جُحر ضَب !
قال صلى الله عليه وسلم: لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه.
فقلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟
قال النبي صل الله عليه وسلم: « فمن؟ ».
رواه مسلم من حديث زيد بن أسلم.
يلخص قضايا الأمه التى قوامها أكثر من 2 مليار مسلم حالياً. نحن الآن فى جحر ضب الذى دخله أهل الكتاب واتبعناهم. واقع مؤسف ولكنه حقيقى.
أمرنا ألا نصدقهم أو نكذبهم فيما قالوا ونظراً لتخلفنا الواضح والشديد الوضوح فى مختلف المجالات أجبرنا على الدخول معهم حيث دخلوا وصرنا صوراً باهته لا قيمه لنا فلا تمتعنا بخصوصياتنا ولم نقف على لحظاتهم الممتازة.
فكفا صوراً مشوهة غاية فى التعتيم والرداءة.
ويؤكد الكتاب الكبير الدكتور عبد الوهاب المسيرى فى كتابه (البذور والجذور والثمر) على أهمية الخصائص الذاتية للمجتمع وأن فقدها يعنى فقد الهوية والذوبان.
لحن الآن فى جُحر الضب !!
نأكل مما يأكلون، ونلبس مما يلبسون، ونتعاطى من ألوان ثقافتهم ما يعرضون !! انه الذوبان الحقيقى.
أين نحن من ثقافتنا؟ لقد انفرط العقد وتناثرت حباته.
حالة من الترهل الفكرى شديدة التعقيد والغرابة وأكاد أزعم أننا فى حالة عداء مع كل الموروث الدينى.
وكان لإنتشار فكرة أن أوربة بلغت ما بلغت من التقدم العلمى لأنها أزاحت الدين من طريقها !! وهى فكرة غاية فى السخف والشطط وقله النظر لأن الواقع يقول أن دين الله لم يصل الى أوربه وأن ما قدم هو دين كنسى فرضه باباوات الكنيسه ولا علاقه له بدين الله. لقد سيطرت الأوهام على العقول ولم يعد للتفكير مجالاً أو للمنطلق أنما السائد هو منطق الطبلة والربابة كما يقول نزار قبانى !!
إستطاع الإعلام الصهيونى السيطرة على كل إعلام الدنيا من خلال الشهوات جميعاً فلا شئ هناك إلا منطق الاشباع ! وتحول الإنسان المعاصر من مخلوق يعبد الله بمنهج الله الى مخلوق يعبد نفسه كما زين له الإعلام وفسدت البشرية كما لم تفسد من قبل.
نعم لقد فسدت البشرية كما لم تفسد من قبل. قلنا أن الإعلام الصهيونى استطاع ان يسيطر على كل إعلام الدنيا ويؤسسه على (الشهوة والشهية) أى الغرائز. فهبط الإنسان إلى أسفل سافلين وجعل من الإشباع غابة ولا غايه أخرى خلافها حتى سقطت كل المفاهيم العقدية فى نفوس الناس وأنحطت الأخلاق وغاب الضمير بفعل تعميق المفاهيم التجزئييه التى أفسدت منظومة القيم التى تحكم المجتمع.
إن مهمة الإعلام الصهيونى والمتصهين هو إفساد مجتمعاتنا الإسلامية بشكل يصعب معه إعاده تفعيل منظومة العتم بعد تجليها وإزاله ما علق بها من فساد وإفساد. قضية معقدة متشابكة تحتاج إلى عمل جماعى لإخراج المجتمع المسلم من الظلمات إلى النور.
وسوم: 642