مدينة الباب
ﻻتقولوا أتعبتنا بالحديث عن الباب .. فالحديث عن الوطن ﻻيمل ..
ومما جعلني أتحدث عن الباب مابثته قناة حلب عن مظاهرة ﻷهل المدينة ..
وشبابها ينشدون :
موطني .. الجﻻل والجمال ..
والسناء والبهاء في رباك ..
والحياة والنجاة .. والهناء والرجاء
.. في هواك
هل أراك سالما منعما .. وغانما مكرما ..
هل أراك في عﻻك .. تبلغ السماك .. موطني
غاية تشرف .. وراية ترفرف .. ياهناك في عﻻك .. قاهرا عداك .. موطني .
- القصيدة للشاعر إبراهيم طوقان ..
النشيد الذي كنا نرده صغارا مع عبد الرحيم رحمو وحكمت عابو ورياض رحمو ونعيم عيسى وسعاد كشكش ونهاد حسين وعبد الباسط شواف ورشاد حنفي .. وغيرهم وغيرهم .
* - مدينة الباب ..
- أول بلد ثارت على فرنسا .. ومسحت بعلمها اﻷرض .
- أول بلد جعل من جنود فرنسا أسرى أذﻻء .
- ومن منكم ﻻيحفظ ( حب الوطن من اﻹيمان ) إن محمدا عليه الصلاة والسلام لما هاجر من مكة .. ظل فترة ينظر إلى مكة بحنين قائﻻ : عن ابن عباس ورواه الترمذي وابن حبان :
( ماأطيبك من بلد وأحبك إلي ،ولوﻻ أن قومي أخرجوني ماسكنت غيرك ) .. وقوله ( والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ، ولوﻻ أني أخرجت منك ماخرجت ) الترمذي .
- وأصحاب محمد رضوان الله عليهم مرضوا من شوقهم لبلدهم ..
تذكرون شعر بﻻل وشوقه لمكة وجبالها
وقوله :
. أﻻ ليت شعري هل أبيتن ليلة
بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة
وهل تبدو لي شانة وطفيل .
نحن .. نحن ( فتح وكسر ) للباب :
- يوم كان العلماء من ذوي العمائم البيض هم شموسها ونجومها .
- المدينة التي كانت في عيد يوم حضور شيخ حمص أبو النصر خلف رحمه الله ﻹقامة أذكار فيها .
- وكانت في عيد يوم حضر الشيخ مصطفى السباعي إليها زائرا إلى دار حج محمد الفرحات وفي عيد آخر يوم حضر المستشار حسن الهضيبي رحمهم الله إلى دار الحاج اسماعيل الخطيب ثم الجامع الكبير .
- يوم كان الشيخ مصطفى أبو زﻻم رحمه المولى سيد المدرسة الحسبية .
- وكان الشيخ عبد الوهاب سكر رحمه الله يدير جامع البدوي .. يعيش على الخبز والشاي ليحمل مشعل الفقه في بلده .
- يوم كان اﻷزهريون من أمثال الشيخ صادق الغزال ومحمد البكور والشيخ سعيد الحاج محمود رحمهم المولى وهم نجوم البلد ومناراتها .
- كانت حلقات القرآن في مساجدها اليماني ولحلقاته مكانة كبيرة في التاريخ .
- هذا البلدة العظيمة دنس ترابها تﻻميذ ميشيل عفلق .. وأفسد هواءها ماسموه الرسالة الخالدة .. وقبح شوارعها اسم ﻻيستحق إﻻ اللعنة .. اﻷرثوذي .
ودمر تاريخها الحزب القائد ..
حيث قادنا سابقا إلى العار في حرب حزيران .. وﻻحقا إلى الدمار ...
جنوده مخبرين .. وكباره مطايا للفراعنة ..
أفسد جيل البنات فعلموهن الرقص واﻻختﻻط
وأقاموا لهن معسكرات مختلطة في المسطومة والبدروسية ..
وذاق الحرائر ﻷول مرة طعم الويسكي ورقصن في المعسكرات .. ووحدة .. حرية .. اشتراكية .
وغربنا عشرون عاما ..
وعاد شبابنا ينفضون الذل والعار ورجس البعث عن المدينة ..
وتجاوب شبابنا مع موطني الجﻻل والجمال والسناء والبهاء في رباك .
واستمعت إلى الشاعر الكويتي أحمد الكندري وهو يبكي شهداءنا ويعزي أحرارنا ويلعن فراعنتنا بكيت طويﻻ ..
أي والله غالبت دمعي طويﻻ .. فكتبت أسطر هذه الخاطرة .
سنعود للباب ..
ونزور أوﻻ قبور الشهداء فخر عزنا ومجدنا .. سنحي شهداء سجن المزة .. والشهداء الذين سحلوا في شوارع البلدة .. وشهداء الثورة .. ثورة الحق والكرامة .. ونحي من قضى في سجن تدمر ربع قرن ابن مدينة تادف الشيخ محمد عوض ونعمان وغيرهم وغيرهم ..
بوركت سواعد شبابنا ..
وبوركت رايتهم الله أكبر ..
والله اكبر على الظالمين ..
رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته .
بﻻدي بﻻدي فداك دمي
وهبت حياتي فدى فاسلمي
غرامك أول مافي الفؤاد
ونجواك آخر مافي فمي
(هذه الخاطرة من وحي مظاهرة شباب الباب حفظهم الله في أول أيام الثورة) .
وسوم: العدد 648