ثم تولى إلى الظل
قال تعالى: ((وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ)) قرآن كريم
إنها الشريعة الإلهية التى تنظم حياة البشر في كل سلوكياتهم. كل البشر بلا استثناء واحد، تحكمهم شريعة الخالق سبحانه وتعالى.
نعم شريعة إلهية تحكم تصرفات البشر وتنظمها!
قال ما خطبكما؟
وجاء الرد : لا نسقى حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير.
فسقى لهما بنى الله ثم تولى إلى الظل!!
تعلمنا شريعة الله حدود القول والفعل ، ليست هناك حريات مطلقة. إنها الفوضى بعينها. الحرية لها ضوابطها الشرعية. فسقى لهما ثم تولى إلى الظل!
إنصرف نبى الله بعد أن أدى واجبه! هكذا علمه ربه.
تولى إلى الظل مناجيا ربه أنه فقير! فكانت الإجابة الإلهية الفورية: فجاءت إحداهما!!
وكان ما كان من قصة سيدنا موسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام. والسؤال الآن:
- أين نحن الآن من هذا السلوك النبوي؟ السلوك القدوة، فسقى لهما ثم تولى إلى الظل!
واقعنا مؤسف مخجل محزن!!
لقد أدرنا ظهرنا لشريعة الله لعدم مناسبتها لواقعنا كما يقول السفهاء من الناس!! واقعنا مشحون بالتخلف والعجز والتبعية!
واقع يرفض منهج الحق ويجرى إلى ترهات البشر باحثاً عن بقايا الموائد لدى الأمم الوثنية من رومان وأغريق وهندوس وعباد النار وفراعنة.
واقع مشحون بالتخلف والعجز! حطم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الأوثان قبل 1437 سنة واليوم اليوم نعيد صناعتها ليس فقط أوثان الحجارة ولكن أوثان الفكر فعبدنا كل صاحب فكر يناهض شرع الله وأطلقنا عليه الفكر الحر!! وخذ عندك من الواقع ما تشاء من أسماء صدع الإعلام المزيف أدمغتنا بذكرها ليل نهار حتى أصبحنا نكرة مجرد ذكرها !! بداية من أوائل عشرينيات القرن الماضي حتى الآن لا يستطيع الفرد أن يتعلم من الإعلام إلا كل المفردات الهابطة المخالفة للنظام الأخلاقي العام الذي هو قاعدة الشريعة. فليس هناك دين بلا أخلاق (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لا دين بدون أخلاق.
فهل ساعد إعلامنا في كل دولنا الإسلامية بلا استثناء على تقديم ما ينفع للناس؟ الإجابة بوضوح لا بل أساء إساءات بالغة للعقيدة في كل صورها تحت شعار مزيف اطلقه الجهال هو(الفن للفن) وآخر هو التنوير!!
لابد للفنون من أن ترقى بالإنسان لا أن تهبط به! ولكن الجهالة تغزو القلوب والعقول معاً.
جهالاتنا مستورده لا نقبل ألا أن تكون مستورده ! لا نعى ديننا ولا نفقه ولا نعمل به.
أمة قوامها 2.6 مليار مسلم حسب آخر الإحصائيات (2015م) لا تعرف دينها ولا تفقهه ولا تعمل به فماذا تنتظر؟ لا شئ!
أعلام يسخر من عقيدة الأمة ويهاجم الأنبياء والرسل فماذا تنتظر؟
أيها الناس عودوا إلى ربكم.
والله يقول الحق وهو يهدي إلى الصواب.
وسوم: العدد 645