“الكمائن” تكتيك جديد لثوار الساحل السوري
بعد اتباع قوات الأسد والطيران الروسي المساند له سياسة الأرض المحروقة، على جبهات ريف اللاذقية والقرى القريبة منها، اتبع الثوار سياسة “الكمائن” باعتبارها الحل الأسرع، والأكثر فاعلية لصدّ قوات الأسد وتكبيدهم خسائر كبيرة بالأرواح.
نصب الثوار عدة كمائن على محور جب الأحمر في جبل الأكراد، ومنها كمين مدرسة عرافيت، حيث استدرج الثوار قوات الأسد إلى المدرسة، ليحاصروهم وينالوا منهم، كما تصدوا للمؤازرات التي جاءت لإنقاذهم.
واتبع الثوار السياسة ذاتها فنصبوا كمينين على الطريق الواصل بين قريتي عين الجوزة والمغيرية على محور مجاور، وسقط خلالهما ما يزيد عن 45 عنصر لقوات الأسد.
أرهقت السياسة الجديدة لثوار الساحل قوات الأسد، واستنزفت قدراتهم وتحديداً العنصر البشري، فمهما قصف الأسد، ودمر في غاراته، لا يمكنه التقدم بدون العنصر البشري، وبدورهم راهن الثوار عليه، وحققوا نتائج كبيرة، فقتلوا أعداد كبيرة من قوات النظام بأقل جهد ممكن.
ولعبت تضاريس المنطقة دوراً فاعلاً، وسهلت خطوات الثوار في تكتيكهم الجديد، فثوار الساحل يعرفون تضاريس منطقتهم أكثر من عناصر الأسد، ويتقنون التعامل مع جبالها ووديانها وسواقيها.
ومن جهة أخرى كان لاتباع النظام السوري سياسة “التقدم والتحرير أو الموت” دوراً أيضاً في حصد أعداد كبيرة من عناصر النظام، فأجبر النظام السوري قواته بالتقدم تحت أي ظرف وهو ما جعلهم فريسة سهلة لثوار الساحل؟
وبعد الثقة الكبيرة للثوار، بسياستهم الجديدة، تحولت معاركهم إلى “الكمائن، وحرب العصابات، على جبهاتهم في الساحل السوري، وهو ما أربك قوات النظام السوري، ودفعها هي الأخرى لاتباع سياسة جديدة بجرّ النظام إلى معارك مواجهة مباشرة لقصفهم والتخلص من أكبر عدد منهم، إلا أن مساعيها لم تفلح.
وسيم شامدين
مركز أمية الإعلامي
وسوم: العدد 645