مضت الايام بحلو الذكريات... ستعود فاتنة كردفان كما كانت ...

اليوم سعيد وكأنه عيد .... يلا نمشى حدائق البان جديد ... هكذا صدح شاعر كردفان المجيد محمد عوض الكريم القرشى فى رائعته البان جديد التى اضفى عليها صوت عثمان الشفيع روعة وجمالا فالبان جديد كانت ملهمة الشعراء والمبدعين ليس فى كردفان والسودان فحسب بل على مستوى ربوع المعمورة فزارها عمالقة اهل الفن والشعر والادب والسياسة امثال الشاعر نزار قبانى وبنت الشاطئ والمحجوب والازهرى ورؤساء دول كثر..

والرحلات الى البان جديد كانت اهم برامج الاعياد ولا تكتمل فرحة العيد الا بالرحلة السعيدة الى حدائقها الغناء وجداولها العذبة ليلهو الاطفال ويجد الكبار الاستجمام والاسترخاء من رهق وعنت العمل براحة تعيد لهم النشاط الى الجسم والذاكرة ....فكم ضمت جنائن شيبون وابوراسين والعمدة الزين عبيد وال نورى وخليل عوض وعبد السلام عثمان وال هاشم وقمبور والوقيع وجنينة الحكومة والسجن ومختار الجبلاب وال سيد على هاشم وغيرها من الاسماء الخالدة المحفورة فى اعماق الذاكرة الكردفانية ضمت هذه الحدائق والجناين اسر وجلسات انس واحتفاء ووداع وتكريم ..

مضت الايام بحلو الذكريات وطيب المعاشر وبات الناس مشغولين بظروف الحياة الضاغطة واستعصت البان جديد بالبعد والبعاد ...فلم تعد هى عروسة الاعياد والرحلات فقد عصفت بها ذاكرة الشجن الاليم والظل الظليل من برامج فرحة العيد ورحلاته السعيدة فتغيرت وجهة الاجيال الجديدة الى مراتع اخرى كجبل كردفان جنوب شرق المدينة وصرفان الخوى الجميلة رغم بعدها وفضل اخرون ظلال التبلدى المتفرقة حول المدينة ليقضوا وقتهم بعيدا عن صخب المدينة وضوضائها ليعيدوا ترتيب مقبل الايام ان كانوا فى شكل اسر او اصدقاء فرقت سبل الحياة بينهم وجمعتهم لمة الاحباب والعيد اوابناء حى يعيدون ماضى ذكريات الطفولة والصبا بهجة وفرحا ... ان انسان عروس الرمال وكردفان رغم ما يعانيه من كبد ومشقة تحمل دواخله الجميلة مساحة للترحال والرحلات لانها جزء من مكوناته شأن كل ابناء السودان. مضى عيد الفداء وولت ايامه مسرعة فقبل ان نقدم تهانى العيد للاستاذ جمعة البلولة رئيس اللجنة الشعبية بقرية البان جديد سألناه عن اسباب هجر اسر واهل الابيض لرحلات البان جديد فبعد تنهد عميق قال كل عام وانتم بخير والبان جديد لازالت بخير وان قلت رحلاتها وذلك بسبب الطريق الترابى الذى يربطها بمدينة الابيض والبالغ 17 كيلو وكما تعلمون نحن فى عهد وزمن تحكمه السرعة والخدمات المريحة وقال ضاحكا انه زمن «التيك وى» هذا يعتبر سببا رئيسا واذا تمت سفلتة هذا الطريق ستعود للبان جديد عزها وشبابها ومجدها المفقود لانها تحمل مقومات النجاح ولايخفى عليكم نوع العربات الحديثة وفى الماضى كانت هناك اللوارى وبصات ابوقرش قاهرة التضاريس عكس اليوم ولكن عبركم نبشر بقرب العمل فى سفلتة هذا الطريق المهم والشيء الثانى نضوب مياه الجنائن بسبب مشكلة السدود لذا ذبلت كثير من تلك الحدائق والجنائن التى كانت ترفد المدينة بالخضر والفاكهه ولكن الجهود ماضية لمعالجة الامر وان شاء الله ستعود قريبا البان جديد الى زاهر عهدها. السمؤل حسن «جمباكا» الناشط الاجتماعي وعضو منظمة تنمية الريف الكردفانى قال تظل البان جديد هى قبلتهم فى كل الاعياد رغم ما اصابها من جور الزمان لانها تمثل عبق التاريخ وذكريات طفولة جميلة قضوها بين جنائنها وجبلها وخيراتها الوفيرة من المانجو والجوافة والبرتقال وكل انواع الفواكه والخضر وتضع المنظمة البان جديد فى اول اهتماماتها بالتعاون مع اهلها وواكد بانها ستعود فاتنة كردفان كما كانت.

عمار محمد الحسن بلو اشار الى بروز مناطق اخرى كالمزلقان وبنو وودالبغا وخزان الجلابية ومنطقة جبل كرباج ولكن المناطق البديلة لم تكن بجمال وهداوة البان جديد التي اصبحت الرحلات اليها متفرقة ولكن تظل محل اشواق الناس على امل عودة الحياة اليها خاصة انها مرتبطة بوجدان اهل الابيض، اما المهندس حسام الدين محجوب الامين فقال ان البان جديد تمثل ريف الابيض وهي مثل الريف الانجليزي للعاصمة البريطانية اذ تجد الناس فى لندن الناس يسكنون الريف ويأتون للعمل فى لندن ثم يعودون مساء ونحن فى عروس الرمال وكل ريف كردفان تمثل لنا الرحلات مكونا مهماً لثقافاتنا لذا نهتم بها على نطاق الاسر والاصدقاء مطالبا بربط البان جديد بشارع اسفلت حتى تعود البان جديد.

ياسر الايوبى مراسل الرياضية اف ام 104 بالابيض قال ان العيد رائع بعروس الرمال واجمل شيء هو منطقة الصريف وهى منطقة سياحية عالمية لو وجدت الاهتمام وساهم في بروزها الشارع المعبد والمناظر الجميلة

وهكذا قضى اهل الابيض فرحة العيد فى رحلات خارج المدينة بحثا عن الهدوء وراحة البال وامنيات بعودة البان جديد لسابق مجدها وان يعود العيد بالزهور والوردى التى كانت مشتولة فى ربوع البان جديد الجميلة التى تبحث وتفتش عن ماضيها الجميل الذى رحل لم يعود الينا فهي خريف عم الدنا .

وسوم: 639