قصةُ المُنَمْنَماتِ
أواخر تسعينيات القرن الميلادي العشرين هاتفني بمدينة مسقط العاصمة العمانية، الأستاذ الدكتور أحمد درويش عميد كلية الآداب عندئذٍ بجامعة السلطان قابوس، في أبياتٍ طلبها منه معالي محمد الزبير مستشار جلالة السلطان قابوس، لِتُحفر في قُبة مجلس الضيفان من قصر له جديد.
ذهبت في كتب الأدب العربي أُنقِّب عما يصلح لذلك، ثم فجأة تذكرت "الصداقة والصديق"، كتاب التوحيدي المرصود للإخوانيات الذي قرأته من قديم.
هاتفت الأستاذ الدكتور أحمد درويش، وجعلت أنشده ما ظننت أنه مناسب وهو ساكت، حتى إذا ما ذكرت له كتاب التوحيدي ابتهج به راضياً مستغيناً عما سواه!
ناجيت نفسي في أن أعود إلى ما قرأت من كتب الأدب العربي، فأستخلص منها كل ما أتخيل أن تتزين به جدران المجالس العربية من نصوص النثر الشريف والشعر النفيس الموجزة الجزلة، ورأيتها مثل منمنمات الفسيفساء المغروزة في طوايا جدران المجالس العربية.
نشرت مما اجتمع لي منها بملحق جريدة الشبيبة العمانية (شرفات)، وعلى مواقع إلكترونية – وما زلت – على أنه "منمنات على جدران المجالس العربية، انتزعها الدكتور محمد جمال صقر"، حتى اكتمل منها كتاب طريف أرجو أن يتاح قريباً لزوار موقعي الأفاضل.
كان من كرامات المنمنمات التي كنت أكتفي في نشرها بتحقيقها وضبطها وترقيمها وعنونتها، أن تمني عليّ بعض إخواني أن أتجاوز إلى تأملها بما ينبغي لها من ثقابة النظر الناقد، فخرج لي مقال "حسن سرقة الشعر"، المتاح على موقعي، وقطعة لا بأس بها من كتاب "مهارات اللغة العربية" الأول، المعتمد بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية من جامعة السلطان قابوس، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات!
وسوم: 638