات دول الخليج التي تصب في بنوكهم استثماراً وثمن بضائع من النوع الرديء، أملاً في أن تعمل كلتا الدولتين على حقن الدماء في سورية وتنصف الشعب السوري المكلوم، فقد كانت عيون كل منهما تذهب بعيداً بما تحتويه مياه المتوسط قبالة الشواطئ السورية من كنوز الغاز والنفط، التي قدر الخبراء أنها أكبر وأغنى حقول في العالم، وسال لها لعابهما، وقد قدّم نمرود الشام لهما هذه الثروات على طبق من ذهب، لقاء حمايته والعمل على إبقائه رئيساً للدولة التي يحلم بإقامتها على 15% من أرض سورية الكبرى بعد أن خسر 85% منها على يد الثوار وداعش.
الكرة اليوم في ملعب الثوار فإن توحدوا ووقفوا وقفة رجل واحد في مواجهة الدب الروسي والتنين الصيني والميليشيات الشيعية، متمثلين بسلفهم قتيبة بن مسلم الباهلي، فالنصر ولا شك سيكون حليفهم، فهم يدافعون عن الوطن والعرض والمال، ولم يذكر التاريخ أن شعباً تصدى لمعتد يريد أرضه وماله وعرضه قد انهزم. (فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين).
وسوم: 635