سوريا كما نريدها نحن وليس كما يريدها لنا الغرباء...

اعزائي القراء.. حتى لايكون العنوان غامضا فأتهم بالغموض والتورية فعلي ان احدد كلمة نريدها نحن ومن هم الغرباء..وهذا سيتم تعريفه من سياق المقال . قبل ذلك علينا ان نعترف ان هناك تحركا بطيئا لقطار سوريا هذا القطار هو من موديﻻت بدايات القرن العشرين مع الاسف اي ان وفوده بالفحم الحجري ويقف بين كل محطة ومحطة ليتم تخزين الفحم والماء ثم يعاود مسيرته. ركاب هذا القطار لايهمهم الزمن . كل همهم انهم حجزوا كافة عربات القطار . اما سرعته فليست من اهتماماتهم ايضا. بالامس تحلق عشرات المناديب حول طاولة فخمة رائعة ذكرتني بصورة لمؤتمر فرساي... فيها فخامة المنظر جمعت اشخاصا لا هم بالعير ولا بالنفير، فقط وجدوا هناك لان بعض اللاعبين الكبار ارادوهم هناك قد يكون سبب وجودهم لرفع الاصابع. سمعنا والعهدة على الراوي انهم اتفقوا على امور واختلفوا على اخرى .. لايهم ..فبالرغم كوننا سوريين والمفروض ان تعرف ماهي المبادئ الاساسية التي وضعوها لنا الا ان حتى معرفة مايحاك لنا حجب عنا .  حالنا مع الاسف صار اشبه بحال شخص دخل المطعم ليتغدى فاجبره صاحب المطعم ان يأكل كما يريد هو وليس كما يريد الزبون . الزبون هو نحن السوريون . بكل تنوعاتهم الوطنية  وصاحب المطعم هم اولئك الغرباء الذين سيفرضون علينا ما نطبخ وما نأكل. قالوا انهم اتفقوا على خطوط عريضة.. واقول وهل هناك خط اعرض من تحديد موعد لنهاية مجرم قاتل منتهي الصلاحية منذ زمن طويل من ان( يحل) عن السوريين وينزل من القطار ويرحل الى غير رجعة.!! قالوا انهم اتفقوا نيابة عنا على شكل الحكم ... انا لا اعترض على شكل الحكم .. ولكن اعترض على وضع العربة امام الحصان مع ان الحمار مازال مربوطا الى عربة الزبالة واعترض على غرباء يضعون لنا بندا من دستور المستقبل ولايشارك في هذا الوضع سوري وطني واحد!!. واذا كانت البداية هكذا فغدا سيفرضون علينا فلانا رئيسا للجمهورية المؤقته او الدائمة لايهم فطالما حجزوا له كرسيا فتثبيته على الكرسي امر اسهل من حجزه. ويفرضون علينا فلانا آخر وزيرا للخارجية ثم يمزجونهم مع شخصيات معارضة اخرى مهترئه ويقولون لنا مبروك هذه هي سوريا الغد. ونكون قد صفقنا لزوال مجرم ليستلمنا مجرمون اخرون .. وطالما ان الآخرين الذين يتلاعبون في مصير سوريا الغد لايملكون في جعبتهم او لايرغبون ان يملكوا شخصيات وطنية .اذن كل التشكيلة يجب ان تكون تحت الحماية الأجنبية خوفا من استكمال ثورة الشعب السوري ضدهم وهذا يستدعي ان يكون وزير الدفاع منهم ومدير المخابرات منهم ووزير الداخلية منهم ..وحجتهم المرتقبة هي "حتى لاتحدث فوضى في البلد." وبذلك يملك الغرباء سوريا ويرثوها ونحن احياء. أعزائي القراء.. احيانا لا الومهم طالما ان كل عشرة منا صار يملك حزبا واتجاها وهي ظاهرة تشرذم تساعد الغرباء على التحكم بنا.. علينا اولا ان نضع اسس لما نريده نحن من اول نظام يحكم سوريا الغد. الأساس الاول : سوريا لن تحكم من طرف واحد فمهما انتقد احد اطرافنا الطرف الوطني الاخر فلن يستطيع الغاؤه علينا ان نفهم ذلك وعلينا ان نعقد صداقات مع بعضنا ولانترك للآخرين ان يجمعوننا على طاولة واحدة فيطلبوا منا تنازلات ليست في صالحنا بل تنازلات لصالحهم. .  الأساس الثاني : لايمكن في اول خطوة من خطوات سوريا الغد ان يفرض احد الاطراف كل مبادئه على الآخربن وعلى طريقة أما ان تقبلوا بها واما انا خارج عنكم وسأشوش عليكم. فعلينا ان نعرف ان سوريا الغد ذات الوان بديعه كل لون يمثل اتجاها ولكن ليس بالمستطاع ان يطغى لون على لون آخر . الأساس الثالث : لايمكن ان تلغي المقاتلين الشرفاء الذين ضحوا بحياتهم من اجلنا فهؤلاء سبكونون جزءا من مشروع وطني في مؤسسة عسكرية شريفة سيعاد تنظيمها على اساس الولاء للوطن . الأساس الرابع : الدول التي وقفت معنا كالسعودية وتركيا وقطر واخرى كانت معنا سرا لايجوز ان يفرض الغرباء الآخرين علينا شروطا بالابتعاد عنها فهناك مصالح متبادلة اقتصادية وسياسية وامنية سيعتمد عليها بناء المنطقة ككل.وخاصة ان خطر ايران مازال قائما. اما سياسة الإنتقام من دول كانت شريكة لعدونا فهذا مؤجل في اول خطوات لبناء سوريا الغد فإهتماماتنا ببناء سوريا هي المقدمة لإحترام الآخرين لنا. الأساس الخامس : دستورنا هو ملك للجميع فإذا لم نسمح لفرنسا ان تكتب لنا دستورنا بعد الاستقلال ..فهل نسمح لامريكا او روسيا او ايران ان تكتب لنا هذا الدستور؟ الأساس السادس : بناء الوطن بيد ابنائه فلن يكافئ من خرب الوطن باستثمار فلوسه في ارضنا . نقبل الدعم المالي والفني الغير مشروط او الذي لايكبل قراراتنا ، ولكن لانقبل ان تعمل كفاءاتنا لديهم موظفين في مؤسساتهم . فمهندسينا وفنيينا وعمالنا هم بناة الوطن.  اعزائي القراء ... لانستطيع بعجالة ان نكتب مسارا كاملا لسوريا الغد ولكن علينا ان نعلم ان سوريا الغد هي كشكل هندسي رائع .. مثلثا كان او شكلا رباعيا ..  فإن كان مثلثا فنصر ان بكون متساوي الأضلاع كل ضلع يمثل اتجاها وطنيا مخلصا.. وان كان شكلا رباعيا فنصر ان يكون مربعا متساوي الاضلاع كل ضلع يمثل اتجاها وطنيا مخلصا. واصر على هذه الكلمة. فان إقتطعت ضلعا من هذه الاشكال الهندسية تكون قد فتحت ثغرة للاجنبي الغريب ان ينفذ منها لداخلنا فنجني على الوطن بأنفسنا. فلنعود اعزائي انفسنا منذ اليوم على بناء الوطن مبنيا على اعمدة راسخة صلبة ..فسوريا الغد للمخلصين من ابنائها فقط كل ابنائها بدون اجندات من اعداء الوطن. مع تحياتي.